يعد تعاطي المخدرات مشكلة كبيرة، تعاني منها السجون في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ وجدت الأبحاث أن نحو 65% من النزلاء مدمني مخدرات، بينما لا تقوم 40% من السجون بتقديم المساعدة اللازمة.
ويعد العلاج أثناء وجود المتعاطي في السجن أمرًا بالغ الأهمية للحد من الجريمة بشكل عام وغيرها من الأعباء المجتمعية المرتبطة بالمخدرات، مثل فقدان العمل وتفكك الأسرة والعودة المستمرة إلى السجن والمعروفة باسم "العودة إلى الجريمة".
تعاطي المخدرات
وترتبط أعداد السجناء الكبيرة في السجون في الولايات المتحدة ارتباطًا وثيقًا بالجرائم المتعلقة بالمخدرات، وبحسب المعهد الوطني الأمريكي لتعاطي المخدرات، فإن ما يقدر بنحو 65% من السجناء يعانون من اضطرابات التعاطي.
وبحسب تحليل أجرته مجلة jamanetwork الطبية، حول تقديم العلاج من المخدرات داخل 1028 سجنًا، تبيّن أن 44% فقط منها تقدم للسجناء الذين يعانون من اضطراب تعاطي المواد الأفيونية أدوية مثل الميثادون أو البوبرينورفين أو النالتريكسون لعلاج الإدمان.
تكاليف الجريمة
ويمثل الفشل في علاج تعاطي المخدرات ضربة لنظام العدالة الجنائية الأمريكية، إذ أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت في كاليفورنيا أن المشاركة في العلاج كانت مرتبطة بانخفاض تكاليف الجريمة في الأشهر الستة التالية للعلاج.
وكشف المعهد الأمريكي، عن أن السجناء غير المُعالَجين الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المواد الأفيونية خلال فترة وجودهم في السجن، سيتعرضون لانخفاض تحمل المواد الأفيونية، ويرجع ذلك إلى توقفهم فجأة عن تعاطي المخدرات أثناء سجنهم.
مستويات الإدمان
وأشاروا إلى أنه عند الإفراج عنهم، سيعود العديد منهم إلى مستويات الإدمان المماثلة لما تعاطوه قبل السجن، دون أن يدركوا أن أجسادهم لم تعد قادرة على تحمل نفس الجرعات، ما يزيد من خطر تناول جرعة زائدة والوفاة.
ووجدت إحدى الدراسات، بحسب المعهد، أن 14.8% من جميع وفيات السجناء السابقين منذ عام 1999 كانت مرتبطة بالمواد الأفيونية، مشيرة إلى أن عدم كفاية المشورة قبل الإفراج أو المتابعة بعد الإفراج مسؤولة جزئيًا عن هذه الزيادة في الوفيات.
ويشير الباحثون، أيضًا إلى أن السجون التي تقدم أدوية لاضطراب تعاطي المواد الأفيونية تقدمها في الغالب للأشخاص الحوامل أو الذين يتلقون بالفعل الأدوية في وقت إلقاء القبض عليهم، وذكرت المجلة الطبية، أن 5% فقط من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي المواد الأفيونية في السجون يتلقون العلاج بالأدوية.
حلقة الإدمان
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن السجون الأكبر حجمًا أو السجون في المقاطعات التي بها معدلات أقل من الفقر والبطالة أو تلك القريبة من مقدمي خدمات علاج اضطراب تعاطي المواد الأفيونية في المجتمع من المرجح أن تقدم العلاج.
وأكدت نورا دي فولكوف، مديرة المعهد، لصحيفة "ذا هيل" البريطانية أن تقديم علاج لاضطراب تعاطي المواد في مؤسسات العدالة يساعد على كسر حلقة الإدمان والسجن المنهكة والمميتة في كثير من الأحيان، لافتة إلى أن ربط علاج الإدمان أثناء السجن أمر بالغ الأهمية للحد من خطر الانتكاس والجرعة الزائدة.