الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الانتخابات الأمريكية تلح على أوروبا باستراتيجية جديدة للتعامل مع واشنطن

  • مشاركة :
post-title
كامالا هاريس ودونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

"بين هاريس أو ترامب".. أصبحت الانتخابات الأمريكية محور اهتمام واسع في معظم الأوساط العالمية، وخاصة في القارة الأوروبية، فمع اقتراب الانتخابات التي ستُجرى في نوفمبر المقبل، يُتوقع أن تسود في واشنطن إحدى وجهتي نظر مختلفتين تمامًا بشأن التزامات الولايات المتحدة تجاه أوروبا.

العواقب المترتبة

في تقرير نشرته مجلة "فورين أفيرز"، أشارت إلى أن الأوروبيين يفكرون بشكل محموم في العواقب المترتبة على نتيجة الانتخابات بين المنافسين الرئيسيين، كامالا هاريس ودونالد ترامب، على أمل إيجاد صيغة تضمن نجاح العلاقات الأوروبية الأمريكية بغض النظر عن النتيجة.

في خطاب ألقته في ميونخ فبراير الماضي، أكدت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس التزام واشنطن القوي تجاه حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو). 

وتوقعت "فورين أفيرز" أن هاريس ستحافظ على دعم الرئيس جو بايدن لأوكرانيا، إضافة إلى الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع الشركاء الأوروبيين في حال خلفت بايدن في منصبه.

في المقابل، أعلن منافسها الجمهوري دونالد ترامب في فبراير الماضي أن روسيا تستطيع أن تفعل "كل ما تريد" تجاه أعضاء الناتو الذين لا ينفقون ما يكفي على الدفاع، مذكرًا الأوروبيين بأنه لا يولي الناتو أو التحالفات الأمريكية بصورة عامة أهمية كبيرة.

ل يجب على الأوروبيين التوصل إلى خطة جماعية للتعامل مع الولايات المتحدة بعد الانتخابات
الاستعداد لحالات الطوارئ

وترى المجلة الأمريكية أن الاستعداد لمواقف طارئة بناءً على هوية الفائز في الانتخابات هو نهج غير سليم، وبدلاًا من ذلك، يجب على الأوروبيين التوصل إلى خطة جماعية للتعامل مع الولايات المتحدة بعد الانتخابات، فإذا لم يقدموا جبهة موحدة، فقد يتنافسون فيما بينهم على دور "الصديق الأفضل" للولايات المتحدة أو يروجون لمبادرات فردية للحفاظ على انخراط الولايات المتحدة في أوروبا، حتى لو كانت تلك الجهود على حساب دول أوروبية أخرى.

الاستراتيجية الجديدة

بغض النظر عن الفائز بالبيت الأبيض في يناير 2025، تحتاج أوروبا إلى استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار التحولات الأخيرة في السياسة العالمية، وفي الولايات المتحدة، وكذلك في العلاقات عبر الأطلسي.

وفقًا لـ"فورين أفيرز"، تقلّصت شهية بقية العالم لتحمل الولايات المتحدة المسؤوليات العالمية، مع تصاعد التعددية القطبية الفوضوية. وفي الوقت نفسه، يتجه الأمريكيون بشكل متزايد نحو التقشف، بينما يظهر أن الساسة الأمريكيين أكثر اهتمامًا بالصين مقارنة بروسيا.

دونالد ترامب
تفاقم المخاوف

أدى احتمال فوز ترامب بولاية ثانية إلى تفاقم المخاوف التي تصاعدت في أوروبا منذ عام 2016، عندما أثارت صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب ترامب شكوكًا حول قوة المشروع الأوروبي وموثوقية حليفه الرئيسي.

على مدار السنوات القليلة الماضية، اتخذ الاتحاد الأوروبي بعض الخطوات للرد على هذا الغموض، ببناء أطر سياسية لعلاقاته مع الصين وتحديد أهدافه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتعزيز أمنه الاقتصادي والسيبراني، وتقييم بيئته الاستراتيجية والدفاعية.

إعادة التقييم

الوقت قد حان الآن لكي يعيد الاتحاد الأوروبي تقييم علاقاته مع الولايات المتحدة بنفس الطريقة، وبغض النظر عن النتائج المحتملة للانتخابات في نوفمبر، ستحتاج أوروبا إلى تحديد مصالحها الجماعية في الشراكة عبر الأطلسي، وتحديد ما تريد الحفاظ عليه وما تتوقعه من الولايات المتحدة.