الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

احتلال فيلادلفيا.. خطوة نتنياهو الناسفة لجهود وقف إطلاق النار

  • مشاركة :
post-title
مظاهرات إسرائيلية حاشدة ضد نتنياهو

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مجددًا رفضه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، من خلال الإصرار على سيطرة قوات الاحتلال على محوري فيلادلفيا ونتساريم بالقطاع.

ويواجه نتانياهو غضبًا وضغوطًا متزايدة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل المحتجزين بالأسرى، بعد العثور على 6 جثث لمحتجزين في القطاع. وشارك مئات آلاف الإسرائيليين في احتجاجات على مستوى البلاد، ليلة الأحد. ودعت أكبر نقابة عمالية في إسرائيل إلى إضراب عام، أمس الاثنين، وهو ما استجابت له قطاعات واسعة.

وجاء الإضراب الشامل أمس الاثنين، استجابة لدعوة من رئيس اتحاد نقابة العمال "الهستدروت" للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الإضراب شمل المرافق التجارية والاقتصادية والصحية والتعليمية والمواصلات العامة، والوزارات الحكومية ومطار بن جوريون، وجاء في أعقاب مظاهرات شارك فيها عشرات آلاف الإسرائيليين، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس.

وخرجت مظاهرات ضخمة للإسرائيليين في عدد من الشوارع والمدن وصلت لحد إغلاق الشوارع والطرق الرئيسية في إسرائيل؛ لتفعيل الإضراب العام للضغط على حكومة نتنياهو لإتمام صفقة التبادل.

وأمام الإضراب الشامل والمظاهرات الحاشدة، أصر نتنياهو، أمس الاثنين، على البقاء في محور "فيلادلفيا" زاعمًا: "علينا أن نبقى في المحور، إنه أمر حيوي لأمن إسرائيل. إذا خرجنا من هناك، فسيكون من الصعب علينا العودة. هذا وقت حرج في الحرب للحفاظ على المحور، وإلا فلن نتمكن من تحقيق أهداف الحرب".

وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه في حين بدأت أطراف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، اتصالات في أعقاب مقتل 6 من المحتجزين في القطاع؛ من أجل دفع المفاوضات إلى الأمام، أقدم نتنياهو على خطوة "نسفت" هذه الجهود.

ونقلت الشبكة عن مصدر مطلع إنه في أعقاب الإعلان عن مقتل المحتجزين الـ6، "بدأت محادثات هاتفية لمناقشة سُبل دفع جهود اتفاق وقف إطلاق النار إلى الأمام، لكن مؤتمر نتانياهو الذي عقده الاثنين، وأعلن فيه أن قوات الاحتلال لن تغادر محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، نسف كل شيء". وصرح المصدر: "هذا الرجل نسف كل شيء في خطاب واحد".

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن نتنياهو يحاول إقناع الإسرائيليين بأهمية محور فيلادلفيا، في حين لم يتمكن من إقناع وزير دفاعه ولا رئيس الموساد ولا رئيس الأركان بذلك.

وأضافت هيئة البث الإسرائيلية، أن مسؤولين أمريكيين كبار أعربوا في محادثات مغلقة عن إحباطهم من خطوات نتنياهو الأخيرة.

وأشارت "سي إن إن"، إلى أن تصريحات نتنياهو التي حمّل فيها حماس مسؤولية مقتل المحتجزين الستة وتعثر المفاوضات، هي "محاولة من للحد من الضرر الذي قد يلحق به".

ولفتت الشبكة إلى أن نتنياهو "لا يواجه حاليًا فقط خصومه من اليسار الليبرالي، بل يخوض أيضًا معركة حتى الموت مع زعيم حماس، يحيى السنوار".

وأشار التحليل إلى أن التوقعات "قاتمة بالنسبة لإسرائيل، حيث تتلاشى فرص تحرير المحتجزين، بجانب أوراق نتنياهو السياسية".

وفي وقت سابق أمس الاثنين، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تصريحات لصحفيين نقلتها وكالة "رويترز"، إن اتفاقًا نهائيًا لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سرائح المحتجزين لدى حماس كان "قريبًا للغاية"، لكنه لا يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بذل جهودا كافية" للتوصل إلى هذا الاتفاق.

وأكد الرئيس الأمريكي أنه لا يعتقد أن نتنياهو يقوم بما يكفي لإبرام اتفاق تبادل المحتجزين مع حركة حماس، في ظل تمسك نتنياهو بالبقاء في محوري نتساريم وفيلادلفيا، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الأمريكية.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلًا عن أهالي المحتجزين، إن تصريحات الرئيس الأمريكي إثبات أن نتنياهو، يُعرقل التوصل لصفقة تبادل.

وقال بايدن، إنه مازال مستمرًا في التواصل في مفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في غزة، مع الأصدقاء في مصر وقطر، وليس مع رئيس نتنياهو نفسه.

وردًا على تصريحات نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا، علق بايدن خلال تصريحاته للصحفيين من أمام البيت البيض، قائلًا "ما زلنا نجري المفاوضات حول الاقتراح النهائي لصفقة المحتجزين".

وقال موقع "أكسيوس" الأمريكي، إن تصريحات بايدن الأخيرة عن المفاوضات بشأن قطاع غزة، تُشير إلى أن المقترح الذي يجري العمل عليه الآن سيتم الانتهاء منه دون التشاور بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وجددت مصر تأكيدها على ثوابت ومحددات أي اتفاق للسلام، وفي مقدمتها رفض الوجود الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح بشكل قاطع.

وقال مصدر رفيع المستوى لـ"القاهرة الإخبارية"، إنّ استمرار الحرب الحالية واحتمالية توسعها إقليميًا أمر في غاية الخطورة، وينذر بعواقب وخيمة على المستويات كافة.

وذكر المصدر أن الحكومة الإسرائيلية هي المسؤولة عن عدم الوصول إلى اتفاق هدنة، وتسعى لفرض واقع جديد على الأرض للتغطية على أزمتها الداخلية.