رشا حسني: حلمت بالتواجد في "فينيسيا" قبل انتهاء العمل
استعنا بمدربين متخصصين لاختيار كلاب "شارع" مناسبة للفيلم
جائزتي الحقيقية أن يرى الجمهور العمل بعد رحلة امتدت 8 أعوام
"البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" حلم راود أصحابه منذ 8 أعوام، رحلة شاقة بين صعود وهبوط، صعوبات كثيرة لم تضعف من عزيمة المخرج خالد منصور، المؤلف محمد الحسيني والمنتجة رشا حسني، في تقديم فيلمهم الروائي الطويل الأول بالشكل الذي طمحوا إليه، فقد سعوا لأن يكون العمل على قدر الحلم وصعوبته إلى أن وصلوا لوضعه ضمن قائمة الأفلام المقرر عرضها في النسخة 81 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي التي تُقام في الفترة من 28 أغسطس وحتى 7سبتمبر المقبل.
اسم غير قابل للتغيير
الفيلم رحلة آمن بها أصحابها لتجسيد قصة شاب يدعى "حسن" في الثلاثينات من عمره، يقع كلبه في موقف صعب ويطارده جاره ويحاول قتله، ويضطر صاحبه لأن يخوض رحلة لمحاولة إيجاد منفذ آمن لكلبه الذي يعتبره صديقه الوحيد.
ولم يكن لدى الثلاثي أدنى تخوف من اسم الفيلم الطويل بل كان بالنسبة لهم من الأمور التي لا يمكن تغييرها في الفيلم، فتقول المنتجة الشابة رشا حسني: "نؤمن باسم الفيلم وما نقدمه، والتخوفات كنا نسمعها من الموزعين والمنتجين، ولكن بالنسبة لنا كان لدينا قناعة أنه مناسب ويعبر عن القصة التي نجسدها للجمهور، إلى جانب أن اسم "رامبو" سيكون متداولًا بين الناس عند طرح الفيلم".
رحلة إنتاج
"أول خبرتي الإنتاجية بدأت من خلال رامبو".. هكذا تبدأ "رشا" حديثها حول دخولها عالم الإنتاج وتقول: "المخرج خالد منصور صديقي وشجعني لدخول هذا العالم، ووثق بي، فأنا أعرفه منذ عام 2014 من خلال ورشة إخراج وطوال الوقت كان يثق في رأيي ونتناقش حتى عملنا معًا على الفيلم، وبدأ يشجعني لتلك التجربة".
لم يتوقف الأمر بالنسبة لـ "رشا" على دعم خالد، إذ قررت أن تتعلم وتتوغل في هذا العالم لتبدأ رحلة البحث عن إنتاج لـ "رامبو"، وتقول: "نحن على يقين من البداية أن الفيلم لن ينفذ بالطرق التقليدية، واستفدت من سفري وتواجدي في المهرجانات المختلفة، وتقدمنا لأكثر من منحة حتى حصلنا على 3 منح في التطوير والإنتاج ، واكتمل الحلم بدخول المنتج محمد حفظي معنا ودعمنا قبل عام من بدء التحضير، وتحمس للفكرة، رغم كوننا شبابًا أغلبنا يخوض تجربته الأولى في الأفلام الروائية".
حماس "رشا" وأصدقائها جعلهم متمسكين بألا ينتجوا فيلمًا أقل مما يحلمون به وتقول: "نموذج إنتاج الفيلم غير تقليدي بالمرة، ونحن أردنا ألا نقدم عملًا ضعيفًا أو قصته تقليدية واستطعنا أن نقدم ما نريد ومن سيراه سيشعر بالجهد المبذول في كل مراحله، وهو المستوى الذي لم نتنازل عنه من البداية".
التعامل مع الكلاب
الفيلم يظهر به كلبان يشاركان الأبطال القصة ولهما دور مؤثر في أحداث العمل، لذلك لم يكن التعامل معهما أمرًا سهلًا، ولكن المخرج خالد منصور عمل على هذا الأمر باحترافية وتقول المنتجة المصرية: "التحكم في الكلاب صعب، خصوصًا مع التصوير في 35 لوكيشن وعدم ظهورها في أي عمل سينمائي من قبل، ولكن تعاملنا مع الأمر وقمنا بعمل اختبارات لإيجاد الكلاب المناسبة واستعنا بمدربين وأكاديمية متخصصة وكان معنا مدرب متخصص؛ لأننا أردنا كلابًا من الشارع، وبالفعل وجدناها بعد رحلة بحث وخضعت للفحوصات والتطعيمات، وتم تدريبها لمدة شهرين".
