شهدت الساحة السياسية الأمريكية حدثًا بارزًا تمثل في المناظرة التلفزيونية بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس، إذ حظيت هذه المناظرة باهتمام إعلامي عالمي واسع، وتناولتها كبرى الصحف الدولية بتحليل وتفصيل.
ويُنظر دوليًا إلى الانتخابات الأمريكية على أنها واحدة من أهم العوامل التي ترسم مستقبل العديد من الملفات السياسية الدولية، وهو ما يُفسر الاهتمام الدولي بمتابعة أبرز تعهدات المرشحين وطريقة تناولهم وأفكارهم بشأن القضايا المثارة على المشهد السياسي الدولي.
لا ريبوبليكا: رؤيتان متناقضتان
وسلطت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية الضوء على التباين الحاد بين رؤيتي المرشحين لمستقبل الولايات المتحدة، إذ وصفت الصحيفة المناظرة بأنها مواجهة بين "أمريكا في حالة انحدار" كما يصورها ترامب، و"أمريكا التي يجب أن تقلب الصفحة" كما تراها هاريس.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب ركّز على تصوير أمريكا كدولة "على حافة حرب عالمية ثالثة نووية" و"فريسة لعصابات المهاجرين الإجرامية".
في المقابل، قدمت "هاريس" رؤية لأمريكا فيما يتعلق بسياساتها الخارجية بحيث تكون "صديقة وليست عدو"، فيما تعتقد أن ملف الإجهاض يجب أن يُدار "دون التخلي عن الإيمان الديني، وكذلك دون إملاء على النساء ما يجب فعله بأجسادهن".
إلبايس: محاصرة ترامب
من جهتها، رأت صحيفة "إلبايس" الإسبانية، أنّ "هاريس" نجحت في وضع "ترامب" بموقف دفاعي خلال المناظرة، ووصفت الصحيفة المناظرة بأنها كانت "وجهًا لوجه دون تنازلات"، إذ رأت أن المرشحين تصادما بشكل مباشر حول القضايا الرئيسية للحملة، وهي الاقتصاد والهجرة والإجهاض والجريمة واحترام الديمقراطية.
وأبرزت "إلبايس" أنّ هاريس كانت قادرة على التشكيك في أهليّة ترامب للمنصب، أكثر مما استطاع هو أن يفعل العكس.
كما لفتت الصحيفة إلى أن هاريس أعلنت أنه "حان الوقت لطي صفحة ترامب"، ونجحت في محاصرته بعدة مناسبات عدة.
لوموند: هاريس تفرض نفسها
أما صحيفة لوموند الفرنسية، فرأت أن هاريس نجحت في زعزعة استقرار ترامب بشكل نادر منذ دخوله عالم السياسة في عام 2015، ووصفت الصحيفة أداء هاريس بأنه هجومي، مشيرة إلى أنها تمكنت من إرباك الرئيس السابق بشكل واضح.
ولفتت لوموند إلى أن هاريس نجحت في اجتياز اختبار أساسي، وهو المصداقية.
وأضافت أن نائبة الرئيس الحالي (جو بايدن) تمكنت من فرض فكرة ضرورة "طي صفحة" تجاوزات حقبة ترامب، كما لو أن رئاسة بايدن كانت مجرد قوس اعتراضي.
دير شبيجل: عدم الدقة والأكاذيب
ركزت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية على تحليل صحة التصريحات التي أدلى بها كلا المرشحين خلال المناظرة، وأشارت إلى أن ترامب، المعروف بكونه كاذبًا معتادًا، حسب وصفها، قدم مرة أخرى مزاعم غريبة خلال المناظرة التلفزيونية مع هاريس.
ومع ذلك، لفتت الصحيفة الألمانية إلى أن هاريس لم تلتزم دائمًا بالحقائق أيضًا، وأجرت الصحيفة فحصًا دقيقًا لبعض الادعاءات الرئيسية التي قدمها كلا المرشحين، مصنفة إياها بين عدم الدقة والمبالغات والتشويهات الفادحة والأكاذيب الصريحة.
"جابان تايمز": مناظرة عدائية
وصفت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية المناظرة بأنها "عدائية"، مشيرة إلى أن هاريس وضعت منافسها الجمهوري ترامب في موقف دفاعي من خلال سلسلة من الهجمات تستهدف أهليته للمنصب، ودعمه لقيود الإجهاض وقضاياه القانونية العديدة.
وأبرزت الصحيفة اليابانية أن هاريس، بخلفيتها كمدعية عامة سابقة، سيطرت على المناظرة منذ البداية، مما أثار غضب ترامب بشكل واضح، ودفعه إلى تقديم سلسلة من الردود المليئة بالأكاذيب.
"نيو إنديان إكسبريس": هاريس انتصرت لبايدن
أما صحيفة "نيو إنديان إكسبريس" الهندية، فركزت على ردود فعل الديمقراطيين تجاه أداء هاريس، إذ ذكرت الصحيفة أن العديد من الديمقراطيين رأوا فيها كل ما لم يكن عليه جو بايدن في مواجهة ترامب على منصة المناظرة، أي أنها قوية وسريعة البديهة ولا تهدأ في هجماتها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على النقيض من صعوبات بايدن في المناظرة في يونيو، وجد الديمقراطيون الذين تجمعوا في الحانات وحفلات المشاهدة وأماكن أخرى ليلة الثلاثاء، الكثير للاحتفال به في نهج هاريس العدواني بإرباك خصمها.