في تطورٍ جديدٍ يعكس حالة الانقسام داخل الحزب الجمهوري الأمريكي، تواجه قيادة الحزب بمجلس النواب تحديات كبيرة في محاولتها لتمرير مشروع قانون للإنفاق المؤقت، ما يسلط الضوء على التطورات الأخيرة في هذا الصدد، والتي تأتي في ظل مخاوف من إغلاق محتمل للحكومة الفيدرالية.
تغيير المسار
وفقًا لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، قررت القيادة الجمهورية في مجلس النواب تغيير مسارها في التعامل مع مشروع قانون الإنفاق المؤقت لمدة ثلاثة أشهر، فبدلًا من اتباع الإجراءات العادية، قرروا طرح المشروع للتصويت تحت ما يسمى بـ "تعليق القواعد".
هذا التحول في الاستراتيجية، جاء بعد أن واجه المشروع معارضة من بعض النواب المحافظين، مما هدد بإعاقة تمريره.
ويتطلب هذا الإجراء الجديد دعمًا كبيرًا من الديمقراطيين للوصول إلى أغلبية الثلثين اللازمة للموافقة وليس 50% زائد 1، وهو أمر يثير استياء المحافظين المتشددين.
تفاصيل مشروع القانون المؤقت
يهدف مشروع القانون الجديد إلى تمويل الحكومة حتى 20 ديسمبر، وتشير صحيفة "ذا هيل" إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد فشل محاولة سابقة من الجمهوريين لتمرير مشروع قانون تمويل أولي الأسبوع الماضي؛ بسبب معارضة من داخل الحزب نفسه.
تحديات أمام رئيس مجلس النواب
يواجه رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وهو جمهوري من ولاية لويزيانا، صعوبات متزايدة في إدارة الخلافات داخل حزبه، إذ فشلت محاولته الأولى في تمرير مشروع قانون يمتد لستة أشهر، مع إضافة شرط إثبات المواطنة للتسجيل للتصويت، وهو ما كان مدعومًا من الرئيس السابق دونالد ترامب.
وتنقل "ذا هيل" عن جونسون قوله: "نحاول اتباع العملية العادية قدر الإمكان"، في إشارة إلى محاولته الأولية لتمرير القانون من خلال الإجراءات المُعتادة.
لكن مع تهديد بعض المحافظين المتشددين بالتصويت ضد الإجراءات، اضطره إلى تغيير المسار.
موقف الديمقراطيين وانقسامات الجمهورين
يبدو أن الديمقراطيين غير مستعدين لدعم الإجراءات التقليدية، حتى لو كانوا يؤيدون مشروع القانون نفسه، وقد نقلت "ذا هيل" عن زعيم الأقلية في مجلس النواب، حاكيم جيفريز، قوله: "من غير الواضح أن الجمهوريين في مجلس النواب لديهم القدرة على تحمل المسؤوليات الأساسية للحكم، وهذا يجب أن يخبر الشعب الأمريكي بكل ما يحتاجون لمعرفته".
من جانبه، يرى النائب الجمهوري كيفن هيرن، من أوكلاهوما أن هناك دعمًا جمهوريًا كافيًا لتمرير القانون المؤقت تحت تعليق القواعد، مشيرًا إلى ضرورة الفوز في الانتخابات وتمويل الجيش في ظل الأوضاع العالمية الراهنة.
مقارنات مع سيناريو مشابه في الماضي
تذكر "ذا هيل" أن هذا الموقف يشبه إلى حد كبير ما حدث قبل عام، عندما اضطر الرئيس السابق للمجلس، كيفن مكارثي، إلى الإسراع في تمرير قانون تمويل قصير الأجل بعد أن رفض الجمهوريون خيارًا حزبيًا، ما أدى لاحقًا إلى الإطاحة به من منصبه، إلا أن جونسون يرفض المقارنة مع سلفه، مؤكدًا أن الظروف مختلفة تمامًا.