ألغى جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك"، عمليات اعتقال في الضفة الغربية خلال اليومين الماضيين، بسبب عدم قدرة السجون الإسرائيلية على الاحتفاظ بمن وصفتهم بـ"المشتبه بهم الأمنيين الفلسطينيين"، بحسب القناة 12 العبرية.
ونقلت الشبكة عن مصدر أمني قوله إن فشل وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير، المسؤول عن الأمن، في التعامل مع قضية مساحات واكتظاظ السجون، يعرض أمن دولة الاحتلال للخطر، ولن يمر وقت طويل قبل أن يكلف حياة البشر.
وتستمر هذه المشكلة منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، التي نفذتها حركة حماس، والعدوان الذي أعقب ذلك في غزة، إذ اشتكى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، مرارًا وتكرارًا، من أنه اضطر إلى إعادة السجناء إلى القطاع بسبب نقص المساحة في السجون.
ومنذ بدء الحرب، تضاعف عدد السجناء الفلسطينيين إلى أكثر من 10 آلاف، بمن فيهم المعتقلون من غزة وآلاف آخرين أُلقي القبض عليهم من الضفة الغربية والقدس الشرقية، وفقًا لـ"هموكيد"، وهي منظمة حقوقية إسرائيلية تجمع إحصائيات من سلطات السجون.
سجون وحشية
يقبع داخل السجون الإسرائيلية ما يقرب من 9700 أسير فلسطيني، منهم 3380 سجينًا معتقلون إداريون دون توجيه أي تهمة أو محاكمة لهم، وبحسب منظمة "الضمير" لحقوق السجناء الفلسطينيين "لا تشمل هذه الأعداد السجناء من غزة الذين لم تكشف إسرائيل عن أعدادهم".
وفرضت سلطات الاحتلال أوضاعًا بالغة الصعوبة عقب 7 أكتوبر، إذ جرد الحراس الزنازين من كل شيء، بما في ذلك الملابس. وفي النهاية، زاد عدد النزلاء في الزنزانة من ستة إلى 14، وتمت إزالة الستائر في الحمامات المشتركة.
ومنذ بداية العدوان على غزة، حولت قوات الاحتلال قاعدة "سدي تيمان" إلى سجن لاعتقال الفلسطينيين من قطاع غزة، في ظروف غير إنسانية، حيث يبقون مكبلي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين طوال الوقت، ويتعرضون لتعذيب وحشي.
وتنفذ إسرائيل سياسة ممنهجة لإساءة معاملة السجناء وتعذيبهم منذ بداية الحرب على قطاع غزة، وأخضعت المعتقلين الفلسطينيين لأفعال كثيرة من العنف التعسفي، ويتعرضون للضرب والمعاملة المهينة والمذلة والحرمان من النوم، كما يتم استخدام العنف الجنسي بدرجات متفاوتة من الشدة.
وفي أغسطس الماضي، أعدت صحيفة "واشنطن بوست"، تقريرًا نقلت فيه روايات التعذيب والقتل داخل السجون الإسرائيلية، وألقت الضوء على كثير من الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين داخل سجن "سدي تيمان" الإسرائيلي، ووصفت إقامتهم فيه بأنه بمثابة حكم بالإعدام.