قال الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، إن النساء الأمريكيات سوف يصبحن "سعيدات وعظيمات مرة أخرى" إذا فاز في الانتخابات في نوفمبر المقبل. حسب ما ذكر في منشور مطول على منصته للتواصل الاجتماعي Truth Social، مساء أمس الجمعة.
وكتب الرئيس السابق: "النساء أصبحن أكثر فقرًا مما كن عليه قبل أربع سنوات، وأقل صحة مما كن عليه قبل أربع سنوات، وأقل أمانًا في الشوارع مما كن عليه قبل أربع سنوات، وأكثر اكتئابًا وتعاسة مما كن عليه قبل أربع سنوات، وأقل تفاؤلًا وثقة في المستقبل مما كن عليه قبل أربع سنوات"، مضيفًا أنه "سوف يصلح كل ذلك".
وأكد ترامب: "النساء سيكّن سعيدات وواثقات وحُرات". وتابع قائلاً: "إن حياة النساء ستتحسن لأن الإجهاض سيعود إلى عملية صنع القرار على مستوى الولاية، مع استثناءات لحالات الاغتصاب وزنا المحارم والخطورة على حياة الأم، مع معارضة عمليات الإجهاض في المراحل المتأخرة من الحمل".
كما وعد المرشح الجمهوري بـ"حماية غير مسبوقة للنساء"، وضمان صحتهن وسلامتهن ورفاهتهن. واختتم كلامه بالقول: "سأحمي النساء على مستوى لم نشهده من قبل. سوف يتمتعن أخيرًا بالصحة والأمل والأمان والأمن. سوف تكون حياتهن سعيدة وجميلة ورائعة مرة أخرى".
أكثر اعتدالًا
تشير مجلة "نيوزويك" إلى أنه "على الرغم من حصوله على الفضل في إلغاء قضية "رو ضد وايد"، التي منحت الأمريكيين الحق الدستوري في الإجهاض، كان ترامب أكثر اعتدالًا في هذه القضية من العديد من زملائه الجمهوريين".
وفي أبريل الماضي، رفض "ترامب" دعم فرض حظر وطني على الإجهاض، كما صرّح في وقت سابق بأنه يدعّم اتخاذ القرارات بشأن حقوق الإجهاض على مستوى الولايات. أيضًا، دعم استثناءات لحالات الاغتصاب وزنا المحارم.
ومع ذلك، في المناظرة الرئاسية الأولى ضد منافسته الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس، رفض ترامب أن يقول ما إذا كان سيستخدم حق النقض ضد الحظر الوطني، إذا وصل إلى مكتب البيضاوي مرة أخرى.
وعندما سألته المذيعة لينسي ديفيس في شبكة ABC News، هذا السؤال بشكل مباشر، قال: "حسنًا، لن أضطر إلى ذلك لأن هذا لن يحدث".
وعندما ضغطت "ديفيس" على "ترامب"، مشيرة إلى حقيقة أن رفيقه في الترشح لمنصب النائب جيه دي فانس، قال في وقت سابق إن الرئيس السابق سوف يعترض على ذلك، أجاب ترامب: "حسنًا، لم أناقش الأمر مع جيه دي، بكل إنصاف".
وقال ترامب، الذي وصف نفسه سابقًا بأنه "الرئيس الأكثر تأييدًا للحياة في تاريخ أمريكا"، إن هاريس كانت تكذب عندما كررت ادعاءاته بأنه سيحظر الإجهاض على المستوى الوطني إذا فاز بالبيت الأبيض.
وقال: "أنا لن أوقع على حظر، إنها كذبة". مضيفًا: "أنا لست مؤيدًا لحظر الإجهاض، لكن هذا لا يهم لأن هذه القضية أصبحت الآن تحت سيطرة الولايات (منفردة)".
قضية مهمة
بعد أن ألغت المحكمة العليا الأمريكية حكم قضية "رو ضد وايد" في عام 2022، وهو القرار الذي لعب فيه ترامب دورًا رئيسيًا بعد تعيين ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا خلال فترة ولايته. ثبت أن الإجهاض قضية مهمة في انتخابات نوفمبر المقبل.
ومنذ صدور الحكم، أوقفت 14 ولاية تقريبًا جميع خدمات الإجهاض، وفرضت ثلاث ولايات حظرًا لمدة ستة أسابيع، وفقًا لإحصاء أجرته شبكة ABC News في يونيو الماضي.
ووفقًا لاستطلاع أجرته "نيوزويك" في أغسطس الماضي، قال نحو 34% من الناخبين المؤهلين في الولايات المتحدة إن الإجهاض هو القضية الأكثر ترجيحًا لتحديد كيفية تصويتهم في الانتخابات.
ومن بين هؤلاء المستطلعين، البالغ عددهم 862 شخصًا، قال 19% إنهم سيصوّتون لصالح ترامب، وقال 53% إنهم سيصوّتون لصالح هاريس.
كما أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، في سبتمبر، أن 54% من الناخبين المحتملين يثقون في أن هاريس "ستقوم بعمل أفضل فيما يتعلق بحقوق الإجهاض"، مقارنة بـ41% يثقون في ترامب.
كما بدا أن هاريس أكثر شعبية بين النساء من ترامب، حسب أحدث استطلاع أجرته مؤسسة "يوجوف" لصالح مجلة "الإيكونوميست" في النصف الثاني من سبتمبر، الذي أظهر أن 50% من النساء يخططن للتصويت لهاريس في نوفمبر المقبل، بينما قالت 42% إنهن سيصوّتن لترامب.