لا تزال جامعات العالم تشهد احتجاجات طلابية مؤيدة لفلسطين، وفي حين يتم اعتقال بعض من يشاركون في المظاهرات، تسعى العديد من الجامعات إلى السيطرة عليها من خلال فرض قوانين أكثر صرامة مع بداية العام الدراسي الجديد.
وأوقفت شرطة الدانمارك، الأربعاء الماضي، محتجين خلال مظاهرة بجامعة كوبنهاجن للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والدعوة لقطع العلاقات مع جميع المؤسسات التعليمية التي ترتبط بالاحتلال.
ووثقت مشاهد نشرها ناشطون على منصات التواصل جوانب من تلك المظاهرة واقتياد الشرطة لبعض الطلاب وسط هتافات المحتجين المناصرة لفلسطين والداعمة للمعتقلين.
وفي أستراليا، تظاهر عدد من طلاب جامعة موناش في ملبورن، الثلاثاء الماضي، داخل حرم الجامعة، مطالبين الإدارة بضرورة قطع العلاقات مع إسرائيل، مرددين شعارات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وهتفوا بالحرية لفلسطين.
وفي سياق آخر، بدأت جامعات أمريكية باتخاذ إجراءات أكثر صرامة في العام الدراسي الجديد في أعقاب الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين التي انطلقت من جامعة كولومبيا منتصف أبريل الماضي.
وبحسب معلومات حصلت عليها وكالة "الأناضول" التركية، أحاطت إدارة جامعة كولومبيا المساحات الخضراء في الحرم الجامعي بأسلاك شائكة، وانتشرت ادعاءات بأن إدارة الجامعة حاولت جلب "مسؤولي السلام" الذين لديهم سلطة الاعتقال، إضافة إلى 290 عنصر أمن في الحرم الجامعي مطلع أغسطس الماضي.
وأعلنت إدارة جامعة فيرجينيا أنه بموجب قراراتها الجديدة، لن يسمح بأي أنشطة خارجية بين الساعة 02:00 و06:00 بالتوقيت المحلي.
وذكرت أنه لا يمكن لأي خيمة لا يتم استخدامها في الأنشطة الجامعية أن تبقى في أرض الجامعة لأكثر من 18 ساعة، مع منع النوم في الحرم الجامعي من منتصف الليل وحتى الساعة 06:00 صباحًا.
وقررت إدارة جامعة بنسلفانيا منع التخييم والتظاهرات الليلية داخل حدود الجامعة، وبررت القرار بأنه جاء حرصا على سلامة الطلاب والموظفين. وذكرت الإدارة أنه يجب تبليغها بالفعاليات المقرر عقدها في الحرم الجامعي قبل 48 ساعة على الأقل.
وأعلنت جامعة "كيس ويسترن ريزيرف" أنه يجب الحصول على إذن خطي من الإدارة للاحتجاجات التي يزيد عددها على 20 شخصًا وتتجاوز الساعتين.
وشددت إدارة الجامعة، التي اشترطت أن تكون التظاهرات بين الساعة 08.00 و20.00، على عدم السماح باستخدام الألعاب النارية ونصب الخيام وعرض الصور والفيديوهات على المباني.
ووفقًا لصحيفة "نيو يورك تايمز" الأمريكية، فرضت جامعة فاندربيلت على جميع الطلاب الجدد حضور اجتماعات إلزامية حول نهج الجامعة في حرية التعبير، على أمل أن تساعد افي الحفاظ على النظام.
وانتقد العديد من نشطاء الطلاب وأساتذة جامعة فاندربيلت قواعد الجامعة باعتبارها قمعًا لحرية التعبير، وحتى الجامعات ذات التاريخ الحازم في التعامل مع الاحتجاجات.
ومن جهتها، أدانت رابطة أساتذة الجامعات الأمريكية سياسات القمع التي تتبعها الجامعات ضد الاحتجاجات السلمية، وذكرت أن الإجراءات المتخذة تقوض حرية التعبير وتثني الطلاب والأكاديميين عن المشاركة في الاحتجاجات والمظاهرات.
وأكدت أن معظم هذه القرارات فُرِضت بشكل أحادي من قبل إدارات الجامعة دون استشارة أعضاء هيئة التدريس.