في كينيا، تستمر حوادث العنف الأسري في الاستحواذ على حياة الرياضيات المحترفات، حيث تواجه هؤلاء البطلات سلسلة وقائع قاسية مرعبة تنتهي بالقتل، آخر تلك الحوادث مقتل العدّاءة الأولمبية ريبيكا تشيبتيجي التي سبّبت صدمة في الأوساط الرياضية.
وفي تقرير لشبكة "سي بي سي" الكندية، سلّط الضوء على مقتل "تشيبتيجي" التي تعد انعكاسًا لقضية العنف القائم على النوع الاجتماعي، هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة النساء الرياضيات في كينيا، خصوصًا اللواتي يخترقن مجالات يسيطر عليها الرجال.
"تشيبتيجي".. الموت حرقًا
"تشيبتيجي" عداءة أوغندية بالغة من العمر 33 عامًا، وأم لطفلتين، قُتلت بشكل مأساوي بعد أن تم إشعال النار فيها باستخدام البنزين في منزلها بكينيا، ويعد صديقها السابق المشتبه به الرئيسي في الجريمة، وسط حزن واسع في الأوساط الرياضية.
وعبّرت جوان شيليمو ميلي، العدّاءة والناشطة ضد العنف، عن حزنها للمصير الذي تعرضت له "تشيبتيجي"، مشيرة إلى أنها ربما كانت تستطيع إنقاذها لو كانت على علم بما تمر به.
ضحايا الرياضيات في كينيا
وتُعد "تشيبتيجي" ثالث رياضية تُقتل في كينيا منذ عام 2021 في حوادث مرتبطة بالعنف الأسري، وهذا الأمر لم يكن غريبًا في ظل تزايد أعداد الضحايا من الرياضيات اللواتي يتعرضن للعنف الجسدي والقتل، إذ تشير التقارير إلى أن الرياضيات مستهدفات بسبب تحديهن للأدوار التقليدية وتعرضهن للاستغلال المالي.
وشهدت كينيا العديد من الحوادث المأساوية المشابهة، حيث قُتلت العداءة الكينية أجنيس تيروب طعنًا على يد زوجها في عام 2021، تلتها العدّاءة داماريس موثي موتوا عام 2022، ما دفع المدافعين عن حقوق المرأة إلى إطلاق تحذيرات متكررة من تزايد العنف ضد الرياضيات.
جهود مكافحة العنف
في مواجهة هذه الجرائم، أسست شيليمو ميلي وعدد من الرياضيين منظمة "ملائكة تيروب"، التي تهدف إلى مكافحة العنف الأسري في كينيا.
وتعمل المنظمة على توعية الفتيات والشابات حول مخاطر العنف وكيفية مواجهته، فضلًا عن تعليمهن الثقافة المالية لحمايتهن من الاستغلال المالي.
ورغم الجهود المستمرة، لا تزال كينيا تواجه تحديات كبيرة في مواجهة العنف ضد النساء، إذ تشير البيانات الحكومية إلى ارتفاع معدلات العنف الجسدي ضد النساء، ما يدفع المدافعين إلى المطالبة بتحسين القوانين لحماية النساء ومحاسبة الجناة بصرامة.