كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن عقد اجتماع طارئ في إيران، إثر غارة إسرائيلية كانت تستهدف زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في العاصمة اللبنانية بيروت، ويأتي هذا التصعيد الخطير في وقت حساس، مع تزايد التوترات في المنطقة وسط محاولات دولية لتهدئة الأوضاع.
اجتماع طارئ في إيران
وفقًا لمصادر إيرانية تحدثت لصحيفة "نيويورك تايمز"، دعا المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي في مجمع إقامته.
وأكدت المصادر أن الاجتماع جاء استجابة مباشرة للضربة الإسرائيلية التي استهدفت حسن نصر الله في بيروت.
وأشارت المصادر الإيرانية إلى أن القرار الصادر عن الاجتماع كان "انتظار فرصة عملياتية"، والتي جاءت اليوم الجمعة، ما يثير تساؤلات حول طبيعة الرد الإيراني المحتمل وتوقيته، ما قد يزيد من حدة التوتر في المنطقة بأكملها.
وكشف موقع أكسيوس الإخباري، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبار، أن المناقشة الأولى حول إمكانية محاولة استهداف نصر الله جرت الأربعاء الماضي قبل رحلة نتنياهو إلى نيويورك، ما يشير إلى أن القرار اتخذ بسرعة وربما دون تشاور كامل مع الحلفاء الدوليين.
توقيت حساس
يأتي هذا التطور الخطير في وقت حساس للغاية، إذ أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا قبل يومين عن مبادرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، كما دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومسؤولون أمريكيون آخرون إسرائيل إلى تجنب أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى حرب شاملة.
وفي تطور لافت، ذكرت "نيويورك تايمز" أن البيت الأبيض غضب بشدة عندما أنكر نتنياهو أي دور في خطة وقف إطلاق النار، على الرغم من مشاركته في المحادثات التي سبقت الإعلان.
والخميس الماضي، تراجع نتنياهو وقال إن "إسرائيل تشارك أهداف" المقترح المدعوم من الولايات المتحدة.
واشنطن تخلي مسؤوليتها
وفقًا لـ"نيويورك تايمز"، صرحت المتحدثة باسم البنتاجون سابرينا سينج بأن الولايات المتحدة لم تكن على علم مسبق بالضربة الإسرائيلية في بيروت.
وأضافت أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت تحدث هاتفيًا مع نظيره الأمريكي لويد أوستن أثناء تنفيذ الضربة، ما يضع الإدارة الأمريكية في موقف صعب، التي تسعى للحفاظ على التوازن بين دعم حليفتها إسرائيل ومحاولة منع تصاعد الصراع في المنطقة.
رد فعل حزب الله ولبنان
حتى الآن، لم يصدر أي رد رسمي من حزب الله اللبناني على الهجوم أو على وضع نصر الله، ومع ذلك، أفادت وسائل إعلام تابعة لحزب الله أنّ أربعة مبانٍ في جنوب بيروت تعرضت للقصف، وهذه المعلومات تشير إلى حجم الدمار الذي خلفته الغارة الإسرائيلية في المنطقة.
وفي تفاصيل إضافية عن الهجوم، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن القنابل المستخدمة في الهجوم على الضاحية الجنوبية كانت من نوع MK84، وتزن طنًا واحدًا، ما يؤكد شدة الهجوم وقوته التدميرية.
وفي إشارة إلى حالة التأهب المرتفعة داخل إسرائيل، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأنه تم فتح الملاجئ العامة في كل منطقة الوسط وتل أبيب، ما يعكس المخاوف من رد محتمل من قبل حزب الله، ويشير إلى أن السلطات الإسرائيلية تأخذ التهديد على محمل الجد، وتتخذ إجراءات احترازية لحماية المدنيين.