الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خفض أسعار البقالة.. وعد ترامب يصطدم بتحديات وتحذيرات الخبراء

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في عالم السياسة تتشابك الطموحات الاقتصادية مع السياسات الداخلية والخارجية، ما يولد وعودًا تثير الآمال، إلا أن ذلك قد يصطدم بالواقع الاقتصادي المعقد، وفي هذا السياق، تعهد الرئيس السابق الأمريكي دونالد ترامب بخفض أسعار البقالة كجزء من حملته الانتخابية، وسط تساؤلات حول مدى قدرته على تحقيق ذلك فعليًا في ظل العوامل الاقتصادية المعقدة التي تعيشها بلاده.

تحديات خطة ترامب

تعهد ترامب خلال تجمع جماهيري في ميشيجان بخفض أسعار المواد الغذائية، وقال إن سماح الولايات المتحدة بدخول كميات كبيرة من المنتجات الزراعية، هو أمر يرجع بشكل رئيسي إلى تدهور أوضاع المزارعين الأمريكيين، ووعد بأنه سيقلل من هذه الواردات مستقبلًا.

ووفق موقع "أكسيوس"، تتعارض هذه الخطة مع استخدام ترامب السابق للتعريفات الجمركية، التي كانت سلاحًا أساسيًا في إدارته، فيما يحذر خبراء الاقتصاد من أن فرض المزيد من الرسوم الجمركية على الواردات قد يؤدي إلى نتائج عكسية، تتمثل في ارتفاع أسعار المواد الغذائية، في وقت بدأ التضخم أخيرًا بالتباطؤ.

مخاوف الخبراء

وفقًا لديفيد أورتيجا، خبير اقتصاد الأغذية في جامعة ولاية ميشيجان، فإن تقييد الواردات من خلال فرض الرسوم الجمركية قد يقلل من المنافسة، لكنه في الوقت ذاته سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما يتعارض مع الهدف الأساسي لترامب.

وأكد جوزيف جلاوبر، الباحث البارز في معهد أبحاث السياسات الغذائية الدولي، أن استخدام التعريفات الجمركية كوسيلة لخفض الأسعار يعد أمرًا غير منطقي، مشيرًا إلى أن الواردات تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على استقرار الأسعار داخل الولايات المتحدة.

دور العمالة المهاجرة

خطة ترامب للترحيل الجماعي للمهاجرين غير المسجلين، أيضًا قد تُشكل تحديًا آخر لتحقيق وعوده بخفض أسعار الغذاء، تعتمد صناعة الأغذية في الولايات المتحدة بشكل كبير على العمالة المهاجرة، بما في ذلك غير المسجلين، في أعمال مثل حصاد المحاصيل ومعالجة اللحوم.

وأشار "جلاوبر" إلى أن استبدال هذه العمالة بالأمريكيين أو بالآلات سيؤدي إلى زيادة تكلفة الإنتاج، وبالتالي ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

تحديات عالمية

ورغم جهود الإدارة الأمريكية لخفض التضخم الغذائي إلى نحو 1%، إلا أن هذا الانخفاض لا يعني أن أسعار المواد الغذائية ستعود إلى مستويات ما قبل الجائحة.

ويعزو ديفيد أورتيجا، خبير اقتصاد الأغذية في جامعة ولاية ميشيجان، ارتفاع الأسعار إلى عوامل متعددة، منها تعطل سلاسل التوريد بسبب جائحة كوفيد-19، والصدمات المناخية، وغزو روسيا لأوكرانيا، إضافة إلى تفشي إنفلونزا الطيور، إذ أسهمت كل هذه العوامل في رفع تكاليف الإنتاج، ما أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية.

تعهدات ترامب بخفض أسعار المواد الغذائية قد تواجه عقبات كبيرة نتيجة لتعارضها مع سياساته المتعلقة بالتعريفات الجمركية والهجرة، وفي ظل استمرار التحديات العالمية والمحلية التي تؤثر على الإنتاج وسلاسل التوريد، قد يصعب على أي إدارة خفض الأسعار إلى مستويات ما قبل الجائحة.