سلط اعتقال أكثر من مئة من طلاب جامعة كولومبيا، الذين كانوا يحتجون ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، مزيدًا من الضوء على الحركة الأكثر نشاطًا المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة، وهي تلك التي يتم تنظيمها في حرم الجامعات في أنحاء البلاد.
نظم الطلاب في الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجات واعتصامات، ومؤخرًا نظموا مخيمات، آملين أن يتم تشجيع الجامعات على سحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقات بجيش الاحتلال.
وفي حين تم نقل البعض إلى المستشفى بسبب الإضراب عن الطعام، كرّسَ آخرون حياتهم خلال الأشهر الستة الماضية من أجل الاحتجاجات، وينتظر العشرات من الطلاب معرفة ما إذا كانوا سيواجهون اتهامات جنائية بعد الاعتقالات في جامعات كولومبيا وبراون وييل وأماكن أخرى.
ويقول الطلاب المحتجون إن الجهود المستمرة منذ أشهر تستحق العناء، ويشيرون إلى أن الكليات الأمريكية استجابت في السابق لحملات سحب الاستثمارات الطلابية من خلال بيع حصص مالية في الشركات التي استثمرت في جنوب إفريقيا في عهد الفصل العنصري، وسحب الاستثمارات من الشركات التي تعاملت مع الحكومة السودانية أثناء مشاركتها في حرب أهلية دموية، كدليل على احتمالية نجاح احتجاجاتهم.
انتهى الأمر بـ"رانيا أمين" (25 عامًا) طالبة بجامعة ماكجيل والمولودة في المغرب، بقضاء ستة أيام في المستشفى، بعدما أضربت عن الطعام لمدة 34 يومًا كجزء من نظام الإضراب عن الطعام الذي لا يزال مستمرًا في الجامعة.
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، قالت "أمين": "لقد عانيت بالتأكيد من أعراض جسدية، لكن ذلك لا يقارن بما نعرفه عمّا يعانيه الأشخاص كل يوم في غزة".
ومنذ أكتوبر، نظم طلاب جامعة ماكجيل، في مونتريال بكندا، مسيرات واحتجاجات، مطالبين بالتوقف عن الاستثمار في الشركات التي تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة وغيرها من المواد.
وتظهر الوثائق الموجودة على موقع شركة ماكجيل أنها تمتلك استثمارات في شركات من بينها لوكهيد مارتن، وهي شركة مقاولات دفاعية باعت طائرات مقاتلة لإسرائيل.
وقالت كاثرين إلياس، وهي طالبة في جامعة كولومبيا، وهي من أصول لبنانية أيرلندية: "ذهبت إلى فلسطين لتدريس اللغة الإنجليزية في أحد مخيمات اللاجئين عندما كان عمري 19 عامًا، خلال عطلة الصيف.. أعتقد أنها كانت تجربة مصيرية حقًا لي.. لقد كان منظورًا مختلفًا تمامًا لرؤيته نقاط التفتيش، ومشاهدة العنف والفظائع الخالصة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال كل يوم".
وقال أفيري إيدي، في حديثه للصحيفة ذاتها، إنه "بعد قضاء أسبوع في الضفة الغربية المحتلة، دمرتني رؤية الفظائع الوحشية وتغيرت رؤيتي للعالم".
وأمضى إيدي (24 عامًا) ثمانية أيام في إضراب عن الطعام بينما ناشد الطلاب في جامعة ييل الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات المصنعة العسكرية. وقال إيدي: عانى الطلاب المضربون عن الطعام من الدوخة وخسروا 16 رطلًا من وزنهم.
وأضاف: "لكن لا شيء من هذا يقارن بنصف مليون شخص يعانون من المجاعة في غزة.. كان لدي سقف فوق رأسي، وكان لدي إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة، ولم يكن على أن أخشى التعرض للقصف أو إطلاق النار أو الإبعاد القسري عن منزلي".