في زيارته الخارجية الأولى لحلفائه الأوروبيين، وصف وزير الدفاع البريطاني الجديد دعم بلاده لأوكرانيا بأنه "أولويته الأولى"، حتى في الوقت الذي تواجه فيه بريطانيا تحديات عسكرية شديدة خاصة بها.
وتوجه جون هيلي، الذي تولى منصبه في يوليو الماضي، عندما فاز حزب العمال بأول انتخابات له منذ 14 عامًا، إلى ألمانيا، في ظل تحذيرات خطيرة بشأن حالة المالية العامة البريطانية، في الوقت الذي تستعد فيه حكومته لميزانيتها الأولى.
ولم يحدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حتى الآن، موعدًا للوفاء بوعد حزب العمال بإنفاق 2.5% من الدخل القومي على الدفاع؛ بينما تعيش وزارة الدفاع حالة من الانتظار، في حين يقوم الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، جورج روبرتسون، بإجراء مراجعة "جذرية وفرعية" للإنفاق الدفاعي، ومن المتوقع أن يقدم تقريره في الجزء الأول من عام 2025.
وقال "هالي" لصحيفة "بوليتيكو" إنه واثق من أن حزب العمال قادر على الوفاء بالتزامه بزيادة الإنفاق الدفاعي و"اتخاذ القرارات التي تسمح لنا بوضع خطة طويلة الأجل لجعل قواتنا مجهزة بشكل أفضل للقتال وردع التهديدات التي نواجهها".
لكنه أضاف أنّ "هذا لن يحدث بين عشية وضحاها" بسبب "الميراث الذي خلفته السنوات الـ14 الماضية (قاصدًا حكم المحافظين) والذي هو بالتأكيد أسوأ مما كنا نظن".
التضامن مع أوكرانيا
متحدثًا على متن طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، والمتوجهة إلى رامشتاين في ألمانيا، حيث سيحضر أول اجتماع له لمجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا، تحدث "هيلي" للصحيفة الأمريكية قائلًا: "فخور بأن المملكة المتحدة كانت متحدة في دعم أوكرانيا، وكنت وكير ستارمر مصممين، على استمرار هذا بعد تولى حكومة حزب العمال".
وبالتزامن مع القمة في ألمانيا، أعلنت المملكة المتحدة عن بيع 650 نظامًا صاروخيًا متعدد الأدوار بقيمة 162 مليون جنيه إسترليني لتعزيز الدفاعات الجوية لأوكرانيا، وتتوقع وزارة الدفاع أن يتبع ذلك طلب أكبر في العام المقبل.
وخلال زيارته، سيؤكد وزير الدفاع تمديد عملية "إنترفلكس"، وهي برنامج التدريب البريطاني للقوات المسلحة الأوكرانية، حسبما صرح مسؤولون حكوميون للصحيفة الأمريكية، وسيستمر البرنامج الذي ساعد حتى الآن 45 ألف مجند أوكراني، حتى عام 2025.
تقول الصحيفة: "يؤكد هذا سعي "هالي" إلى إثبات أن المملكة المتحدة لا تزال في طليعة الجهود الرامية إلى صد الهجوم الروسي في أوكرانيا منذ تولي حزب العمال منصبه".
رجل أوكرانيا
تنقل الصحيفة عن مساعدي وزير الدفاع البريطاني إن طموحه كان أن يُنظر إليه باعتباره "رجل أوكرانيا" في الحكومة البريطانية، وهي المكانة التي يمكن القول إنها كانت من نصيب سلفه المحافظ بن والاس حتى وقت قريب، والذي نال استحسان الحلفاء لالتزامه القوي بأوكرانيا، وكان يُنظر إليه في وقت ما على أنه منافس لمنصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي.
وكان هالي شغل منصب وزير الدفاع في حكومة الظل في المعارضة، وحافظ على علاقات دافئة مع والاس، على الرغم من كونهما على جانبين مختلفين، ويريد التأكد من أن الحكومة الجديدة تستأنف من حيث توقف.
ويزداد حديث وزير الدفاع الجديد أهمية في ظل احتمال مواجهة أوكرانيا لشتاء قاسٍ آخر تحت القصف الروسي. ورغم أن التوغل في غرب روسيا أعطى الأمل للأوكرانيين، فإنه لم يغير أساسيات الصراع، إذ يتمتع الرئيس فلاديمير بوتن بميزة من حيث القوى العاملة والمعدات والذخيرة.
وقال "هالي" إن أوكرانيا تدخل "مرحلة حرجة" بعد مرور 1000 يوم على العملية الروسية، وهو ما "يجعل من المهم للغاية الوقوف إلى جانب أوكرانيا".