في ساحة المنافسة الانتخابية الأمريكية، تتحول الأدوات والأساليب بشكل لافت مع كل حملة جديدة، لكن هذا العام، تتخذ حملة نائب الرئيس الأمريكي كامالا هاريس منحى مختلفًا، حيث تعتمد على السخرية والتكتيكات الجريئة في مواجهة منافسها الرئيس السابق دونالد ترامب.
تلك السخرية التي تتجاوز كونها مجرد أسلوب ترفيهي، لتصبح أداة فعّالة في جذب الانتباه والتأثير على سير الانتخابات، فكيف تجري الأمور بين المرشحين؟ وما انعكاسات تلك السخرية على المشهد السياسي الأمريكي؟
وفي تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي، رأى أن خطوة حملة هاريس ضد منافسها ترامب تعكس تغيرًا في استراتيجيات حملتها الانتخابية.
وبعد أن أشار الرئيس السابق دونالد ترامب إلى احتمالية انسحابه من مناظرة 10 سبتمبر المقبل، قامت حملة هاريس بنشر مؤثرات صوتية لدجاج يصرخ ويتذمر مرفقة بمقطع فيديو لترامب وهو يتحدث، ولم تكتفِ الحملة بذلك، بل أضافت أيضًا مجموعة من الرموز التعبيرية للدجاج في تغريدة أخرى.
حملة هاريس الأكثر جرأة
هذا التحول في التكتيكات يُظهر كيفية انتقال الفريق الرقمي الديمقراطي في ويلمنجتون بولاية ديلاوير من حملة بايدن الرئاسية الأكثر رسمية ولباقة إلى حملة هاريس الرئاسية الأكثر جرأة وقسوة.
ترامب، الذي كان دائم السخرية من الآخرين بإطلاقه ألقابا مثل "جو النعسان" و"هيلاري المخادعة" و"ماركو الصغير" و"جيب الضعيف" و"رون اللحم المفروم"، أصبح الآن هو المستهدف بالسخرية.
هذا التحول يمثل بُعدًا آخر من نهج "المحارب السعيد" الذي تنتهجه هاريس، الذي من المتوقع أن يزداد قسوة هذا الخريف.
التغطية الإعلامية
على الرغم من التكهنات حول انسحاب ترامب من المناظرة، فإن كبار مستشاريه أكدوا أنهم يتوقعون مشاركته، ويعود ذلك إلى أن كلا الجانبين لا يستطيع تحمل تبعات الظهور بمظهر المتخفي، ولأن ترامب نفسه يستمتع بتلك المشاهد.
وحققت هاريس مزيدًا من السيطرة على محادثات الحملة بعد التغطية الواسعة التي حظيت بها المعركة خلف الكواليس بشأن قضية "الميكروفونات الصامتة" أمس الاثنين، واستمرت في ذلك بعد مغادرتها شيكاغو في الأسبوع الأول بعد المؤتمر.
رد حملة ترامب
وعند سؤال حملة ترامب عن المنشورات الساخرة لحملة هاريس، أجاب مدير الاتصالات ستيفن تشيونج قائلًا: "التصرف مثل تلاميذ المدارس المتذمرين ليس استراتيجية سياسية، بل هو آلية للتكيف بالنسبة لحملة كامالا التي تعلم أن لديها مرشحة ضعيفة غير قادرة على أن تكون صادقة".
واضافت "إذا كان أي شخص يعتقد أن استخدام الرموز التعبيرية هو أسلوب رسائل متطور، فهو بعيد كل البُعد عن الواقع وخطورة التحديات التي يواجهها الأمريكيون بعد إدارة هاريس وبايدن الكارثية".