استضافت الجزائر القمة العربية في دورتها الـ31، في مطلع نوفمبر الماضي، التي كانت قمة "لم الشمل" ومواجهة التحديات.
قمة فريدة من نوعها، تزامنت مع مرور 68 عامًا على استقلال الجزائر، كانت العنوان العربي الأبرز في عام 2022، بعد غياب امتد ثلاث سنوات بسبب جائحة "كوفيد-19".
ركّزت القمة على استذكار القرارات التاريخية التي اتّخـذها القادة العرب في جميع القمم السابقة، بما فيها التي انعقدت بالجزائر في مراحل مفصلية من تاريخ الأمة العربية، ولم يغِب عن القمة المكتسبات التي تحققت بصفة جماعية في هذه المحطات لمصلحة قضايا الأمة العربية، والعمل العربي المشترك.
الجزائر ولم شمل العرب
حملت القمة شعار "لم الشمل"، وجمعت الجزائر الفصائل الفلسطينية على طاولة واحدة، ووُقّع على "إعلان الجزائر"، المنبثق عن مؤتمر "لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، الذي جاء ليتوج مسارًا طويلًا، قطعته الجزائر في محاولات "لم تهدأ ولم تكل"، لوضع حد لانقسام فلسطيني دام 16 عامًا.
توّجت الدورة الـ31 للقمة العربية بالجزائر بـ"إعلان الجزائر" الذي تلاه مندوب الجزائر الدائم في الأمم المتحدة، نذير العرباوي، خلال فعاليات الجلسة الختامية للقمة.
القضية الفلسطينية
أكدت القمة مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين، وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.
الأوضاع في الوطن العربي
شددت القمة على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل، وكل أبعاده السياسية والاقتصادية والغذائية والطاقة والمائية والبيئية، والمساهمة في حل الأزمات التي تمرّ بها بعض الدول العربية، بما يحفظ وحدة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها وسيادتها على مواردها الطبيعية، ويلبي تطلعات شعوبها في العيش الآمن الكريم.
رفض التدخلات الخارجية
القمة أكدت رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتمسك بمبدأ الحلول العربية للمشكلات العربية عبر تقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات، وحلها بالطرق السلمية، والعمل على تعزيز العلاقات العربية-العربية.
الأوضاع الدولية.. عدم الانحياز
شددت القمة على الالتزام بمبادئ عدم الانحياز والموقف العربي المشترك من الحرب في أوكرانيا لنبذ استعمال القوة والسعي لتفعيل خيار السلام عبر الانخراط الفعلي لمجموعة الاتصال الوزارية العربية (التي تضم الجزائر، مصر، الأردن، الإمارات العربية المتحدة، العراق والسودان والأمين العام لجامعة الدول العربية) في الجهود الدولية الرامية لبلورة حل سياسي للأزمة، يتوافق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
قمة الجزائر.. بلا أوراق
كانت المرة الأولى التي تُدار فيها جلسات القمة تكنولوجيًا، إذ إن القادة والوزراء والسفراء الحاضرين، لم يحتاجوا إلى مستندات ورقية في أثناء بحث الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال.
قطعت الجزائر أشواطًا مهمة في مجالات التحول الرقمي واستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، لتوفير جميع الشروط الضرورية، حتى تكون أول قمة "دون ورق"، بمقترح من جامعة الدول العربية.