لم تستطع إسرائيل، إخفاء مخاوفها من رد الفعل، والهجوم المرتقب في الشمال، على الحدود مع لبنان، بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وهو ما وضع جيش الاحتلال في حالة استنفار دائم.
وعقب 90 يومًا على الحرب العداونية على غزة، ومواصلة جيش الاحتلال القتال في شمال وجنوب القطاع، تخشى إسرائيل من احتدام جبهة ثالثة مع حزب الله في لبنان.
ويعد اغتيال "العاروري" أول غارة إسرائيلية على معقل "حزب الله" في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت منذ حرب لبنان عام 2006.
تأهب وانطلاق صفارات الإنذار
وتبادل حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر.
وأبدى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، تأهب بلاده للقتال في الشمال بعد مقتل القيادي في حماس صالح العاروري، قائلًا: "نحن في حالة استعداد قوية".
وسارع بزيارة الحدود مع لبنان بعد الهجمات المتكررة عبر الحدود التي نفذها حزب الله اللبناني، بعد أن تعهد، بالرد على اغتيال "العاروري"، مؤكدًا وضع أكبر عدد من القوات على الحدود.
ولم تهدأ صفارات الإنذار التي تنطلق في شمال إسرائيل، بعد أن أطلق "حزب الله" صاروخًا ثقيلًا قصير المدى من طراز بركان على موقع عسكري في شمال إسرائيل.
رعب السكان
وبالقرب من الحدود الشمالية المتوترة لإسرائيل مع لبنان، يخشى السكان أن يؤدي مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيروت إلى حرب مباشرة مع حزب الله.
ويعيش نحو 80 ألف شخص فروا من شمال إسرائيل، في حالة قلق دائم من هجوم حزب الله، ما دفعهم إلى ترك منازلهم، وهو ما يؤثر على إسرائيل، التي تحاول أن يعود شمال البلاد إلى طبيعته بعد الخسائر الاقتصادية التي مني بها، جراء توقف عجلة الإنتاج.
وتضررت موارد سكان شمال إسرائيل المالية، مع انخفاض مبيعات المتاجر إلى النصف في الأسابيع الأخيرة، بينما أغلقت بعض الشركات أبوابها.
3 أشهر من القتال
خلال ما يقرب من ثلاثة أشهر من القتال بين إسرائيل وحماس في غزة، رد جيش الاحتلال أيضًا على النيران عبر الحدود من حزب الله اللبناني.
وأدى إطلاق حزب الله للصواريخ على طول الحدود وعلى المدن الشمالية إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان، ومقتل عدد من الجنود والمدنيين في إسرائيل، كما قُتل ما لا يقل عن 143 من مقاتلي حزب الله.
حرب 2006
وخاضت إسرائيل وحزب الله حربا كبرى في عام 2006، انتهت بصدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ينص على أنه لا يجوز لحزب الله الحفاظ على وجود عسكري بالقرب من الحدود الإسرائيلية، دون أن يتم تنفيذ ذلك القرار.
وحذرت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" من "أن التصعيد بين حزب الله وإسرائيل قد يكون له "عواقب مدمرة".
تكلفة باهظة
وتوعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في كلمة له أمس الأربعاء، إسرائيل بحرب مفتوحة، قد تكلف تل أبيب الكثير.
وقال "نصر الله" إنه في حال فكرت إسرائيل بشن حرب على لبنان فإن القتال سيكون دون حدود أو قواعد وذات تكلفة باهظة.
ورد وزير دفاع جيش الاحتلال يوآف جالانت، على تصريحات أمين عام حزب الله، محذرًا من رد فعل إسرائيل، في حال مهاجمة الشمال.
"يونيفيل" تدعو لضبط النفس
وفي وقت سابق حثت "يونيفيل" جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس، بعد أن وصفت الحدود اللبنانية الإسرائيلية بالخطيرة للغاية.
وتراقب "اليونيفيل" -قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان التي تشكلت في 1978- الحدود الجنوبية مع إسرائيل ويجري تمديد مهمتها سنويًا.