شهد الأسبوع الماضي تصعيدًا كبيرًا بين إسرائيل وحزب الله بعد سلسلة الضربات المتتالية التي وجهها الاحتلال صوب الضاحية الجنوبية وما يعرف بتفجيرات جهاز البيجر، واستهداف القيادات التابعة لحزب الله عبر القصف الصاروخي، وما تبعه من رد بقصف مواقع إسرائيلية جديدة وتصعيد من استهداف مدن وأماكن لأول مرة.
وما بين توجه يدعو لشن هجوم قوي يتضمن استهدافًا بريًا، وآخر يرغب في استثمار الإنجازات بالتسوية السياسية، خوفًا من أن تسير إسرائيل نحو منحدر زلق، تعددت الآراء والاختلافات داخل حكومة بنيامين نتنياهو، بشأن استمرار التصعيد ضد حزب الله اللبناني.
خلف الكواليس
استراتيجية الحكومة الإسرائيلية في الجبهة الشمالية، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، تحددها النقاشات المكثفة التي تجري خلف الكواليس على المستوى السياسي والأمني.
وهناك آراء مختلفة داخل الحكومة الإسرائيلية، منها ما يرى أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر ولابد أن يعود سكان الشمال إلى منازلهم، وهو ما يستدعي تحركًا كبيرًا لتغيير الواقع الأمني في الجبهة الشمالية، يمكنهم من العودة خلال عام على أقصى تقدير.
تصعيد أكبر
وهناك آراء أخرى أكثر تصعيدًا تؤيد العمل البري، إلى جانب الضربات الجوية في منطقة الضاحية في بيروت، فيما طالبت آراء، وصفت بالأكثر حسمًا، باتخاذ إجراءات قوية ضد الدولة اللبنانية نفسها، مع اعتبار أن المسؤولية يجب أن تقع أيضًا على عاتق الحكومة اللبنانية.
وفي المقابل، هناك من يرى أن إسرائيل تسير على منحدر زلق، ومن الصعب القيام بالمهمة والفصل بين الجبهة الشمالية والحرب في قطاع غزة، واصفًا ما حدث بلبنان بالإنجازات الكبيرة التي يمكن من خلالها تحقيق تسوية سياسية دبلوماسية تعيد السكان إلى منازلهم، حسب تقرير القناة.
وعلى الرغم من تلك الآراء، فإن القرار، الذي تم التوصل إليه بالاتفاق بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، يهدف إلى رفع مستوى النشاط تدريجيًا، دون الدخول مباشرة في حرب شاملة، وذلك بسبب التحذيرات القادمة من البيت الأبيض التي تشدد على ضرورة تجنب صراع واسع النطاق، ولكنها في نفس الوقت تعرب عن تفهمها للوضع وحاجة إسرائيل إلى الرد.
هدف مُزدوج
وتؤيد إدارة بايدن ما يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يفعله في لبنان، وهو مهاجمة منصات إطلاق الصواريخ ومستودعات IMD ومنشآت إنتاج وإطلاق الطائرات بدون طيار ومناطق انتشار قوة الرضوان بالقرب من الحدود الإسرائيلية التابعة لحزب الله اللبناني.
وبحسب التقرير، فإن تحركات رئيس الوزراء الإسرائيلي المقبلة لها هدف مزدوج ضد حزب الله اللبناني، ويكمن في فصل الساحة الشمالية عبر التصعيد التدريجي عن الحرب في غزة، وفي نفس الوقت "دفع زعيم حزب الله، حسن نصرالله، إلى الزاوية" كما يقولون.