قالت مصادر متعددة لشبكة "سي بي إس نيوز" إن ممثلي الادعاء الفيدراليين حصلوا على اتهامات جنائية ضد إيرانيين لاستهدافهم المزعوم لأعضاء الحملة الرئاسية للرئيس السابق دونالد ترامب كجزء من مخطط إلكتروني.
وصرحت المصادر أن هيئة محلفين كبرى وجهت الاتهام إلى إيرانيين يوم الخميس، مضيفة أنه يتم الإعلان عن التهم في وقت مبكر من اليوم الجمعة. وفي حين أن طبيعة الادعاءات وأسماء المتهمين غير معروفة، تظل وثائق الاتهام سرية. كما لم يتم تأكيد العدد الدقيق للأشخاص المتهمين.
تصعيد جديد
وبمجرد الإعلان عنها علنًا، ستمثل التهم تصعيدًا في عمل الحكومة الفيدرالية لمكافحة جهود إيران المزعومة للتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2024. حيث حذر المسؤولون الفيدراليون من أن إيران تسعى إلى تقويض حملة ترامب.
رفض متحدث باسم وزارة العدل التعليق على تقرير "سي بي إس نيوز" كما لم يستجب متحدث باسم حملة ترامب على الفور لطلب التعليق. وكانت شبكة "إيه بي سي نيوز" وموقع "بوليتيكو" أول من أورد تفاصيل الاتهامات.
وأطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقات في وقت سابق من هذا الصيف بعد أن تعرضت حملتا ترامب وبايدن آنذاك لمحاولات تصيد تستهدف الأشخاص المرتبطين بالمرشحين، وفقًا لما ذكرته مصادر لشبكة سي بي إس نيوز في أغسطس.
وفي الأسبوع الماضي، أصدر مسؤولون فيدراليون في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات استخباراتية أخرى بيانًا يؤكد أن "جهات إيرانية في مجال الإنترنت أرسلت في أواخر يونيو وأوائل يوليو رسائل بريد إلكتروني غير مرغوب فيها إلى أفراد مرتبطين آنذاك بحملة الرئيس بايدن والتي تحتوي على مقتطف مأخوذ من مواد مسروقة وغير عامة من حملة الرئيس السابق ترامب كنص في رسائل البريد الإلكتروني".
وقال البيان إن "جهات إيرانية خبيثة في مجال الإنترنت واصلت جهودها منذ يونيو لإرسال مواد مسروقة وغير عامة مرتبطة بحملة الرئيس السابق ترامب إلى مؤسسات إعلامية أمريكية، مضيفًا: "الجهات الأجنبية تزيد من أنشطتها في التأثير على الانتخابات مع اقترابنا من شهر نوفمبر".
تهدد ترامب
وتنفي إيران بشكل قاطع مثل هذه الاتهامات، ونفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة وجود خطط لديها للتدخل أو شن هجمات إلكترونية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقالت لشبكة سي بي إس نيوز في بيان الأسبوع الماضي أن "إيران لا تنخرط في الاضطرابات الداخلية أو الخلافات الانتخابية في الولايات المتحدة"، مضيفة أن "ليس لدينا أي دافع أو نية للتدخل في الانتخابات الأمريكية".
ومن جهته، صرح ترامب، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أنّ هناك تهديدات كبيرة على حياته من قبل إيران، وذلك بعدما أعلن فريق حملته الانتخابية أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية حذرته من تهديدات حقيقية ومحدّدة من قبل طهران.
وكتب ترامب على شبكته "تروث سوشيال" وعلى حسابه في "إنستجرام": "تهديدات كبيرة على حياتي من قبل إيران. الجيش الأمريكي بأكمله يراقب وينتظر"، مضيفًا: لقد اتخذت إيران خطوات لم تنجح، لكنها ستحاول مجدّدا.. أنا محاط برجال وبنادق وأسلحة أكثر ممّا سبق لي أن رأيت".
وكذلك، أعلنت حملة ترامب الشهر الماضي عن تعرضها للاختراق، مصرحة أن جهات إيرانية متورطة في سرقة وتوزيع وثائق داخلية حساسة لأعضاء الصحافة. وعمل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي مع مقدمي خدمات البريد الإلكتروني جوجل ومايكروسوفت للتحقيق في هجمات التصيد الرمحي الواضحة التي تستهدف المقربين من الحملتين الرئاسيتين، وفقًا لشخصين مطلعين على الأمر.
ولا تعد إيران الخصم الأجنبي الوحيد الذي يقول المسؤولون الأمريكيون إنه يسعى إلى تقويض الانتخابات الرئاسية المقبلة. إذ حذرت وكالات الاستخبارات من أن روسيا والصين أطلقتا حملات إلكترونية خاصة بهما لزرع الفوضى، حيث يُزعم أن روسيا تسعى إلى الإضرار بمحاولة نائبة الرئيس كامالا هاريس للوصول إلى البيت الأبيض.