في أعنف حادث إطلاق نار في مدرسة أمريكية هذا العام، قُتل أربعة أشخاص وأصيب تسعة آخرين عندما أطلق طالب يبلغ من العمر 14 عامًا النار، أمس الأربعاء، في مدرسة "أبالاتشي" الثانوية، الواقعة في مدينة صغيرة خارج أتلانتا، ما تسبب في مقتل طالبين ومعلمين، حسبما ذكرت السلطات.
ويذهب ما يقرب من 1800 طفل إلى مدرسة "أبالاتشي"، الواقعة في منطقة ريفية على بُعد نحو 40 ميلًا شمال شرق وسط مدينة أتلانتا.
وأعلنت الشرطة الأمريكية القبض على المشتبه به الوحيد "بعد مواجهة قصيرة"، كما لفتت صحيفة "واشنطن بوست"، وقالوا إنه سيُتهم كشخص بالغ بالقتل. وتم التعرف على الضحايا على أنهم الطلاب ماسون شيرمرهورن وكريستيان أنجولو البالغين من العمر 14 عامًا، والمعلمين ريتشارد أسبينوال (39 عامًا) وكريستينا إيريمي (53 عامًا).
ونقلت الصحيفة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي المحلي، أن سلطات إنفاذ القانون استجوبت المشتبه به سابقًا، بعد تلقي تقارير مجهولة العام الماضي حول منشورات على الإنترنت تهدد بالعنف في مدرسة لم يتم ذكر اسمها. لكن لم يكن لديهم أدلة كافية لاتخاذ إجراءات أخرى.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن هذا "كان أعنف حادث إطلاق نار في مدرسة أمريكية هذا العام، والأول منذ يونيو"، وفقًا لقاعدة بيانات الصحيفة.
وقال جود سميث، قائد شرطة مقاطعة بارو، في مؤتمر صحفي مساء أمس الأربعاء، إنه لا يتوقع المزيد من الوفيات "سينجو جميع ضحايانا الموجودين في المستشفى، وسيتعافون بشكل جيد، كما قيل لنا".
وأضاف: "كان ما حدث شرًا خالصًا. قلبي يؤلمني من أجل هؤلاء الأطفال، قلبي يؤلمني من أجل مجتمعنا. لكنني أريد أن أوضح أن الكراهية لن تسود في هذه المقاطعة، أريد أن يكون ذلك واضحًا ومعروفًا للغاية".
وتُعاني المجتمعات الأمريكية من العنف الجماعي بالسلاح منذ عقود، وهو وباء ينتشر في كل مكان من المدن الكبرى إلى المدن الصغيرة. ولفتت "واشنطن بوست" إلى أنه "أمر مرعب عندما تطلق النار في مدرسة، حيث يخضع الطلاب الذين تطاردهم حوادث إطلاق نار بارزة في الماضي لتدريبات متكررة حول كيفية البقاء على قيد الحياة إذا بدأ إطلاق نار".
وأدى إطلاق النار إلى زيادة العدد الإجمالي للطلاب المعرضين للعنف المسلح في المدرسة إلى أكثر من 383.000 منذ عام 1999، وفقًا لتحليل الصحيفة.
اشتباه فيدرالي
فيما قال شهود عيان إنهم سمعوا الطلقات الأولى بعد الساعة 10 صباحًا (بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة) بقليل؛ وحددت الشرطة المشتبه به على أنه الطالب "كولت جراي"، الذي لفت انتباه المحققين الفيدراليين منذ أكثر من عام، عندما بدأوا في تلقي تلميحات مجهولة حول شخص يهدد بإطلاق النار في المدرسة.
وقد أحال مكتب التحقيقات الفيدرالي التقارير إلى السلطات المحلية، التي قادتهم تحقيقاتها إلى مقابلة جراي ووالده. وقتها، أخبر الأب الشرطة أنه كان لديه بنادق صيد في المنزل، لكن ابنه لم يكن لديه القدرة على الوصول إليها.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن "جراي" نفى توجيه التهديدات عبر الإنترنت، لكن المسؤولين كانوا ينبهون المدارس في المنطقة بشأنه.
ونقلت "واشنطن بوست" عن كريس هوزي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي في جورجيا، إن السلطات تحقق فيما إذا كان هذا الحادث -التهديد الرقمي- قد يكون مرتبطًا بهجوم أمس؛ وأشار إلى أن الشرطة عثرت على بندقية من طراز AR-15 بمكان الحادث، لكنهم ما زالوا يبحثون في كيفية حصول المشتبه به على السلاح وإحضاره إلى المدرسة.
وأشاد "هوزي" بـ"استجابة سلطات إنفاذ القانون السريعة للغاية"، التي قال إنها أنقذت المزيد من الأرواح. لافتًا إلى أنه "في غضون دقائق من أول طلقات نارية تم الإبلاغ عنها واجهت الشرطة واثنان من أفراد أمن المدرسة المشتبه به، واستسلم الشاب على الفور".
وإذا أدين المشتبه به، فسيكون أصغر مطلق نار في المدرسة يقتل أكثر من شخص واحد في مدرسة خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، وفقًا لقاعدة بيانات "واشنطن بوست".
ويعد الهجوم هو الأكثر دموية في البلاد منذ مارس 2023، عندما قُتل ستة أشخاص في مدرسة مسيحية خاصة في ناشفيل، كما أنه أول إطلاق نار مميت في مدرسة ابتدائية وثانوية في جورجيا منذ عام 1999 على الأقل.