كشف استطلاع حديث للرأي عن تفوق واضح لنائبة الرئيس كامالا هاريس، على الرئيس السابق دونالد ترامب في المناظرة الرئاسية الأخيرة، ما يشير إلى تغيرات في المشهد السياسي الأمريكي، ويكون له تأثير كبير على مسار الانتخابات المقبلة والسياسة الأمريكية بشكل عام.
نتائج الاستطلاع
وفقًا لاستطلاع أجرته ABC/Ipsos ونشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، فإن 58% من الأمريكيين يعتقدون أن هاريس فازت في المناظرة، في حين اختار 36% فقط ترامب كفائز.
هذه النتائج تمثل تحولًا جذريًا في الرأي العام الأمريكي، خاصة عند مقارنتها بنتائج المناظرة السابقة التي جرت، يونيو الماضي، بين ترامب والرئيس جو بايدن، إذ إنه في تلك المناظرة، اختار 66% من الأمريكيين ترامب كفائز، مقابل 28% فقط لبايدن.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن هذا الانقلاب في النتائج يشير إلى تغير كبير في تصورات الناخبين وقد يكون له تداعيات مهمة على الاستراتيجيات السياسية للحزبين الديمقراطي والجمهوري، في الأشهر المقبلة.
المناظرة وشعبية المرشحين
لم يقتصر تأثير المناظرة على تحديد الفائز فحسب، بل امتد ليشمل تغييرات ملموسة في نظرة الناخبين للمرشحين، إذ أظهر الاستطلاع، كما نقلت صحيفة "ذا هيل"، أن شعبية هاريس ارتفعت بشكل ملحوظ بعد المناظرة، وقال 37% من المشاركين إن المناظرة جعلتهم ينظرون إليها بشكل أكثر إيجابية.
في المقابل، قال 23% فقط إنها جعلتهم ينظرون إليها بشكل أقل إيجابية، بينما لم تؤثر على رأي 38% من المشاركين، وهذه النتائج تشير إلى أن هاريس نجحت في تقديم نفسها بشكل إيجابي وفعّال خلال المناظرة، ما قد يعزز موقفها كمرشحة محتملة في الانتخابات المقبلة.
على الجانب الآخر، لم تكن نتائج الاستطلاع مواتية لترامب، إذ أفاد 30% من المشاركين بأن المناظرة جعلتهم ينظرون إليه بشكل أقل إيجابية، في حين قال 17% فقط إنها جعلتهم ينظرون إليه بشكل أكثر إيجابية.
ولم تؤثر المناظرة على رأي 50% من المشاركين تجاه ترامب، ما يشير إلى أن أداء ترامب في المناظرة أضر بصورته لدى شريحة كبيرة من الناخبين، وهو ما قد يشكل تحديًا كبيرًا لحملته الانتخابية في المستقبل.
أداء المرشحين بالمناظرة
شهدت المناظرة تباينًا واضحًا في أداء المرشحين، ما انعكس بشكل مباشر على نتائج الاستطلاع، إذ قدمت هاريس، وفقًا للصحيفة الأمريكية، أداءً واثقًا ومتسقًا طوال المناظرة، ونجحت في تقديم نفسها كقائدة لجيل جديد، مستخدمة عبارات قوية مثل "من الواضح أنني لست جو بايدن، وبالتأكيد لست دونالد ترامب"، ما لاقى استحسانًا كبيرًا لدى المشاهدين، وأسهم في تعزيز صورتها كبديل قوي ومقنع.
في المقابل، بدا ترامب منزعجًا بشكل واضح خلال أجزاء كبيرة من المناظرة، بحسب ما تشير "ذا هيل"، كما لاحظ مراقبون أنه رفض النظر إلى منافسته الديمقراطية في العديد من النقاط، وظهر غاضبًا في أوقات مختلفة.
وهذا السلوك أوحى للكثيرين بأن هاريس نجحت في إثارته وإخراجه عن توازنه، ما قد يكون أثر سلبًا على تقييم أدائه من قبل المشاهدين.
رغم ذلك، صرّح ترامب لاحقًا بأنه يعتقد أنها كانت "أفضل مناظرة له على الإطلاق"، ما يشير إلى تباين واضح بين تقييمه الذاتي وتقييم الجمهور لأدائه.
تحليلات وردود الفعل
لم تقتصر الآراء حول نتيجة المناظرة على الجمهور العام فقط، إذ أشارت "ذا هيل" إلى أن العديد من المحللين السياسيين وهيئة تحرير صحيفة وول ستريت جورنال، اعتبروا هاريس "الفائزة" في المناظرة.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن إجماع الخبراء والمحللين يعزز نتائج الاستطلاع ويشير إلى أن أداء هاريس كان متميزًا بشكل موضوعي، وليس مجرد انطباع شخصي لدى المشاهدين.