مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024 في الولايات المتحدة، تكشف تقارير حديثة عن تصاعد محاولات التأثير الخارجية، وخاصة من الصين، في تشكيل الخطاب السياسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، باستخدام حسابات وهمية لنشر دعاية معادية للغرب للتأثير على المستقبل السياسي الأمريكي.
حسابات وهمية
ووفق تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن هذه الحملات الرقمية تستخدم حسابات وهمية تنتحل صفة مواطنين أمريكيين، بهدف تعميق الانقسامات السياسية داخل البلاد.
وكشف تقرير صدر اليوم الثلاثاء، أن الصين تستخدم حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر مشاعر معادية للغرب، بهدف التأثير على الرأي العام الأمريكي قبيل انتخابات عام 2024، وتعتمد هذه الحملة على حسابات تنتحل شخصيات مواطنين أمريكيين بهدف إثارة الانقسامات السياسية داخل الولايات المتحدة.
الذكاء الاصطناعي
أشار تقرير شركة "جرافيكا" للاستخبارات إلى أن حملة التضليل المرتبطة بالدولة الصينية، والمعروفة باسم "سباموفلاج"، استخدمت تكتيكات عدوانية ومتطورة للتأثير على الخطاب السياسي الأمريكي عبر الإنترنت.
وأوضح التقرير أن بعض المحتويات السياسية التي تم نشرها أخيرًا ربما تكون قد أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، ما يبرز التقدم التقني في أدوات التأثير الرقمي المستخدمة.
شبكة "سباموفلاج"
ومنذ عام 2019، راقبت "جرافيكا" استخدام الحسابات المزيفة والمختطفة ضمن شبكة "سباموفلاج"، ففي بداياتها، كانت الشبكة تُعتبر ذات تأثير منخفض نسبيًا، حيث نادرًا ما تناولت الانتخابات الأمريكية بشكل مباشر.
ومع ذلك، بدأ هذا الوضع يتغير تدريجيًا، حيث بدأت هذه الحسابات في التعامل مع مواضيع حساسة تتعلق بالانتخابات بدءًا من انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، وزادت حدة أنشطتها منذ منتصف عام 2023، وفق "أكسيوس".
محاكاة الهوية الأمريكية
وتعمّقت الحملة في محاولات التأثير عبر محاكاة هوية مواطنين أمريكيين، فوفقًا لتقرير "جرافيكا"، تم تحديد 15 حسابًا على منصة إكس وحسابًا واحدًا على TikTok يدعون أنهم أمريكيون.
وأحد أبرز هذه الحسابات هو "Harlan Report"، الذي ادعى أنه وسيلة إعلامية أمريكية محافظة، ونجح في جذب جمهور كبير على الإنترنت، وقد قام الحساب بتغيير هويته عدة مرات، متقمصًا شخصيات مختلفة لدعم خطابه.
كشف الأنشطة المشبوهة
منذ عام 2017، عملت شبكة "سباموفلاج" على نشر محتوى منخفض الجودة عبر أكثر من 50 منصة وموقعًا إلكترونيًا، وأشار تقرير "معهد الحوار الاستراتيجي" إلى أن الشبكة استخدمت آلاف الحسابات لنشر هذا المحتوى، ما يجعلها واحدة من أكبر الحملات الرقمية المرتبطة بالصين.
وأكدت "جرافيكا" أن هذه الحسابات عملت بتناغم مع شبكة أوسع لتضخيم المنشورات، مشيرة إلى توسع محاولات انتحال الهوية الأمريكية بشكل أكبر مما كان متوقعًا.
تحديات مكافحة التأثير الخارجي
وفي ظل تزايد المحاولات الخارجية للتأثير على الانتخابات الأمريكية، يبقى السؤال الأهم هو مدى قدرة الولايات المتحدة على التصدي لهذه الحملات الرقمية، فبينما تحاول الصين تعميق الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي، يبقى التحدي الحقيقي في قدرة هذه الروايات على الانتشار وتأثيرها الفعلي على الساحة السياسية.
ومع تصاعد وتيرة الحملات الرقمية وتأثيرها على الخطاب السياسي في الولايات المتحدة، تظل محاولات التأثير الخارجية، وخاصة من الصين، تهديدًا قائمًا يجب مواجهته، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة المجتمع الأمريكي على التصدي لهذه الحملات والحفاظ على نزاهة العملية الديمقراطية.