الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عودة للحرب الباردة.. كيف تستخدم روسيا المكسيك للتجسس على أمريكا؟

  • مشاركة :
post-title
أضافت روسيا عشرات الموظفين إلى سفارتها في مكسيكو سيتي في السنوات الماضية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قال مسؤولون أمريكيون وضباط استخبارات سابقون، إن أجهزة الاستخبارات الروسية تعمل على تعزيز وجودها في المكسيك، استعدادًا لعمليات تجسس تستهدف الولايات المتحدة "وهو ما يمثل عودة إلى تكتيكات الحرب الباردة من قبل نظام عدواني بشكل متزايد"، حسب تعبير شبكة NBC News.

ويزعم تقرير للشبكة الأمريكية أن روسيا "أضافت عشرات الموظفين إلى طاقم سفارتها في مكسيكو سيتي في السنوات القليلة الماضية، على الرغم من أن موسكو لديها علاقات تجارية محدودة مع البلاد".

ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين أن هذا الاتجاه "مثير للقلق"، حيث يعتقدون أن "الحشد المكثف يهدف إلى تعزيز العمليات الاستخباراتية للكرملين التي تستهدف الولايات المتحدة".

وقال مسؤول أمريكي للشبكة إن إدارة بايدن أثارت هذه القضية مع الحكومة المكسيكية. وأضاف: "لقد استثمرت روسيا حقًا في المكسيك من حيث السعي إلى توسيع وجودها".

وجود ضخم

في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، إن وكالته والحكومة الأمريكية "تركزان بشدة" على التوسع الروسي في المكسيك، والذي قال إنه كان نتيجة جزئية لطرد الجواسيس الروس من العواصم الأجنبية بعد حرب موسكو في أوكرانيا.

وعندما سُئل في لندن عن عمليات التجسس الروسية المشتبه بها انطلاقًا من المكسيك، قال بيرنز: "جزء من هذا يرجع إلى حقيقة مفادها أن العديد من ضباط الاستخبارات الروس طُردوا من أوروبا. لذا، فهم يبحثون عن أماكن يذهبون إليها، ويبحثون عن أماكن يمكنهم العمل فيها".

ونقلت NBC News عن مسؤولين سابقين في الاستخبارات إن تصرفات روسيا في المكسيك تعكس موقفًا أكثر عدوانية من جانب أجهزتها الاستخباراتية عبر جبهات متعددة "حيث يسعى الكرملين إلى إسكات المنتقدين في الخارج، وتقويض الدعم لأوكرانيا وإضعاف الديمقراطيات الغربية".

وشمل هذا النهج محاولات التخريب في أوروبا، ومؤامرات الاغتيال، والهجمات الإلكترونية المتواصلة، وحملات التضليل العالمية واسعة النطاق، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين.

وكان الجنرال جلين فان هيرك، رئيس القيادة الشمالية الأمريكية، قد ذكر للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في مارس 2022 إن جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي لديه وجود ضخم في المكسيك "وهم يراقبون عن كثب الفرص المتاحة لهم للتأثير على الفرص والوصول إلى الولايات المتحدة".

ومنذ تعليقات فان هيرك، التي جاءت بعد وقت قصير من إطلاق روسيا لعمليتها العسكرية في أوكرانيا، واصلت روسيا توسيع نطاق وجودها في السفارة في مكسيكو سيتي، وحصلت على الاعتماد من السلطات المكسيكية.

وعندما سُئل عن تعليقات الجنرال الأمريكي في ذلك الوقت، قال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إنه ليس لديه معلومات عنها، وأن المكسيك "دولة حرة ومستقلة وذات سيادة".

سفارة روسيا في العاصمة المكسيكية
بيئة جيدة

على الرغم من أن المكسيك أقامت علاقات تجارية واسعة النطاق مع الولايات المتحدة على مدى عقود من الزمن، إلا أنها حاولت تقليديًا الابتعاد عن التحالف الكامل مع السياسة الخارجية لواشنطن وحافظت على علاقات ودية مع روسيا وكوبا.

ونقل التقرير عن جون سيفر، الذي عمل في الخدمة السرية بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لمدة 28 عامًا، أن روسيا كانت دائمًا تخبر الأمريكيين الذين يعرضون التجسس لصالح موسكو بالتوجه إلى المكسيك.

وعلى النقيض من الولايات المتحدة، حيث تخضع الاستخبارات الروسية لتدقيق مكثف من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي، توفر المكسيك بيئة ملائمة وأقل خطورة لموسكو للإشراف على العملاء في الولايات المتحدة، وتنفيذ عمليات أخرى، وفقًا لمسؤولي استخبارات سابقين.

وأشار دوجلاس لندن، ضابط العمليات المتقاعد في وكالة الاستخبارات المركزية، ومؤلف كتاب "المجند": "إنها (يقصد المكسيك) بيئة جيدة للغاية بالنسبة للروس للعمل فيها. وهذا هو السبب وراء تواجد الروس هناك بأعداد كبيرة".

وأضاف أن الروس ربما يرغبون في استغلال قرب المكسيك وسلامتها النسبية بعيدًا عن متناول سلطات إنفاذ القانون الأمريكية؛ لدعم كل من العملاء الأمريكيين والضباط الروس الذين يعملون تحت "غطاء عميق" في الولايات المتحدة.

وقال "لندن" وضباط سابقون آخرون في وكالة المخابرات المركزية إن العميل الأمريكي الذي يعمل لصالح المخابرات الروسية يمكن أن يسافر ذهابًا وإيابًا عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، ويلتقي بالمتعاملين الروس للحصول على أجره، والاستجواب، وتلقي التدريب على أساليب الاتصال أو غيرها من أساليب التجسس.

أيضًا، يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق إزاء ما وصفوه بـ"جهود روسيا للتلاعب بالمشهد الإعلامي في المكسيك، ليس فقط بهدف تقويض الدعم الدولي لأوكرانيا، بل وأيضا لزرع الانقسامات الاجتماعية". مستشهدين بتوسيع روسيا نطاق منفذها الإعلامي "روسيا اليوم RT" في المكسيك".