الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أشعلتها جريمة "ساوثبورت".. بريطانيا تغرق في أعمال العنف

  • مشاركة :
post-title
أشعلت جريمة الطعن أعمال عنف في "ساوثبورت" وعدة مدن أخرى في إنجلترا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قالت الشرطة البريطانية إنها تتوقع المزيد من أعمال العنف خلال عطلة نهاية الأسبوع في البلاد، وذلك في أعقاب جريمة القتل في "ساوثبورت" قبل أيام، التي أسفرت عن مقتل ثلاث فتيات.

وقد اندلعت أعمال الشغب في مدينة سندرلاند بشمال شرق البلاد، أول أمس الجمعة، بعد ما هاجم مئات الأشخاص أفراد الشرطة وأشعلوا النار في عدة مباني ومركبات، في مركز مدينة سندرلاند، في شمال شرق إنجلترا.

وذكرت "سكاي نيوز" أن نحو 30 احتجاجًا آخر -نظمتها في الغالب جماعات يمينية متطرفة- من المقرر أن تقام في مختلف أنحاء المملكة المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع هذه، ومن المتوقع أيضًا تنظيم عدة احتجاجات مضادة للعنصرية.

وتمثل أعمال الشغب ردًا على عملية الطعن الجماعية التي وقعت الاثنين الماضي في استوديو للرقص في "ساوثبورت"، وهي بلدة ساحلية في شمال غرب إنجلترا. حيث قُتل ثلاثة أطفال في الهجوم بالسكين، وأصيب عشرة أشخاص آخرين، بينهم ثمانية أطفال.

ووجهت اتهامات إلى شاب يبلغ من العمر 17 عامًا بارتكاب عدة جرائم، بما في ذلك جريمة قتل الفتيات.

وقد اندلعت حوادث عنيفة في الأيام التالية في "ساوثبورت"، ومدينة "هارتلبول" في شمال شرق البلاد، وكذلك في العاصمة لندن، ردًا على عمليات القتل.

سندرلاند وليفربول

بدأت احتجاجات مناهضة للهجرة نحو الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي في ساحة "كيل" في سندرلاند، شمال وسط المدينة، تحت عنوان "كفى"، ووصفت صحيفة "سندرلاند إيكو" كيف لوحت حشود المتظاهرين -الذين كان العديد منهم يرتدي أقنعة- بأعلام إنجلترا، بينما انطلقوا في مسيرتهم "التي خرجت عن نطاق السيطرة بسرعة".

وخلال أعمال الشغب التي تلت ذلك، أُضرمت النيران في مركز للشرطة وتم تحطيم العديد من السيارات، وذكرت وسائل إعلام محلية أن شبانًا ألقوا الحجارة والألعاب النارية والقنابل الصوتية على الضباط.

وفي الوقت نفسه تقريبًا، اندلعت مواجهة بين الشرطة والمحتجين خارج مسجد قريب، وهتف بعض المشاركين بعبارات مسيئة للإسلام، فيما هتف آخرون دعمًا لتومي روبنسون، وهو ناشط يميني متطرف معادٍ للإسلام. كما لفتت وسائل الإعلام المحلية.

ونقل الإعلام البريطاني عن كاهن في كاتدرائية "سندرلاند مينستر"، إن مثيري الشغب حاولوا تحطيم شواهد القبور لاستخدامها في الشغب، مضيفًا أنهم "مذنبون بارتكاب تدنيس المقدسات".

وأشارت وكالات أنباء إلى أن الشرطة ألقت القبض على ثمانية أشخاص بتهمة ارتكاب جرائم تذكية الاضطرابات العنيفة والسرقة، كما تم نقل ثلاثة من ضباط الشرطة إلى المستشفى لتلقي العلاج من الإصابات.

وفي مدينة ليفربول الواقعة شمال غربي البلاد -بالقرب من ساوثبورت حيث وقعت عمليات الطعن يوم الاثنين- اندلعت احتجاجات مماثلة مناهضة للهجرة، ومظاهرات مضادة، بالقرب من أحد مساجد المدينة.

أعمال الشغب في "سندرلاند"- وكالات
ثمن البلطجة

في أعقاب اندلاع أعمال الشغب العنيفة في البلاد، تعهدت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفايت كوبر، بأن يدفع مثيري الشغب "ثمن عنفهم وبلطجتهم"، ودعت الشرطة إلى "اتخاذ أقوى الإجراءات الممكنة وضمان مواجهتهم للقوة الكاملة للقانون". كما نقلت عنها وسائل الإعلام.

كما قام رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي تولى منصبه قبل أقل من شهر، بزيارة إلى ساوثبورت، أمس الجمعة، للقاء الزعماء المحليين.

ولفتت "دويتش فيله" إلى أنه منذ هجوم ساوثبورت، أصبحت قنوات التواصل الاجتماعي اليمينية المتطرفة مليئة بالادعاءات الكاذبة بأن المشتبه به كان طالب لجوء وصل إلى المملكة المتحدة بالقارب. بينما أكدت الشرطة أن المشتبه به ولد في بريطانيا.

وقامت السلطات البريطانية باحتجاز المشبه به "أكسل روداكوبانا" في مركز لاحتجاز الأحداث، ومن المقرر أن يظهر أمام المحكمة في أكتوبر المقبل.

ووعد ستارمر باستجابة "وطنية" جديدة للاضطرابات، من خلال ربط قوات الشرطة في جميع أنحاء البلاد من خلال المعلومات الاستخباراتية المشتركة، والاستخدام الموسع لتقنية التعرف على الوجه.

كما أعلنت قوات الشرطة في جميع أنحاء البلاد إنها مستعدة لمواجهة المزيد من المسيرات والمظاهرات المضادة لليمين المتطرف خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ونقلت وكالات أنباء عن شرطة العاصمة البريطانية لندن إنها "وضعت خطة متناسبة ومبنية على المخاطر" في ظل الاحتجاجات ضد العدوان على قطاع غزة، وأخرى مناهضة للهجرة، في العاصمة البريطانية.

وقالت شرطة مانشستر إنه تم إصدار إشعار تفريق لوسط المدينة للتعامل مع المظاهرات المخطط لها. كما أكدت شرطة ساوثبورت إنها لديها "خطط واسعة وموارد شرطية كبيرة في متناول اليد" للتعامل مع أي اضطراب هذا الأسبوع.