الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ضربة موجعة لحزب الله.. هل تقضي عملية اغتيال "عقيل" على "قوة الرضوان"؟

  • مشاركة :
post-title
قوات الرضوان - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلنت إسرائيل اغتيال إبراهيم عقيل، القائد البارز في "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله اللبناني، في غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت؛ ما سلط الضوء على واحدة من أكثر الوحدات غموضًا وقوة في المنطقة، وأثار تساؤلات حول طبيعة هذه القوة وتأثيرها على الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله.

ملابسات اغتيال إبراهيم عقيل

كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلًا عن مصادر إسرائيلية وأمريكية تفاصيل مثيرة حول عملية اغتيال إبراهيم عقيل، وأشار إلى أن الغارة التي نُفذت أمس الجمعة أسفرت عن مقتل عدد من "القيادات العليا لقوة الرضوان بحزب الله".

وأكد الجيش الإسرائيلي أن "عقيل وقيادات قوة الرضوان كانوا في نفق تحت الأرض عند استهدافهم.

وفي تفاصيل العملية، ذكرت مصادر إعلامية أن مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف 35" نفذت الغارة على الضاحية الجنوبية في بيروت.

الجدير بالذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد رصدت مكافأة قدرها 7 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات تفضي إلى الكشف عن هوية عقيل أو مكان تواجده أو إلى اعتقاله أو إدانته.

ما هي "قوة الرضوان"؟

و"قوة الرضوان"، المعروفة أيضًا باسم "قوات الحاج رضوان"، هي وحدة النخبة في حزب الله اللبناني، تأسست هذه القوة بعد حرب لبنان عام 2006، وسميت تيمنًا بالاسم الحركي لمؤسسها عماد مغنية، الذي كان يلقب بـ"رضوان" واغتيل عام 2008.

وفقًا لمصادر استخباراتية إسرائيلية، تضم قوة الرضوان حوالي 2500 مقاتل مدرب تدريبًا عاليًا، وتعتبر هذه القوة بمثابة رأس الحربة في العمليات البرية والهجومية لحزب الله، حيث تتميز بقدرتها على التسلل والاقتحام، بما في ذلك عمليات التوغل عبر الحدود.

مهام وقدرات قوة الرضوان

تتمثل المهمة الرئيسية لقوة الرضوان في التسلل إلى إسرائيل، وخاصة المستوطنات في شمال البلاد، وبحسب صحيفة واشنطن بوست، تخشى الأوساط الإسرائيلية من إمكانية اجتياح هذه القوة لمنطقة الجليل في حال نشوب حرب شاملة.

تمتلك قوة الرضوان ترسانة متطورة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، وقد شاركت هذه القوة في تدريبات عسكرية علنية في مايو 2023، حاكت خلالها عمليات التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية.

تدريب قوات الرضوان في مايو 2023
الخبرة القتالية لقوة الرضوان

تتميز قوة الرضوان بخبرة قتالية واسعة، اكتسبها معظم مقاتليها من خلال مشاركتهم في الحرب السورية، إذ وفقًا لمصدر مقرب من المجموعة، تحدث لصحيفة واشنطن بوست شريطة عدم الكشف عن هويته، نظرًا لحساسية الموضوع، فإن غالبية أفراد قوة الرضوان شاركوا في القتال في سوريا.

وأضاف المصدر أن هؤلاء المقاتلين خاضوا معارك في ظروف بالغة الصعوبة، شملت مناطق صحراوية وجبلية، وحتى في ظروف الثلوج القاسية. هذه التجارب القتالية المتنوعة أدت إلى رفع مستوى تدريبهم وصقل خبراتهم بشكل ملحوظ.

أثبتت قوة الرضوان قدراتها القتالية في عدة مواقع استراتيجية في سوريا، خاصة في مواجهة تنظيم داعش، إذ شاركت في معارك حاسمة في مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية، وكان لها دور بارز في استعادة مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا، حيث قدمت دعمًا حيويًا لقوات النظام السوري.

كما شاركت في العمليات العسكرية في منطقة البوكمال الشرقية على الحدود مع العراق؛ مما عزز من سمعتها كقوة قتالية فعّالة.

هذه الخبرة القتالية المكثفة في مختلف الظروف والتضاريس جعلت من قوة الرضوان وحدة عسكرية متمرسة وقادرة على التكيف مع مختلف التحديات الميدانية.

الهيكل التنظيمي والقدرات العسكرية

تتميز قوة الرضوان بهيكل تنظيمي فريد يمنحها مرونة تكتيكية كبيرة.

فوفقًا لتحليلات الخبير الإسرائيلي، تال بيري، تنقسم القوة إلى وحدات صغيرة تسمى "شُعب"، كل منها تضم 7-10 مقاتلين.

هذه الوحدات تتمركز في جنوب لبنان، مما يوفر لها نقاط دعم لوجستي استراتيجية.

ومن المثير للاهتمام أن هذا التنظيم يمنح قادة الوحدات استقلالية تكتيكية كبيرة، حيث يمكنهم العمل دون الاعتماد على دعم لوجستي خارجي قد يكون عرضة للخطر، ما يجعل من الصعب على القوات الإسرائيلية تعطيل عملياتهم أو قطع خطوط إمدادهم.

التدريب المتقدم والدعم النفسي

لا تقتصر قدرات قوة الرضوان على المهارات القتالية التقليدية فقط، فحسب ما أشارت شبكة ويكيبيديا، تضم القوة أيضًا مهندسين عسكريين مدربين في مجالات الحرب السيبرانية وجمع المعلومات.

هذا المزيج من المهارات التقليدية والحديثة يجعل من قوة الرضوان تهديدًا متعدد الأبعاد للقوات الإسرائيلية.

ومما يلفت الانتباه أيضًا، وفقًا لما أشارت الباحثة الإسرائيلية إيناف حلبي في صحيفة يديعوت أحرنوت، وجود ثلاث منشآت للرعاية النفسية في جنوب لبنان مخصصة لدعم أفراد قوة الرضوان.

دور قوة الرضوان في الصراع الحالي

منذ بدء التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله، لعبت قوة الرضوان دورًا محوريًا في العمليات العسكرية، إذ شاركت في هجمات متعددة ضد إسرائيل، مستخدمة مجموعة متنوعة من الأسلحة بما في ذلك راجمات الصواريخ والصواريخ المضادة للدروع والطائرات المُسيرة.

وقد أكد مصدر مقرب من حزب الله أن عناصر قوة الرضوان يتواجدون في الخطوط الأمامية للمواجهة مع إسرائيل، مما يؤكد على أهميتهم الاستراتيجية في استراتيجية حزب الله العسكرية.

الخسائر والتحديات

رغم قوتها وتدريبها المتقدم، تعرضت قوة الرضوان لخسائر كبيرة في الأشهر الأخيرة، فإلى جانب مقتل قائدها إبراهيم عقيل، خسرت القوة عددًا من قادتها الميدانيين البارزين، بمن فيهم على جعفر معتوق ووسام الطويل.

كما أشارت تقارير إسرائيلية إلى مقتل عدد كبير من عناصر القوة في سلسلة من التفجيرات استهدفت أجهزة الاتصال اللاسلكي في لبنان.

هذه الخسائر تشكل تحديًا كبيرًا لقدرة القوة على الحفاظ على فعاليتها القتالية في المدى القريب.