في مشهد مأساوي يعكس آثار التغير المناخي الحادة، ضربت عاصفة "بوريس" دول شرق ووسط أوروبا، مخلّفة وراءها دمارًا واسع النطاق وضحايا بشرية.
الأمطار الغزيرة والفيضانات التي صاحبت العاصفة جعلت سكان هذه الدول يواجهون كارثة مناخية غير مسبوقة، إذ أُعلنت حالة الطوارئ في العديد من المناطق، وسط تحذيرات متزايدة من تفاقم الأزمة المناخية.
آثار العاصفة
ضربت عاصفة "بوريس" مناطق واسعة في كل من النمسا، وجمهورية التشيك، ورومانيا، وسلوفاكيا، وبولندا، وفي رومانيا كانت الحصيلة الأشد قسوة حيث أودت العاصفة بحياة أربعة أشخاص.
كما شهدت بولندا حالة وفاة واحدة نتيجة غرق شخص جراء ارتفاع منسوب المياه، وفي جمهورية التشيك، تجري عمليات بحث مكثفة عن أربعة مفقودين.
أزمة المناخ تزداد حدة
في رومانيا، اعتبر الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس العاصفة "بوريس" دليلًا آخر على تصاعد تأثير أزمة المناخ في أوروبا.
وقال يوهانيس: "نحن نواجه مرة أخرى آثار أزمة المناخ التي أصبحت واقعًا متزايد الحضور في القارة، مع عواقب وخيمة"، ودعا إلى ضرورة تعزيز قدرة الدول على التنبؤ بالأحداث المناخية والتصدي لها.
جهود الإنقاذ في رومانيا
في منطقة جالاتس الرومانية، التي تعتبر من أكثر المناطق تضررًا، تم العثور على جثث أربعة أشخاص، فيما تأثرت 5000 منزل بالفيضانات.
وأنقذت السلطات مئات الأشخاص من المنازل التي غمرتها المياه، فيما وصف رئيس القرية المتضررة الكارثة بأنها "ذات أبعاد هائلة"، وأرسل الرئيس يوهانيس تعازيه لأسر الضحايا، بينما زار رئيس الوزراء مارسيل كولاكو المنطقة المنكوبة.
جمهورية التشيك
في جمهورية التشيك، تم نشر نحو 100 ألف من رجال الإطفاء في المناطق المتضررة للمساعدة في عمليات الإنقاذ، وتم إخلاء مستشفى في مدينة برنو نتيجة الفيضانات، كما انقطعت الكهرباء عن نحو 50 ألف منزل.
وفي سلوفاكيا، أعلنت العاصمة براتيسلافا حالة الطوارئ، مع استمرار الأمطار الغزيرة التي تسببت في فيضانات غير مسبوقة.
بولندا.. حالة ذعر وغرق
وشهدت بولندا إغلاق معبر جولكوفيتشي الحدودي مع التشيك بسبب فيضان النهر، كما توقفت حركة القطارات بين مدينتي نيسا وبرودنيك، وارتفع منسوب نهر بيالا إلى مستويات قياسية، ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان.
وعلّق أحد سكان المنطقة: "الماء هو أقوى قوة في الطبيعة، الجميع خائفون"، وأُجلي 1600 شخص من منازلهم في منطقة كلودزكو، فيما انقطعت الكهرباء عن 17 ألف منزل.
النمسا.. رياح قوية وثلوج غير متوقعة
وأبلغت النمسا عن رياح عاتية بلغت سرعتها 146 كم/ساعة، ما أدى إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية. كما تم إجلاء آلاف الأشخاص في جنوب البلاد بعد إعلان كارثة طبيعية في بعض المناطق.
وذكرت السلطات وفاة رجل إطفاء أثناء عمليات الإنقاذ في شمال شرق البلاد. في المناطق الجبلية، تراكمت الثلوج بشكل غير متوقع، ما أوقف حركة المرور وتسبب في البحث عن مفقودين في الانهيارات الجليدية.
عاصفة "بوريس" التي اجتاحت أوروبا لا تعكس فقط تحديات الطقس العاصف، بل تشير بوضوح إلى تصاعد آثار أزمة المناخ التي باتت تهدد مستقبل الأجيال القادمة.
مع استمرار الخسائر البشرية والمادية، يبقى على الدول الأوروبية تعزيز جهودها للتصدي لمثل هذه الكوارث وتعزيز قدراتها على مواجهة الأزمات المناخية المتفاقمة.