مخرج لبناني يكشف: هناك التفاف عربي والفن رسالة لكشف أكاذيب الاحتلال
رسالة تهديد لوزير الثقافة اللبناني ويرد: لن ترهبوا منا طفلًا ولا امرأة أو وزير
منذ بداية حرب غزة في السابع من أكتوبر الماضي، جيش الاحتلال الإسرائيلي يتخذ أساليب عدة للهدم، منها إسكات كل صوت يفضح جرائمه، وتحديدًا صوت المثقفين والفنانين، بدأها بهدم مئات المباني الثقافية تلاها قتل العديد من المبدعين الفلسطينيين، واليوم يجدد العدو المحتل أساليبه الوحشية مع الجنوب اللبناني، بغارات متعاقبة، وهدم لكل مظاهر الحياة، وتهديد لكل الرموز بما فيها الثقافية، حتى لا يسمح لأحد بتوثيق مجازره المستمرة، والسعي من خلال إعلامه بنشر أكاذيبه، وحجب كل صوت يكشف الحقيقة.
تهديد ومقاومة
وفقًا للصفحة الرسمية لوزارة الثقافة اللبنانية، فإن مكتب وزير الثقافة اللبناني القاضي محمّد وسام المرتضى تلقّى اتصالاً من شخص يتحدث العربية الفصحى، محذّرًا الموجودين في المكان بضرورة مغادرة المكتب فورًا لأنه مستهدف.
وجاء رد وزير الثقافة على تلك التهديدات في بيان عبر حساب الوزارة الرسمي بأن تهديدات جيش الاحتلال لن تزيدهم إلا إصرارًا.
وأكد: "سنستمر بالقيام بواجبنا الوطني، وسنداوم في مكتبنا كالعادة، فكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم والله لن ترهبوا منا طفلًا ولا امرأة.. ولا وزيرًا بالتأكيد".
التفاف وطني
انطلاقًا من هذا الموقف الشجاع لوزير ثقافة لبنان انعكس بدوره على الشعب والمبدعين هناك، وترك الجميع كل الخلافات وتوحدوا من أجل الوقوف أمام هذا العدو، فالمخرج اللبناني سيرج مجدلاني قال في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": "نحن الآن يد واحدة، ونتضامن جميعنا ولا نخاف، وننقل للعالم بكل الطرق ما يحدث لنا ليكونوا شاهدين على ما يفعله الاحتلال".
يؤكد "سيرج" وجوده في بيته بلبنان، ويكشف لنا عن الوضع قائلًا: "الأمر صعب، والجميع هنا يعيش على أعصابه وفي خوف، ولا نعرف ما مصيرنا، نظل في بيوتنا، ونتواصل مع أقاربنا وأحبابنا باستمرار للاطمئنان عليهم".
بعد قيام جيش الاحتلال بغارات غاشمة في الجنوب اللبناني، نزح الآلاف من سكانه هربًا بعيدًا إلى المحافظات الآمنة في لبنان، وفي ضوء هذا يكشف "سيرج" عن دور الفنانين في تقديم المساعدة ويقول: "أستخدم صفحات التواصل الخاصة بي من أجل الإعلان عن أماكن للإيواء، أو المساعدة بكل الأشكال الممكنة، والحقيقة لا أحد يتأخر في المساعدة سواء ماديًا أو بفتح منازله للنازحين، وهذا يؤكد أننا شعب مترابط وقوي".
وتابع: "الفن رسالة ولا مانع الآن من التفات النجوم وتقديم عمل قوي يبعث بدوره النور، ويكشف ما يحدث من قِبل جيش الاحتلال الذي أعتاد على ترويج الأكاذيب"، ويقول: "من المهم توصيل رسالة فنية قوية إلى العالم ندعّم بها بلدنا الحبيب لبنان ونكشف عما يحدث في جنوبه".
فعاليات متوقفة
الأوضاع المتوترة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله، أثّرت على الصخب الفني في ذلك البلد الذي يحب الحياة، وأدى لتأجيل أحداث فنية خصوصًا بعد ما علت طبول الحرب ووقع ضحايا من المدنيين، وخيّم الحزن على الوجوه، وشهدت الفترة الماضية إعلان تأجيل أكثر من فعالية أو إلغائها.