الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الموسيقى تهزم الرصاص.. الفن اللبناني عصيّ على الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
حفلة الشامي في بيروت

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

اشتهرت لبنان بأنها لا تنام وتنبض بالحياة حتى في أحلك الظروف، فالشعب اللبناني محب للسهر والحفلات والاستمتاع بالموسيقى والفن، وعلى الرغم من التوترات القائمة في الجنوب بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال، والتي طالت آثارها بيروت بالأمس القريب، وبدأت تداعياتها تدق طبول الحرب، فإن شعب لبنان لم يرضخ لذلك، بل إن بعض الفنانين قرروا ألا يُغتَال الفن، موجهين رسالة للعالم مفادها "من قلبي سلام لبيروت".

البحث عن أمل

الثلاثاء الماضي في الليلة التي شنَّ فيها جيش الاحتلال ضربة على الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، كان جمهور الفنان السوري الصاعد "الشامي"، على بُعد خطوات قليلة من موقع القصف، يشاركونه الغناء ضمن أعياد بيروت.

وحرص المطرب السوري على أن يوجه رسالة للحاضرين قائلًا: "أتيت إلى لبنان رغم الظروف الصعبة لأننا جيل الحرب وأنا هنا من أجل الأمل الذي نحيا به".

حفلات قائمة

وعلى الرغم من موجة الإلغاء المتتالية التي ضربت الحفلات الغنائية في لبنان بسبب التوترات، قرر بعض الفنانين الصمود في وجه العدوان، والإعلان عن إقامة حفلاتهم في موعدها، ليقرروا إعلات أصوات الموسيقى والفن على طبول الحرب، التي يزيد قرعها يومًا بعد الآخر.

الفنان المصري هاني شاكر أكد أن حفله في لبنان قائم في موعده 11 أغسطس المقبل، وخرج لجمهوره في فيديو على صفحته الشخصية بـ"الانستجرام"، قائلًا: "جمهوري الحبيب في لبنان، موعدنا الأحد في 11 أغسطس في ليلة من العمر.. أراكم على خير".

فيما أكد الفنان المصري محمد رمضان، أن حفله في موعده رغم اعتذارات نجوم العرب عن الحضور، ورغم تواصل المنظمين معه لإلغاء الحفل المقرر إقامته 17 أغسطس المقبل.

الأمر نفسه تكرر مع المطرب السوري جورج وسوف، والذي أعلن إقامة حفله 11 أغسطس المقبل، ويحييه معه الفنانة رحمة رياض والنجم آدم.

كما أكد الفنان اللبناني عاصي الحلاني لموقع "القاهرة الإخبارية" أن حفله في لبنان يوم 10 أغسطس المقبل مازال قائمًا، فيما يُحيى اللبناني وائل كفوري مساء اليوم، حفلًا غنائيًا يقدم خلاله باقة متميزة من أغنياته.

كذلك الفنان اللبناني راغب علامة، الذي أعلن عن إحيائه حفلًا غنائيًا في منطقة فقرا بجبل لبنان، يوم 17 أغسطس المقبل.

حتى الآن، لا يوجد أي تعديل في تلك الحفلات، وربما قد تتغير الأوضاع والخطط، ومن الممكن تأجيل الحفلات المعلن عن إقامتها خلال الفترة المقبلة إذا أصبحت الأوضاع غير مستقرة، وزادت وتيرة الصراع.

لبنان حي ومُنتج

لم يكن المطربون وحدهم المصرون على إيصال فنهم وإشعال ليالي لبنان بأنغام الفن بدلًا من الصواريخ، فمنظمو عدد من المهرجانات الفنية أصروا أيضًا على إقامة فعاليات مهرجاناتهم رغم تلك التوترات، وساروا على خطى أهل فلسطين الذين أقاموا مهرجان القدس السينمائي على ركام المباني.

وتحدى منظمو مهرجان "إهدنيات" - الذي يستمد اسمه من بلدة إهدن في شمال لبنان- أجواء الحرب وأقاموا فعاليات المهرجان في الفترة من 18 يوليو الماضي حتى 28 من الشهر نفسه، وحينما سُئلت رئيسة المهرجان عن سبب إصرارها لإقامة المهرجان، قالت: "ليبقى لبنان حيّا ومُنتجًا".

ويشهد شهر سبتمبر المقبل مهرجان الأفلام القصيرة المتوسطية في حي المغترب في المنطقة القديمة من مدينة البترون، من المقرر أن يتوافد مجموعة كبيرة من السينمائيين لحضور فعالياته.