في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة منذ اندلاع أحداث 7 أكتوبر الماضي، شهد لبنان سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية الدقيقة التي استهدفت قيادات بارزة في حزب الله وحركة حماس، كان آخرها اغتيال إبراهيم عقيل، قائد وحدة قوات الرضوان (النخبة) في حزب الله و10 من قيادات الحزب في غارة نفذها جيش الاحتلال على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت مساء اليوم، ما يسلط الضوء على تعقيدات الوضع الأمني في لبنان.
الضربة الأخيرة
في تطور حاد شهدته الساحة اللبنانية اليوم الجمعة، قُتل إبراهيم عقيل، القائد البارز في فرقة القوات الخاصة التابعة لحزب الله "قوة الرضوان"، في غارة إسرائيلية استهدفت شقة في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت بأربعة صواريخ، من خلال طائرة حربيّة إسرائيلية من نوع F-35، هو 10 آخرين من قيادات الحزب.
وكان عقيل، المعروف أيضًا باسم "تحسين"، يشغل منصبًا رفيعًا في المجلس العسكري الأعلى لحزب الله المسمى "الجهاد"، ووضعت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 7 ملايين دولار مقابل معلومات عنه في أبريل 2023، ما يشير إلى أهميته الاستراتيجية للتنظيم.
العقل المدبر فؤاد شكر
في 30 يوليو 2024، استهدفت غارة إسرائيلية فؤاد شكر، أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله، وكان شكر متهمًا بالتورط في تفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983، والذي أسفر عن مقتل 241 عسكريًا أمريكيًا.
وفؤاد شكر، وفق وزارة الخارجية الأمريكية، قيادي عسكري رفيع في حزب الله في جنوب لبنان، أدّى "دورًا أساسيًا" في "عمليات عسكرية لحزب الله في سوريا".
وفرضت واشنطن عقوبات على شكر في 2015، بسبب دور حزب الله في مساعدة الجيش السوري.
وقالت إسرائيل إنه كان الذراع اليمنى لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في حين وضعت واشنطن مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض عليه.
محمد ناصر.. مسؤول العمليات الحدودية
في 3 يوليو 2024، قُتل محمد ناصر، القيادي الكبير في حزب الله والمسؤول عن قسم العمليات على الجبهة، في غارة جوية إسرائيلية.
وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن العملية، مؤكدة أن "ناصر" كان يقود وحدة مسؤولة عن إطلاق النار من جنوب غرب لبنان باتجاه إسرائيل.
طالب عبدالله.. قائد المنطقة المركزية
في 12 يونيو 2024، قُتل طالب عبد الله، القيادي الكبير في حزب الله، في هجوم أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنه.
وكان "عبد الله" يشغل منصب قائد المنطقة المركزية للحدود الجنوبية في حزب الله، ما جعله هدفًا استراتيجيًا للقوات الإسرائيلية.
ودفع مقتله الحزب إلى إطلاق وابل ضخم من الصواريخ عبر الحدود صوب إسرائيل.
محمد يوسف باز.. قائد منطقة الشاطئ
في 16 أبريل 2024، استهدفت غارة إسرائيلية على عين بعال جنوبي لبنان محمد يوسف باز، القيادي في حزب الله والمعروف بلقب "أبو جعفر".
وكان "باز" يشغل منصب قائد منطقة الشاطئ في حزب الله، وكان مسؤولاً عن التخطيط لإطلاق القذائف الصاروخية والصواريخ المضادة للمدرعات باتجاه إسرائيل.
وسام الطويل.. القائد في قوة النخبة
في 8 يناير 2024، قُتل وسام الطويل، القيادي في قوة النخبة التابعة لحزب الله "قوة الرضوان"، في هجوم استهدف سيارته في جنوب لبنان.
وكان "الطويل" أول قيادي بارز من حزب الله تقتله إسرائيل في أحدث جولة من القتال، ما شكل ضربة قوية لقدرات حزب الله العسكرية.
صالح العاروري.. ضربة خارج الحدود
قُتل صالح العاروري في عملية عسكرية نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في 2 يناير 2024، حيثُ تم اغتيال النائب السابق لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، والذي أسهم في تأسيس كتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة، وجرت عملية الاغتيال بعد قصف مكتب للحركة في حي الضاحية في بيروت.
كما أسفرت الغارة عن مقتل ستة أفراد آخرين، من بينهم اثنان من قادة القسام هما سمير فندي (أبو عامر) وعزام الأقرع (أبو عمار).
وكان صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس وأحد مهندسي عملية طوفان الأقصى.
ويعتقد على نطاق واسع بأن إسرائيل هي التي اغتالت العاروري، إلا أن إسرائيل لم تؤكد أو تنفِ تورطها في عملية الاغتيال.
ووقعت عملية الاغتيال قبل يوم واحد من إحياء حزب الله الذكرى الرابعة لاغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني.