يبدو أن جيش الاحتلال يستعد لفصل جديد من الهجوم على لبنان، بعد التقارير التي تُشير إلى أن قوات خاصة من جيش الاحتلال داهمت الأراضي اللبنانية؛ استعدادًا لعملية برية.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن التوغل للحدود اللبنانية كان يهدف إلى جمع معلومات استخباراتية، والدخول إلى أنفاق حزب الله الواقعة على طول الحدود، وهو ما يعد تمهيدًا لمناورة برية أكبر، قد تكون في وقت مبكر من هذا الأسبوع.
نفذت قوات خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي غارات صغيرة، مستهدفة جنوب لبنان استعدادًا لغزو بري محتمل قد يحدث في وقت مبكر من هذا الأسبوع، بحسب ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، ونقلته القناة الـ12 العبرية.
وقالت القناة العبرية، إنه تم تنفيذ تلك العملية السرية عدة مرات خلال الأشهر الماضية، في إطار سعي جيش الاحتلال لتدمير قدرات حزب الله، إذ شملت الغارات أيضًا الدخول إلى أنفاق حزب الله الواقعة على طول الحدود.
وبحسب التقرير فإن هذا نشاط تمهيدي لمناورة برية تم التخطيط لها منذ فترة في النظام الأمني، لكن توقيتها قد يتغير، في الوقت الذي تتعرض فيه إسرائيل لضغوط شديدة من الولايات المتحدة حتى لا تقوم بغزو كبير للبنان.
وذكرت شبكة ABC الأمريكية، أمس، أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي ربما يكون قد بدأ عمليات عبر الحدود في لبنان أو سيبدأ قريبًا، وهي عمليات صغيرة للاستيلاء على مواقع حزب الله".
وأفادت التقارير بأنه حتى لو تم الدخول البري للجيش الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية، فمن المرجح أن يكون نطاقه محدودًا.
في السياق ذاته، أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بأنها تخطط لعملية برية محدودة في لبنان قد تبدأ قريبًا، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست نقلًا عن مسؤول أمريكي لم يتم الكشف عن هويته.
وقال المسؤول إن العملية ستكون أصغر من حرب إسرائيل عام 2006 ضد حزب الله وستركز على أمن المجتمعات الحدودية.
هجوم بري مُرتقب
وتطالب إسرائيل منذ فترة طويلة حزب الله بالانسحاب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية على بُعد نحو 30 كيلومترًا شمال، خلف نهر الليطاني، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي صدر قبل سنوات، وتزعم إسرائيل ضمان سلامة مواطنيها في شمال إسرائيل، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
ويتكهن المراقبون بأن إسرائيل قد تحاول تحقيق هذا الهدف من خلال شن هجوم بري، في أعقاب اغتيال الجيش الإسرائيلي حسن نصر الله، زعيم حزب الله في لبنان، في هجوم في إحدى ضواحي بيروت الجمعة الماضي.
وفي الوقت نفسه، حثّ الجيش الإسرائيلي المواطنين في أجزاء من لبنان على الابتعاد عن منشآت حزب الله والبحث عن الأمان حتى إشعار آخر، وينطبق التحذير على سكان وادي البقاع شرقي البلاد والضواحي الجنوبية للعاصمة بيروت وجنوب لبنان، بحسب نداء أصدره باللغة العربية متحدث عسكري إسرائيلي.
حرب أسوأ من 2006
ويتزايد القلق بين المسؤولين الحكوميين في إسرائيل من أن التصعيد في لبنان قد يؤدي إلى حرب أسوأ من تلك التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
ويعد منع حدوث تصعيد كبير في شمال إسرائيل أولوية قصوى لإدارة بايدن، التي تعتقد أن الصراع سيمتد إلى إيران وسيجلب الولايات المتحدة أيضًا في النهاية.
وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيواجه صعوبات في محاربة حزب الله في أثناء قتاله مع حماس بغزة، لأن قواته ستنتشر بشكل ضئيل للغاية.
عمليات اغتيال في إسرائيل
من ناحية أخرى حذر جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي من أن إيران تحاول بشكل متزايد تنفيذ عمليات اغتيال في إسرائيل، وأنه تم إحباط العديد من مخططات الاغتيال أخيرًا، بما في ذلك بعضها في مراحل متقدمة للغاية، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف الجهاز: "في الأسابيع الأخيرة، اكتشف جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ارتفاعًا كبيرًا في جهود إيران لتنفيذ هجمات اغتيال ضد أهداف في إسرائيل، وأن إيران تحاول تجنيد مدنيين إسرائيليين لإيذاء كبار المسؤولين في البلاد".