على الرغم من المطالب العالمية لمحاولة وقف الصراع بين إسرائيل وحزب الله، وعدم امتداده لحرب شاملة مع لبنان، حتى ولو بهدنة يمكن أن تُفضي إلى تسوية سياسية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية واصلت تعنتها بهدف رفض أي مقترحات.
وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أعنف الغارات الجوية في الحروب الحديثة على لبنان، وارتفع عدد الضحايا اللبنانيين، الذين سقطوا جرّاء الغارات الإسرائيلية بحسب ما أعلنت عنه الحكومة اللبنانية، على مدى الأيام الماضية، إلى أكثر من 1500 شهيد، فيما تخطى عدد الإصابات 5 آلاف.
إجماع عالمي
وترغب دول العالم ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي والدول العربية في وقف الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الشمالية، وبحسب "رويترز" أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن العالم تحدث بوضوح عبر الأمم المتحدة بشأن الحاجة إلى وقف إطلاق النار.
ومن أجل ذلك، دعت الولايات المتحدة وفرنسا وبعض حلفائهما، إلى وقف عاجل للأعمال العدائية، التي قالوا إنها تشكل "خطرًا غير مقبول لتصعيد إقليمي أوسع نطاقًا"، ودعوا في بيان مشترك إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يومًا على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل لتوفير مساحة للدبلوماسية.
انسحاب تفاوضي
وحثّ المسؤولون الأميركيون إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار، على أساس أن ذلك قد يؤدي إلى انسحاب تفاوضي لقوات حزب الله من منطقة الحدود، التي تُطلَق منها الصواريخ والقذائف على إسرائيل.
وفي المقابل، شكّل الرد الإسرائيلي خيبة أمل لدبلوماسية وزير الخارجية الأمريكي الذي أكد أن الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لخلق الظروف التي تسمح للسكان الإسرائيليين بالعودة إلى ديارهم، إذ أكد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو -بحسب "ذا جارديان" البريطانية- على أن الهجمات لن تتوقف.
سياسة واضحة
ولدى وصوله إلى نيويورك من أجل إلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال "نتنياهو" للصحفيين إن سياسة حكومته واضحة، وسيواصلون ضرب حزب الله بكل قوة، مشيرًا إلى أنهم لن يتوقفوا حتى يحققوا كل أهدافهم، وعلى رأسها عودة السكان إلى منازلهم.
ليس ذلك فقط، بل أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي أن نتنياهو "أمرّ قوات الدفاع الإسرائيلية بمواصلة القتال بكل قوتها، وفقًا للخطة التي قُدِمَت له"، مؤكدًا أن القتال في غزة سيستمر حتى تحقيق جميع أهداف الحرب.
القتال مستمر
وفي مقابل تلك التصريحات الرافضة للهدنة، ردّت جماعة حزب الله على نتنياهو بأنها ستواصل قتال دولة الاحتلال الإسرائيلي "طالما واصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية في غزة".
وبحسب التقارير الإعلامية الأمريكية، يأمل المسؤولون في إدارة البيت الأبيض في إقناع نتنياهو بقبول اقتراح وقف إطلاق النار بحلول الوقت الذي سيلقي فيه كلمته.