مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر 2024، تتصاعد حدة المنافسة السياسية وتبرز أهمية أصوات ذوي الأصول اللاتينية كعامل حاسم في تحديد نتيجة السباق الرئاسي.
وفي هذا السياق، تكثف كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، جهودها لاستقطاب هذه الشريحة المهمة من الناخبين، في محاولة لتعزيز فرص فوزها أمام منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
خطاب حماسي
في خطوة استراتيجية مهمة، ألقت "هاريس" كلمة حماسية أمام مئات من القادة اللاتينيين خلال المؤتمر السنوي لمعهد الكونجرس للقوقاز اللاتيني.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن هاريس قولها: "أعتقد حقًا أن أمريكا مستعدة لطي صفحة سياسة الانقسام والكراهية، ولتحقيق ذلك، يعتمد وطننا على القادة الموجودين هنا، قوتكم ونشاطكم كل واحد منا لديه مهمة يجب القيام بها".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الكلمات تعكس استراتيجية هاريس في محاولة حشد الدعم اللاتيني، وتحفيز القادة على المشاركة الفعالة في الحملة الانتخابية.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن هذا الخطاب يأتي في إطار جهود أوسع تبذلها حملة هاريس لاستعادة الزخم بين الناخبين اللاتينيين، الذين يشكلون كتلة تصويتية حاسمة في العديد من الولايات المتأرجحة.
تحدي تراجع الدعم
على الرغم من الحماس الذي أثاره ترشيح هاريس في المجتمع اللاتيني، تشير الأرقام إلى تحديات كبيرة تواجه الحملة الديمقراطية، وأظهر استطلاع حديث أجرته نيويورك تايمز، تقدم هاريس بين اللاتينيين بفارق 14 نقطة فقط، إذ حصلت على 55% من أصوات الناخبين المحتملين من أصل لاتيني مقابل 41% لترامب.
وتمثل هذه النتيجة تراجعًا ملحوظًا مقارنة بعام 2020، إذ أظهرت الاستطلاعات آنذاك فوز بايدن بهذه الفئة بفارق 33 نقطة، ما يضع ضغوطًا إضافية على حملة هاريس لتكثيف جهودها وابتكار استراتيجيات جديدة لاستعادة ثقة الناخبين اللاتينيين.
استراتيجية متعددة الأوجه
في مواجهة هذه التحديات، كشفت واشنطن بوست عن تفاصيل استراتيجية متعددة الأوجه تتبناها حملة هاريس لاستقطاب الناخبين اللاتينيين، تتضمن إطلاق حملة إعلانية مكثفة باللغة الإسبانية خلال شهر التراث اللاتيني، وخصصت من بينها 3 ملايين دولار للإعلانات الإذاعية.
كما تشمل الخطة تنظيم العديد من الفعاليات مع المتحدثين باسم الحملة في جميع أنحاء البلاد، مع التركيز بشكل خاص على الولايات المتأرجحة ذات الكثافة اللاتينية العالية مثل أريزونا ونيفادا وبنسلفانيا.
وتعكس هذه الجهود المكثفة إدراك حملة هاريس لأهمية الصوت اللاتيني في تحديد نتيجة الانتخابات، خاصة في ظل المنافسة الشرسة المتوقعة مع ترامب.
قضية الهجرة
تطرقت هاريس في خطابها إلى قضية الهجرة، وهي مسألة شائكة تحظى باهتمام كبير من قبل الناخبين اللاتينيين، ونقلت "واشنطن بوست" عن هاريس تأكيدها قدرة الولايات المتحدة على تحقيق التوازن بين تأمين الحدود والتعامل بإنسانية مع المهاجرين الموجودين بالفعل في البلاد.
وقالت هاريس: "يجب علينا أيضًا إصلاح نظام الهجرة المعطل وحماية الحالمين.. وافهموا، يمكننا القيام بكلا الأمرين، إنشاء مسار مكتسب للحصول على الجنسية وضمان أمن حدودنا، يمكننا القيام بكليهما، ويجب علينا القيام بكليهما"، ما يعكس محاولة هاريس للموازنة بين مطالب الأمن القومي وتطلعات المجتمع اللاتيني، في محاولة لكسب تأييد أوسع شريحة ممكنة من الناخبين.
الناخبات اللاتينيات
لم تغفل هاريس في خطابها عن التطرق إلى قضية حقوق الإنجاب، وهي مسألة تكتسب أهمية متزايدة بين الناخبات اللاتينيات، إذ نقلت "واشنطن بوست" عن هاريس وعدها بالتوقيع على مشروع قانون يعيد الحماية التي كانت توفرها قضية "رو ضد ويد"، وهي القضية الرائدة في مجال حقوق الإجهاض التي ألغتها المحكمة العليا في عام 2022.
وأشارت هاريس إلى أن نحو 40% من النساء اللاتينيات يعشن في ولايات تحظر الإجهاض، ما يجعل هذه القضية ذات أهمية خاصة لهذه الشريحة من الناخبين.