أثار قرار المملكة المتحدة بتعليق عدد من تراخيص بيع الأسلحة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، استياء الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، إذ كشف الخبراء عن أوراق يمكن لإسرائيل الاعتماد عليها في جعل بريطانيا تعيد النظر بسبب العواقب التي بحسبهم لا يمكن التنبؤ بها.
وأعلنت الحكومة البريطانية تعليق 30 ترخيصًا لتصدير الأسلحة لإسرائيل من أصل 350، بسبب مخاوف من استخدامها في انتهاك القانون الإنساني الدولي، وتشمل أجزاء ومكونات للطائرات المقاتلة والصواريخ والدبابات والتكنولوجيا والأسلحة الصغيرة والذخيرة، وطائرات درون ومعدات استهداف أرضي.
الذكاء البشري
وألمح ضابط كبير متقاعد في جيش الاحتلال الإسرائيلي لصحيفة التليجراف البريطانية، عن الوسائل التي تمتلكها إسرائيل لجعل الأمور ترتد وتؤذي المملكة المتحدة وتجعل للقرار عواقب يصعب التنبؤ بها على حكومة حزب العمال البريطاني، وتجعلهم يفكرون في التراجع.
وأشار إلى أنه في مقدمة تلك الأمور، القوات الخاصة البريطانية والعاملة على الأرض في سوريا والنقاط الساخنة بالشرق الأوسط، إذ كشف الضابط المتقاعد عن أن الجزء الأكبر مما وصفه بـ"الذكاء البشري" الذي يحافظ على سلامتهم وأمنهم يأتي من إسرائيل، بجانب عيون السماء التي تعمل من فوقهم في إشارة إلى طائرات الدرون.
حياة الجنود
لدى الجيش البريطاني ضباط وجنود ومستشارون عسكريون في نحو 145 منشأة عسكرية خارجية تقع في 42 دولة، من بينها قاعدة في سوريا، تم إنشاؤها خلال 2016، في محيط "معبر التنف" الحدودي، لتقديم الدعم اللوجستي والعسكري لحلفائها ومن أهمهم القاعدة الأمريكية بين الرقة والحدود العراقية.
ويرى أن هذا الأمر لا ينبغى أن يؤخذ باستخفاف، وفي الحالات القصوى قد يُعرض ذلك حياة مواطنين وجنود بريطانيين للخطر، مشيرًا إلى أنه قرار ستندم حكومة كير ستارمر عليه في النهاية، لأن الاستخبارات الإسرائيلية حيوية في المملكة المتحدة، وهذا هو الأسلوب الآخر.
الاستخبارات الإسرائيلية
تسهم الاستخبارات الإسرائيلية في مكافحة التهديدات الإرهابية بالمملكة المتحدة وأوروبا، التي أكد أنه وفقًا لمقياس مركز تحليل الإرهاب المشترك وجهاز المخابرات البريطاني "MI5"، ما زالت التهديدات موجودة في بريطانيا بمقدار النصف تقريبًا.
وبلغت قيمة مبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل منذ عام 2015، ما لا يقل عن 489 مليون جنيه إسترليني من الصادرات العسكرية، وبحسب التقارير الإعلامية، كان منهم 42 مليون جنيه إسترليني، عام 2022.
حجب المعلومات
لعبت أجهزة المخابرات الإسرائيلية، بحسب التليجراف، دورًا في إحباط مخطط لمهاجمة حفل تايلور سويفت في فيينا، كما أسهموا في سلسلة من الاعتقالات المتعلقة بمكافحة الإرهاب في ألمانيا والدنمارك، بعد تزويدهم بمعلومات حول المجموعات المرتبطة بالإرهاب.
وشدد الضابط الإسرائيلي على أن الاستخبارات بطبيعتها عمل تعاوني يعمل بكفاءة أكبر عندما تكون الثقة عالية والعلاقات جيدة، في إشارة إلى إمكانية حجب المعلومات ردًا على القرار البريطاني، الذي ستكشف الأيام مدى ثباته أمام أي ضغوطات داخلية وخارجية، أم ستندم على اتخاذه.