وحول تعامل الأبطال معها وتدريبها على المشاهد تقول: "عصام عمر بطل العمل كان يذهب 5 مرات في الأسبوع ويتدرب مع الكلاب على مدار 4 شهور حتى تتعرف عليه وعلى فترات كان يذهب إليها أحمد بهاء الذي يتواجد في مشاهد معها أيضا وبالفعل نجحنا".
ثقة بفريق العمل
على الرغم من كون الفيلم التجربة الأولى للمخرج خالد منصور في الفيلم الروائي الطويل، إلا أن رشا حسني كانت تؤمن بموهبته وتقول: "كنت متأكدة أنه يستطيع أن يقدم الفيلم بالشكل الرائع والمطلوب ولم يكن لديّ شك أنه سيخرج عملًا رائعًا، وعصام عمرو رغم أنه لم يقدم فيلمًا روائيًا طويلًا من قبل إلا أنني انبهرت بموهبته والتزامه وتركيزه وحبه لفنه، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على أحمد بهاء الذي تعلم التمثيل من أجل أن يقدم دوره على أكمل وجه وكذلك ركين سعد".
وتابعت: "المخرج خالد منصور كان حريصًا أيضًا على أن يختار أماكن تظهر لأول مرة، وقمنا بعمل معاينات كثيرة اخترنا منطقة السيدة زينب كمنطقة مهمة للأحداث بجانب 34 لوكيشن آخر، ووصلنا لأماكن داخلية لم يصور بها من قبل".
لحظات صعبة
الطريق أمام رشا حسني وأصدقائها صناع الفيلم لم يكن سهلًا، ولكن لم يضعف من عزيمتهم، إذ تقول: "مرت علينا لحظات صعبة خصوصًا حينما تم رفض بعض المنح التي قدمنا عليها، ولكن كنا نمر سريعًا ونتحمس ونعود مرة أخرى إلى حلمنا وكان بداخلي يقين أننا قادرون على أن نكمله بالشكل الذي نريده".
مهرجان فينيسيا
كلل مجهود رشا حسني وكل من معها في العمل بإعلان مهرجان فينيسيا اختيار الفيلم ليكون ضمن العروض الرسمية للنسخة 81 وحول ذلك تقول: "كنا نعلم قبل أسبوع من الإعلان عن مشاركة العمل في المهرجان، ولكن الأمر اختلف تمامًا مع الإعلان الرسمي وشعرنا أننا نسمع عن المشاركة لأول مرة وأن هذا حلم، وخصوصًا مع الاحتفاء الكبير بهذا الخبر، ولم نصدق أن الفيلم الذي كنا نحلم بتنفيذه وصل فينيسيا، أحد أعرق المهرجانات في العالم، وأنا من البداية حلمت بالتواجد به، وأخبرت من حولي أن فرحتي ستكتمل بتواجدي هناك".
وتابعت: "زاد الفخر بالنسبة لنا لكوننا مجموعة شباب حلموا بفيلم وآمنوا بموهبتهم ووصلوا إلى فينيسيا، بالإضافة إلى أن تواجدنا هو عودة بعد غياب 12 عامًا عن تواجد الأفلام المصرية بالمهرجان، كما أسعدنا أننا عملنا مع فريق عمل موهوب وشغوف بما يقدمه، وهم مدير التصوير أحمد بيومي ومهندس الديكور مارك وجيه الذي بذل مجهودًا لتكون الديكورات طبيعية وناردين مصممة الملابس التي أبهرتني بموهبتها، وياسر عزمي المونتير الذي أعطى العمل أبعادًا درامية رائعة، ومحمد صلاح مصمم شريط الصوت وأحمد مصطفى زكي الذي يقدم الموسيقى الخاصة بالعمل، وأحمد الجندي الذي بذل مجهودًا في تلوين العمل وأكمل الصورة النهائية".
جائزة حقيقية
تؤكد "رشا" أن جائزتها الحقيقية كانت لحظة إعلان مشاركتها في مهرجان فينيسيا وأن يرى الجمهور الفيلم، منوهة في حديثها: "أنا سعيدة أن العمل شجع الشباب وأعطاهم الأمل لأن يكملوا في مشوارهم وهذا أكثر ما يفرحني".