الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بلا قواعد.. تفجيرات الـ "بيجر" تهدد بتوسيع نطاق الصراع بين إسرائيل وحزب الله

  • مشاركة :
post-title
أجهزة الـ "بيجر" التي انفجرت في لبنان

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في خطاب ألقاه في فبراير، حذر زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، من أن "الهاتف الذي بين يديك، وفي يد زوجتك، وفي أيدي أطفالك، هو العميل"، واصفًا الهواتف المحمولة بأنها "أخطر من جواسيس إسرائيل". وقتها، وجد مسؤولو الاستخبارات في إسرائيل "فرصة نادرة في هذا الخطاب"، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، صباح اليوم الخميس.

فبينما قرر نصر الله التوسع في استخدام أجهزة النداء الآلي "بيجر" والابتعاد عن الهواتف المحمولة، لم يكن يعرف أن الكلمات التي قالها في ذلك الوقت "سوف تنفجر في وجه حزب الله، حرفيًا، بعد سبعة أشهر.

قبل ذلك الخطاب، وقبل قرار نصر الله بتوسيع استخدام أجهزة النداء الآلية، بدأت إسرائيل خطة تضمنت إنشاء شركة دولية تتظاهر بأنها تعمل في تصنيع أجهزة النداء. وبحسب ثلاثة مصادر استخباراتية، فإن شركة النداء المجرية التي أنتجت أجهزة الراديو التي انفجرت أفي لبنان، أنشأتها إسرائيل.

بل -وفق الصحيفة- إن هناك شركتين أخريين على الأقل من هذا القبيل، وكان الغرض منهما إخفاء حقيقة أن هذه الأجهزة لم تصدر في الواقع من قبل شركة مجرية، بل من قبل ضباط استخبارات إسرائيليين.

وإمعانًا في التمويه، قدمت شركة "باك للاستشارات" المجرية نفس المنتج لعملاء آخرين، لكن بدون متفجرات.

وتشير صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أنه "تم تصنيع أجهزة الاستدعاء التي تهدف إلى إيذاء أعضاء حزب الله بشكل منفصل وبداخل بطارياتها مادةPETN المتفجرة، والتي بدأ إرسالها إلى لبنان ابتداءً من عام 2022، ولكن بكميات صغيرة نسبيًا".

بلا قواعد

بعد خطاب نصر الله الذي أوصى فيه بالتخلص من الهواتف المحمولة، وعدم نقل تفاصيل خطط عمليات حزب الله عبرها، أو حضور الاجتماعات وهي بحوزة رجاله "سرعان ما زاد إنتاج أجهزة النداء الآلية"، وفقًا لمسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية الذين تحدثوا إلى "نيويورك تايمز".

وبحسب مصادر استخباراتية أمريكية، فقد زادت خلال هذا الصيف شحنات أجهزة النداء الآلي إلى لبنان، حيث وصل الآلاف إلى البلاد، وتم توزيعها بين رجال حزب الله وحلفائهم.

يقول التقرير: "في نظر حزب الله، كانت تلك الإجراءات بمثابة إجراء "دفاعي"، لكن في إسرائيل، تعامل ضباط الاستخبارات مع أجهزة الـ "بيجر" على أنها "أزرار" يمكن الضغط عليها في أي لحظة. ويبدو أن تلك اللحظة جاءت بالأمس".

وأمس الأربعاء، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أجهزة الاتصال اللاسلكية التي انفجرت أمس، كانت "أكبر وأثقل" من أجهزة النداء الآلي التي انفجرت في اليوم السابق، بل وتسببت في بعض الحالات في حرائق أكبر؛ وبحسب التقدير الذي نشرته الصحيفة الأمريكية فإن كمية المتفجرات الموجودة فيها كانت أكبر.

وفي التعليق الذي ظهر بجوار المقال الافتتاحي، كتبت صحيفة "التايمز" أن الهجمات "تظهر قوة تكتيكية لإسرائيل، ولكنها استراتيجية طويلة المدى وغير واضحة".

كما كان الهجوم باستخدام جهاز الاتصال اللاسلكي هو العنوان الرئيسي لغلاف صحيفة "نيويورك بوست" والذي جاء: "Beep.. Beep.. Boom".

بينما كتبت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن "الحرب التكنولوجية تنتشر"، في حين كان العنوان الرئيسي لقناة "سي إن إن" هو: "أجهزة الاتصال اللاسلكية التابعة لحزب الله تنفجر في جميع أنحاء لبنان".

خطوة أخرى

في هذه الأثناء، وبينما لا يزال الأمريكيون يحاولون منع التصعيد، ويزعمون أن الطريق الدبلوماسي هو الحل، كتب رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إبراهيم الأمين، مقالاً أشار فيه إلى أنه "يبدو أن إسرائيل تستعد لمرحلة جديدة من المواجهة الصعبة مع حزب الله، والتي ستستهدف قدرات المنظمة البشرية والعسكرية، وهذا ما يجعل الحديث عن حرب شاملة واقعياً".

وأضاف "إذا قرر العدو تنفيذ عملية ضد أكثر من 10 آلاف شخص من عسكريين ومدنيين في مراكز أو مواقع أو منازل، فقد قرر أننا في حرب بلا قواعد".

في الوقت نفسه، يزعم الأمريكيون أنهم لم يشاركوا في عمليات التفجير، وأن إسرائيل قدمت لهم تفاصيل عن العمليات "من خلال قنوات استخباراتية".

كما أفادت تقارير أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن "أكد على التزام الولايات المتحدة بردع أعداء إسرائيل والجهود المبذولة لتخفيف التوترات في جميع أنحاء المنطقة، وشدد كذلك على أن الولايات المتحدة تفضل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة من شأنه إعادة المحتجزين. فضلا عن حل دبلوماسي دائم للصراع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية يسمح للمواطنين من الجانبين بالعودة إلى منازلهم".

كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن الميجور جنرال جيرشون هكوهين، قائد العمليات السابق للجبهة الغربية في قطاع غزة إنه "وفقًا لمنطق الحروب، بعد صدمة انفجار أجهزة النداء الآلي، فإن الخطوة التالية هي هجومية. هذه الخطوة جاهزة، والجيش الإسرائيلي مستعد، وخضعت الألوية لتدريبات خاصة. وتنفيذه من عدمه لا يعتمد على الحكومة فحسب، بل إلى حد كبير على الأمريكيين. نحن بحاجة إلى التنسيق معهم".

وزعم قائد الحرب الإسرائيلي المتقاعد أن "نصر الله لا يريد حربًا واسعة النطاق. إنهم يريدون حربًا نارية صغيرة. سيجدون طريقة لتجنب هذه الخطوة الكبيرة، ولا يمكن الاستهانة بإبداعهم".