تتوالى ردود الفعل الرافضة للأكاذيب التي ساقها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حول محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وقطاع غزة، من أجل تبرير احتلال المحور، ومواصلة الحرب على غزة.
وبالأمس تسبب نتنياهو في حالة كبيرة من الغضب بين أهالي المحتجزين والمتظاهرين والمعارضة السياسية، بعدما ألقى خطابًا نسف فيه، بحسب شبكة "سي. إن. إن" أي محاولات للتهدئة، حيث يرى من وجهة نظره، أن بقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا مهم لمنع تكرار أحداث 7 أكتوبر.
وأصر "نتنياهو" على البقاء في "فيلادلفيا" زاعمًا: "علينا أن نبقى في المحور، إنه أمر حيوي لأمن إسرائيل. إذا خرجنا من هناك، فسيكون من الصعب علينا العودة. هذا وقت حرج في الحرب للحفاظ على المحور، وإلا فلن نتمكن من تحقيق أهداف الحرب".
وقوبلت مزاعم نتنياهو حول "فيلادلفيا" برفض مصري تام، أصدرت على أثره وزارة الخارجية المصرية بيانًا لها، أمس الثلاثاء، أعربت فيه عن رفضها التام لتصريحات نتنياهو.. "التي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة".
وأكدت الخارجية المصرية: "رفض مصر لكافة المزاعم التي يتم تناولها من جانب المسؤولين الإسرائيليين في هذا الشأن" وحمّلت "الحكومة الإسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية، التي تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة".
وأخيرًا، قال مصدر مصري رفيع لقناة "القاهرة الإخبارية"، إن مصر "جددت تأكيدها لجميع الأطراف المعنية بعدم قبولها أي وجود إسرائيلي بمعبر رفح أو محور فيلادلفيا".
وتضامنت الدول العربية مع مصر في رفض مزاعم نتنياهو حول فيلادلفيا، وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان لها، أمس الثلاثاء، إنها ترفض "كل المزاعم التي يروّج لها مسؤولون إسرائيليون في محاولات عبثية لتبرير العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية المحتلتين".
ووصفت الخارجية الأردنية هذه المزاعم بأنها تمثل تحريضًا مدانًا وتُزيد من التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، مُعتبرة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، حول محور فيلادلفيا "مزاعم لا أساس لها، تستهدف عرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل لصفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة".
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للتصريحات الإسرائيلية بشأن محور فيلادلفيا، والمحاولات العبثية لتبرير الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقوانين والأعراف الدولية، مؤكدةً تضامنها ووقوفها إلى جانب جمهورية مصر العربية الشقيقة في مواجهة تلك المزاعم الإسرائيلية.
وأعربت وزارة الخارجية العراقية، أمس الثلاثاء، عن إدانتها الشديدة للتصريحات الصادرة عن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي تستهدف عرقلة جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بهدف استمرار الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها قوات الاحتلال.
وأكدت الوزارة العراقية تضامنها الكامل مع مصر في مواجهة هذه المزاعم الباطلة، وترفض محاولات الاحتلال الإسرائيلي تزييف الحقائق وتضليل المجتمع الدولي عبر الأكاذيب المتعلقة بالشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، ما يُنذر بتصعيد خطير للعنف في المنطقة.
وأعربت دولة قطر عن تضامنها التام مع جمهورية مصر العربية الشقيقة، ورفضها لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي التي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة جهود الوساطة المشتركة الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الرهائن والمحتجزين.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها، أمس الثلاثاء، أن نهج الاحتلال الإسرائيلي القائم على محاولة تزييف الحقائق، وتضليل الرأي العام العالمي بتكرار الأكاذيب والأباطيل، سيقود في نهاية المطاف إلى وأد جهود السلام، وتوسعة دائرة العنف في المنطقة.
وداخل إسرائيل، اتهم أهالي المحتجزين في غزة، وفقًا للقناة 13 الإسرائيلية، خطاب نتنياهو بأنه مليء بالأكاذيب والتلفيق، مشيرين إلى أنه اختار مبدأ التخلي بدلًا من إنقاذ الأرواح وإعادة المحتجزين، ولن يسمحوا بمزيد من المساعدة لهذا المخطط الإجرامي.
وقال عضوا مجلس الحرب، الوزير السابق بيني جانتس، وجادي آيزينكوت، في بيان مشترك، مساء أمس الثلاثاء، أن "محور فيلادلفيا لا يشكل خطرًا استراتيجيًا على دولة إسرائيل. الوضع الاستراتيجي لدولة إسرائيل لن يسقط على طريق فيلادلفيا".
وجاء في البيان، أن "بعض الحجج التي قدمها نتنياهو لا أساس لها من الصحة"، وأن "رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يقل الحقيقة، وأخّر القدرة على المضي قدمًا في صفقة التبادل بشكل سلس ".
وهاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، مجددًا نتنياهو، مذكرًا إياه بالأخطاء المتتابعة بدءًا من دخول رفح الفلسطينية، ووصولًا إلى نية البقاء على محور "فيلادلفيا".
وكتب لابيد في حسابه على منصة "إكس": "نتنياهو لديه دائمًا عذر لاستمرار الحرب إلى الأبد.. والشيء الوحيد الذي يهمه هو عدم انهيار حكومته".
وخرج آلاف الإسرائيليين إلى شوارع تل أبيب ومدن أخرى في جميع أنحاء إسرائيل، أمس الثلاثاء، لليوم الرابع على التوالي للمطالبة بصفقة تبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ومساء أمس الثلاثاء، تجمع حشد من الناشطين خارج مجمع المباني الحكومية وسط تل أبيب، حيث يقع مقر وزارة الدفاع، ومنعت الشرطة حركة المرور في منطقة الاحتجاج.
واندلعت اشتباكات بين شرطة الاحتلال والمتظاهرين للمطالبة بإطلاق سراح المحتجزين عند شارع بيجن في تل أبيب، حيث أشعل المتظاهرون النار وهم يهتفون "لن نتخلى عنهم".