بينما تسود حالة من التوتر المتزايد على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، برز اسم قوة الرضوان، الوحدة النخبوية التابعة لحزب الله، والتي تمثل رأس الحربة في استراتيجية الحزب العسكرية، خاصة بعد مقتل عدد من عناصرها، على رأسهم القائم بأعمال رئيس الوحدة، إبراهيم عقيل، وعدد من القيادات في غارة إسرائيلية.
تعد قوة الرضوان النخبوية جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية العسكرية لحزب الله، حيث تقوم بتنفيذ العمليات الخاصة التي تتطلب مستوى عالٍ من الكفاءة والتخصص.
وسُميت هذه القوة "الرضوان" تيمنًا بالاسم الحركي لـ عماد مغنية، القائد العسكري السابق الذي اغتيل في عام 2008، ويعكس اختيار الاسم مستوى النخبة الذي تتمتع به، وتأسست بعد حرب لبنان الثانية في عام 2006 بهدف تطوير القدرات الهجومية لحزب الله وتوجيهها نحو تحقيق أهداف معقدة، بما في ذلك تنفيذ هجمات برية وتنفيذ عمليات داخل الأراضي الإسرائيلية.
وتشمل مهام قوة الرضوان التسلل إلى العمق الإسرائيلي، والسيطرة على المواقع الاستراتيجية، وتنفيذ الضربات المستهدفة، وتتميز هذه القوة بقدرات هجومية عالية، تجعلها أكثر مرونة وقوة مقارنة بالقوات التقليدية للحزب، التي تركز عادةً على الدفاع والسيطرة الإقليمية في جنوب لبنان.
التدريب والهيكل التنظيمي
تعمل قوة الرضوان تحت إشراف القيادة العسكرية لحزب الله، وتتألف من مقاتلين مدربين يتم اختيارهم بناءً على مهاراتهم وولائهم وخبرتهم في القتال.
ويتلقى أفراد الوحدة تدريبات متقدمة تشمل حرب العصابات، والمتفجرات، والرماية الدقيقة، وتمتلك هذه القوة أسلحة متطورة، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات، طائرات بدون طيار، وبنادق قنص، ما يجعلها خصمًا مهيبًا على أي ساحة معركة، كما أن مشاركتها في النزاعات المختلفة، ساهمت في تعزيز قدراتها العملياتية وتطوير خبراتها القتالية.
العمليات والانتشار العسكري
لعبت قوة الرضوان دورًا محوريًا في العديد من العمليات العسكرية البارزة لحزب الله، خاصةً على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث نفذت هجمات معقدة واستهدفت مواقع إسرائيلية بشكل متكرر.
استهداف قيادات الرضوان
استهدفت دولة الاحتلال الإسرائيلي، في عدة عمليات عسكرية، قيادات بارزة في حزب الله، كان آخرها الهجوم الذي أدى إلى مقتل إبراهيم عقيل، قائد قوة الرضوان.
ويعتبر هذا الهجوم جزءًا من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إضعاف الهيكل القيادي لحزب الله والحد من قدراته العملياتية، خصوصًا تلك الخاصة بالوحدات النخبوية مثل قوة الرضوان.
أشارت تقارير إعلامية إلى أن الضربة الجوية الإسرائيلية، التي نُفذت باستخدام أربع طائرات حربية، استهدفت اجتماعًا رفيع المستوى في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين في الحزب، تعتبر هذه العملية ضربة قاسية لحزب الله، لا سيما أنها جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متزايدًا على الحدود الشمالية لإسرائيل.
الأهمية الاستراتيجية
تُعد قوة الرضوان جزءًا مهمًا من العقيدة العسكرية لحزب الله، التي تعتمد على استراتيجيات الحرب غير المتكافئة لمواجهة عدو يتفوق من الناحية التكنولوجية مثل إسرائيل، وتلعب هذه الوحدة دورًا رئيسيًا في تعزيز قدرة الردع لحزب الله وتقوية موقفه في الصراع العسكري والسياسي في المنطقة.
وترى إسرائيل في قوة الرضوان تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى خطط الحزب لاستخدام هذه القوة في عمليات هجومية كبيرة قد تمتد إلى داخل الجليل.
ويحذر المحللون العسكريون الإسرائيليون من أن تكرار سيناريو الهجمات التي نفذتها حركة حماس في جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023 قد يكون محتملًا على الجبهة الشمالية إذا لم يتم كبح توسع قوة الرضوان.
الحد من تأثير قوة الرضوان
في ظل التوترات المتصاعدة على الحدود الشمالية لإسرائيل، تبقى قوة الرضوان عنصرًا رئيسيًا في الصراع العسكري بين حزب الله وإسرائيل، ومع استمرار المواجهة، تظل الأسئلة قائمة حول مدى قدرة الحزب على تعزيز نفوذه العسكري والسياسي، وما إذا كانت إسرائيل ستتخذ المزيد من الإجراءات الاستباقية للحد من تأثير قوة الرضوان.