السياسة الأمريكية ساحة متقلبة، تتداخل فيها المصالح وتتسارع الأزمات، فاليوم يقف جنرالات الحرب المتقاعدون في صف المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس، مدافعين عنها ضد هجمات الجمهوريين التي تستهدفها في أعقاب الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان، عام 2021.
وبينما تتعالى الأصوات المتضادة على المسرح السياسي الأمريكي مع اقتراب الانتخابات، يبدو أن الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان أصبح حجر الزاوية في الصراع الانتخابي الحالي.
دفاع العسكريين عن هاريس
في محاولة للتصدي لمحاولات ربط هاريس بالانسحاب الفوضوي من أفغانستان عام 2021، تجمّع 10 من الجنرالات المتقاعدين للدفاع عنها، ليصبح الانسحاب قضية مركزية في الحملة الانتخابية الحالية، وموضوعًا مثيرًا للجدل خاصة مع اقتراب المناظرة الرئاسية المرتقبة.
ووفق تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، تعرضت هاريس لانتقادات شديدة من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب والجمهوريين في مجلس النواب، إضافة إلى عائلات الضحايا الأمريكيين الذين لقوا حتفهم بالهجوم الانتحاري في "آبي جيت"، الذي أودى بحياة 13 من أفراد الخدمة الأمريكية.
وجاء هذا الدعم من مجموعة من العسكريين المتقاعدين البارزين، بما في ذلك 3 جنرالات من ذوي الأربع نجوم، مثل الأدميرال ستيف أبوت، الذي شغل منصب نائب مستشار الأمن الداخلي في إدارة جورج دبليو بوش، والجنرال لويد دبليو نيوتن، والجنرال لاري ر. إليس، وصرّح الجنرال إليس بأنه لم يؤيد أي مرشح سياسي من قبل، ما يضفي على دعمه لهاريس طابعًا استثنائيًا.
رسالة إلى قادة الأمن القومي
أرسل الجنرالات المتقاعدون رسالة إلى قادة الأمن القومي في الولايات المتحدة، جاء فيها أن إدارة ترامب تفاوضت مع طالبان دون إشراك الحكومة الأفغانية، ما أدى إلى إطلاق سراح 5000 من مقاتلي طالبان، واتهموا ترامب بأنه ترك إدارة بايدن وهاريس دون خطط لتنفيذ الانسحاب، ما زاد من تعقيد الوضع وعرّض حياة أفراد الخدمة الأمريكية للخطر، بحسب "أكسيوس".
وأضافت الرسالة أن نهج ترامب الفوضوي أضر بشكل كبير بقدرة إدارة بايدن - هاريس على تنفيذ الانسحاب بطريقة منظمة، وزاد من المخاطر على حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
الهجوم الجمهوري المضاد
على الجانب الآخر، سعى ترامب وحلفاؤه إلى إبراز أصوات العائلات التي فقدت أحبائها في الحروب، كجزء من حملة تستهدف هاريس، وفي هذا السياق، وضع الجمهوريون أكاليل الزهور على قبر الجندي المجهول في مقبرة "أرلينجتون الوطنية"، في ذكرى الهجوم الانتحاري الذي وقع عام 2021.
ودافع ترامب عن سجله مع المحاربين القدامى في مقابلة بودكاست مع شون رايان، ونفى مزاعم بأنه وصف الجنود الأمريكيين الذين ماتوا في الحرب بأنهم "حمقى وخاسرون"، وقال ترامب: "من سيقول ذلك شخص غبي".
المناظرة الرئاسية المنتظرة
ومن المتوقع أن يتواجه ترامب وهاريس في المناظرة الرئاسية المقبلة بمدينة فيلادلفيا الواقعة في ولاية بنسلفانيا، وهو اللقاء الأول والوحيد بينهما في الحملة الانتخابية.
في غضون ذلك، يعتزم زعماء الحزب الجمهوري في الكونجرس تقديم الميدالية الذهبية للكونجرس لعائلات أفراد الخدمة الأمريكية الـ13 الذين قُتلوا في الهجوم الانتحاري.
تقرير لجنة الشؤون الخارجية
أصدرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، تقريرًا ينتقد إدارة بايدن ويسلط الضوء على دور هاريس في قرارات الانسحاب من أفغانستان، ويتهم التقرير إدارة بايدن بتجاهل التحذيرات المتكررة من العسكريين ومستشاري الأمن القومي وحلفاء الولايات المتحدة، بشأن المخاطر المترتبة على الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية.
وأشار التقرير إلى أن هاريس كانت تعمل بتناغم تام مع الرئيس بايدن في تنفيذ هذه القرارات.
وفي أغسطس 2021، نفذت إدارة بايدن عملية إجلاء غير مسبوقة، إذ تم نقل أكثر من 120 ألف شخص جوًا من أفغانستان بعد سيطرة طالبان على كابول، وعلى الرغم من تأكيد البيت الأبيض أن قرار سحب القوات كان ضروريًا، اعترف المسؤولون بأن هناك جوانب من عملية الإجلاء كانت غير منظمة وتسببت في مخاطر عديدة.