شهدت فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي عرض فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" - أول عمل سينمائي مصري - يُعرض في المهرجان المرموق منذ 12 عامًا، ويعد أيضًا الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج خالد منصور.
الفيلم يعد تحية قوية للقاهرة والعلاقة الخالدة بين الشخص وكلبه، حسبما يصفه مقال للصحفي رازميج بيديريان بصحيفة the national news، إذ تدور قصة الفيلم حول "حسن" حارس أمن قليل الكلام وفي الثلاثينات من عمره، وصديقه المقرب رامبو" وهو الكلب الذي يحمل اسمه عنوان الفيلم، ويجسد دوره كلبان مختلفان، لكن متشابهان في الشكل ومدربان تدريبًا عاليًا.
ويبدأ الفيلم مع "حسن" الذي على وشك الطرد من المنزل الذي يعيش فيه مع والدته، وكلبه، ويسعى مالك المنزل "كارم"، إلى هدمه لتوسيع ورشته، وفي أثناء مشاجرة بين الاثنين، يندفع "رامبو" من المنزل لحماية حسن من مضايقات كارم، فيعضه، وخوفًا من انتقام صاحب المنزل، ينطلق الشاب لحماية كلبه، في رحلة تأخذه إلى الجانب الآخر من القاهرة، بينما تجبره على التفكير في ماضيه.
"بدأت تصوير الفيلم كصورة ذهنية غامضة وخافتة"، هكذا تحدث مخرج العمل عن فيلمه لصحيفة the national news قائلًا: "لمدة نحو 6 سنوات، كانت لديّ هذه الصورة الضبابية في ذهني لرجل يعانق كلبه"، مضيفًا أنه لم يكن متأكدًا في البداية من سبب انبهاره بهذه الصورة، لكنه كان يعلم بأنها ستكون بمثابة الأساس لمشروع فيلم، وشعر أن هناك شيئًا لاستكشافه حول هذا الارتباط القوي بين هذين النوعين، اللذين يعيشان معًا في ظلام دامس.
ولكن لم يشعر منصور بأنه قادر على تطوير فكرته إلى قصة إلا بعد وقوع حادث مأساوي، إذ قتل أشخاص كلبًا أمام جيرانهم انتقامًا لأن الكلب عض أحدهم، وسرعان ما انتشر مقطع فيديو للحادث على الإنترنت وأثار موجة من الغضب. وفي عام 2015، حُكِم على المتورطين بالسجن لمدة 3 سنوات.
يقول منصور: "شعرت بالغضب والانزعاج عندما شاهدت الفيديو، في تلك اللحظة، قررت دمج هذه الصورة الضبابية مع هذا الحادث".
ونال الفيلم اهتمام صحف عالمية كبرى مع عرضه في فينيسيا، إذ وصفه تقرير لصحيفة "فارايتي"عن الأفلام العربية بالمهرجان بأنه أحد الأفلام التي تمثل اتجاهات جديدة في السينما المصرية. كما حظى الفيلم بتصفيق حار لمدة نحو 5 دقائق عقب عرضه في فينيسيا، إذ عبر صناعه في مؤتمر صحفي عن سعادتهم بردود الفعل وعبارات الإشادة التي تلقوها من الحضور، مشيرين إلى أن عرض الفيلم بمهرجان فينيسيا يعد بمثابة الحلم الذي تحقق.
وخلال المؤتمر أكد مخرج الفيلم خالد منصور، أن العمل واجه عدة صعوبات، منها التصوير في أكثر من 35 مكانًا مختلفًا، وكلها جديدة يتم التصوير فيها لأول مرة، وهو ما أكدته المنتجة رشا حسني، مشيرة إلى أن صعوبات الفيلم الكثيرة أجبرتهم على أن يستغرق تصويره وقتًا أطول.
وحرص على حضور المؤتمر الصحفي للفيلم أيضًا، أبطاله عصام عمر، ركين سعد، أحمد بهاء، والكلب رامبو، والمنتج محمد حفظي، إضافة إلى فريق العمل السيناريست محمد الحسيني، مدير التصوير أحمد طارق بيومي، مصممة الملابس ناردين إيهاب، المونتير أحمد الجندي، الموسيقار أحمد مصطفى زكي، مصمم الصوت محمد صلاح، مصمم فني وديكور مارك وجيه، منتج منفذ محمد جمال، وعدد من فريق العمل.