شهد عام 2022 عددًا من الاكتشافات العلمية، وسلّط موقع "ساينس نيوز" الضوء على أهمها، من أقرب ثقب أسود إلى الأرض إلى أكبر بكتيريا وحيدة الخلية، ومن أول جراحة في التاريخ إلى الصور الأولى للكون.
أول جراحة
كانت أول عملية جراحية معروفة هي بتر الساق، وتوصل باحثون إلى هذا الاستنتاج بعد فحص الهيكل العظمي لشخص عاش في جزيرة بورنيو الإندونيسية منذ نحو 31 ألف عام، وتظهر العظام الملتئمة أنه تمت إزالة الجزء السفلي من الساق اليسرى، لكن المريض الفرد نجا وعاش بعد ذلك عدة سنوات، ويعيد هذا الاكتشاف أصل الجراحة إلى الوراء بنحو 20 ألف عام.
أكبر بكتيريا وحيدة الخلية
عادة ما تسكن البكتيريا في العالم المجهري لكن بكتيريا "تي. ماجنفيكا" المكتشفة حديثًا يبلغ طولها نحو سنتيمتر واحد، وهي ترى بالعين المجردة، وتم اكتشافها في غابات المنجروف في جزر الأنتيل الصغرى بمنطقة البحر الكاريبي، وهي أكبر بنحو 50 مرة من الأنواع الأخرى من البكتيريا الكبيرة ونحو 5 آلاف مرة أكبر من حجم البكتيريا المتعارف عليه، ولم يُعرف بعد لماذا تطور هذا النوع إلى مثل هذا الحجم العملاق.
أسرع كمبيوتر عملاق
حطّم كمبيوتر عملاق يُدعى "فرونتير" الأرقام بسرعة مذهلة هذا العام: فقد قام بنحو 1.1 كوينتيليون (مليار مليار) عملية في الثانية الواحدة، وهذا يجعل الجهاز ، الذي يديره مختبر "أوك ريدج" الوطني في تينيسي، بالولايات المتحدة، أول كمبيوتر يمكنه إجراء 1018 عملية على الأقل في الثانية، وثاني أسرع كمبيوتر يتفوق على 442 كوادريليون (أي 1015) عملية في الثانية، ومن المتوقع أن تؤدي "حوسبة الإكساسكيل" أو ما يسمى بالحوسبة الخارقة، إلى اختراقات في كل شيء من علوم المناخ إلى الصحة إلى فيزياء الجسيمات.
أكبر مستعمرة للأسماك
في أعماق ساحل القارة القطبية الجنوبية، تتجمع الأسماك الجليدية في مستعمرة تكاثر كبيرة مثل أورلاندو ، في فلوريدا، ويمتد نحو 60 مليون عش لأسماك يونان الجليدية عبر 240 كيلومترًا مربعًا على الأقل من قاع البحر، وسابقًا، كان من المعروف أن أنواع الأسماك التي تبني الأعشاش لا يزيد عددها عن المئات، وقد يفسر وفرة الإمدادات الغذائية والوصول إلى منطقة من الماء الدافئ بشكل غير عادي وجود تلك المجموعة الكبيرة من أعشاش الأسماك بشكل استثنائي.
أقرب ثقب أسود
من خلال فحص البيانات الصادرة عن مسبار "جايا" الفضائي، اكتشف علماء الفيزياء الفلكية ثقبًا أسود يبعد ما يزيد قليلًا على 1560 سنة ضوئية عن الأرض، أطلقوا عليه اسم Gaia BH1، وهي أقرب مرتين تقريبًا من أقرب ثقب أسود معروف سابقًا، لكن هذا السجل قد لا يصمد، فمن المتوقع وجود نحو 100 مليون ثقب أسود في مجرة درب التبانة، ونظرًا لأن معظمها غير مرئي، فمن الصعب العثور عليهم، ولكن عندما يقوم المسبار، برسم خرائط دقيقة لمليار نجم، ستكون المجموعة التالية من البيانات جاهزة في غضون بضع سنوات، وقد تظهر ثقوب سوداء أقرب.
الصور الأولى لتلسكوب جيمس ويب
كان العالم يتابع في صيف 2022 الصور الأولى للكون، والتي أرسلها تلسكوب الفضاء الجديد التابع لوكالة ناسا "جيمس ويب" والذي تبلغ تكلفته 10 مليارات صورة، وتلقى عشاق علم الفلك صورًا مبهرة غير مسبوقة لما يمكن تسميته بـ"حضانة نجمية"، ونجم يحتضر مغطى بالغبار ورقصة كونية بين مجموعة من المجرات، ويستطيع "جيمس ويب" باستخدام الأشعة تحت الحمراء من الطيف الكهرومغناطيسي رؤية الزمن الماضي في غضون 100-200 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، ما يسمح له بالتقاط صور للنجوم الأولى التي تتألق في الكون منذ أكثر من 13.5 مليار سنة.