اتفقت التحليلات الداخلية في دولة الاحتلال الإسرائيلي على أن حكومة بنيامين نتنياهو تحاول، من خلال العمليات الأخيرة في لبنان، أن تضع حزب الله اللبناني أمام خيارين لا ثالث لهما، إما إجبار حزب الله على القبول بتسوية سياسية تفضي إلى الخروج من الشمال أو المضي قدمًا في حرب شاملة.
ومنذ بدأت إسرائيل شن غاراتها على الجنوب اللبناني ارتفعت حصيلة الضحايا اللبنانيين إلى 558 بينهم 50 طفلًا وما يقرب من 100 سيدة، وبحسب وزارة الصحة اللبنانية يرقد في المستشفيات 1800 مصاب وجريح، بجانب شهداء من الأطقم الطبية.
فك الارتباط
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف قيادات حزب الله العسكرية وشبكة الاتصالات والاستدعاءات التي بحيازته، ووفقًا لمركز "مدار" الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، فإن استراتيجية نتنياهو تهدف في وضع الحزب أمام طريقين؛ أولهما فك الارتباط، المقصود منه إبعاد الجبهة الشمالية عن الحرب في قطاع غزة، بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي يسفر من بين أمور أخرى عن عودة سكان الشمال إلى منازلهم، بجانب انسحاب مقاتلي الحزب من منطقة الحدود مع شمال إسرائيل إلى شمال نهر الليطاني.
ويرى المحللون الإسرائيليون أن الضربات الأخيرة التي تلقاها حزب الله بتفجير أجهزة استدعاء البيجر وأجهزة اللاسلكي بين عناصر الحزب وتصفية قيادات قوة الرضوان وطاقم قيادات قوات النخبة، ونواب نصر الله ومواقع الصواريخ يرجع إلى إصرار الاحتلال على فك الارتباط بين غزة والشمال.
الحرب الشاملة
أما الخيار الثاني فيكمن، بحسب المركز، في الذهاب نحو حرب شاملة حال قرر حزب الله اللبناني عدم تبني الخيار الأول، على أن تجعل إسرائيل حزب الله هو صاحب القرار بشأن تلك المواجهة الشاملة وليس هي.
اتفاق سياسي
وعن الاحتمالات المنتظرة خلال الأيام المقبلة، يكشف التحليل أن الاحتمال الأول يتمثل في قيام حزب الله اللبناني بإيجاد ما وصفوه بالسلم من أجل النزول من على الشجرة التي صعد إليها ليحارب إسرائيل، وأن تتوقف هجماته باتفاق سياسي.
لكن الاحتمال الثاني الأكثر قتامة يكمن في التصعيد المتواصل حتى الانزلاق السريع نحو حرب شاملة، ووفقًا لأكثر من محلل عسكري إسرائيلي، بدا احتمال نشوب "حرب لبنان الثالثة" ملموسًا أكثر من احتمال التسوية، لكن التطورات تبقى سريعة التغير ويمكن أن تتبدّل في أي لحظة.
رسالة واضحة
وفي جميع الأحوال شدّد المحللون على أن عهد "الوضع القائم" الذي كان يسود الجبهة الشمالية انتهى بلا رجعة، مشيرين إلى أن من يمكنه وقف التصعيد هو الأمين العام لحزب الله، وإذا رفض ذلك، فإسرائيل مستمرة للذهاب حتى النهاية، ونقل اللواء 98 من الجنوب إلى الشمال بمثابة رسالة واضحة في هذا الاتجاه.