الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تأجيل في الأولمبية والبارالمبية.. تلوث نهر السين عقبة أمام منافسات الترايثلون

  • مشاركة :
post-title
أصبحت جودة المياه في نهر السين مشكلة مرة أخرى في الألعاب البارالمبية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في قلب مدينة النور، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة، يُشكل نهر السين شريانًا تاريخيًا ينبض بالحياة والثقافة، لكن هذا النهر الذي طالما كان رمزًا للجمال والرومانسية يواجه اليوم تحديات بيئية جمة، تلقي بظلال من الشك حول قدرة باريس على استضافة أحداث عالمية كبرى.

وبعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية وبدء البارالمبية لعام 2024، عاد الحديث من جديد عن قضية جودة مياه النهر التي تؤثر على سلامة المنافسات الرياضية وتجذب انتباه العالم بأسره كقضية محورية.

رداءة نوعية المياه وتأجيل المنافسات

وأعلن منظمو دورة الألعاب البارالمبية في باريس عن تأجيل منافسات الترايثلون المقررة اليوم الأحد، بسبب تدهور جودة المياه في نهر السين، وهو القرار الذي جاء بعد هطول أمطار غزيرة أدت إلى زيادة تدفق مياه الصرف الصحي إلى النهر، ما تسبب في ارتفاع مستويات البكتيريا، مثل الإشريكية القولونية، إلى مستويات غير آمنة.

وتقرر تأجيل المنافسات إلى غد الاثنين، بشرط أن تُثبت اختبارات المياه صلاحيتها، وهذا الوضع يمثل تحديًا كبيرًا أمام جهود باريس لتنظيف النهر وتحقيق حلم السباحة العامة فيه، وهو وعد من الوعود الطموحة التي قطعتها المدينة قبل استضافة دورتي الألعاب.

تلوث نهر السين وقلق الرياضيين

وبعيدًا عن الألعاب البارالمبية، فحين استضافت باريس الألعاب الأولمبية أغسطس المنقضي لعام 2024، أثيرت مخاوف بشأن تلوث نهر السين، وهو ما كشفت عنه صحيفة "بوليتيكو" من خلال بيانات تشير إلى عدم سلامة المياه للسباحة خلال معظم أيام الأولمبياد، وهذه البيانات أثارت تساؤلات حول صحة وسلامة الرياضيين المشاركين في مسابقات السباحة والترايثلون.

وفقًا لتقرير "بوليتيكو"، أظهرت اختبارات المياه اليومية تجاوز مستويات البكتيريا، مثل الإشريكية القولونية والمكورات المعوية، للحدود الآمنة في عدة مناسبات خلال الأسبوع الأول من الأولمبياد.

وقد بلغت هذه التجاوزات ذروتها يوم سباق الترياثلون المختلط، حيث تم رصد مستويات من المكورات المعوية تجاوزت المعايير المحددة، ما أثار قلق المنظمين والرياضيين على حد سواء.

تأثير التلوث على الرياضيين والمنافسات

ونتيجة لتدهور جودة المياه، تم إلغاء العديد من تدريبات الرياضيين وتأجيل بعض السباقات، بما في ذلك سباق الترايثلون للرجال في الألعاب الأولمبية، على الرغم من هذه التحديات، استمرت اللجنة المنظمة في تأكيد سلامة المياه خلال الأحداث التي أقيمت في نهر السين، ما دفع بعض الرياضيين إلى انتقاد القرار، معتبرين أن الأولوية كانت لإبراز الصورة الجمالية للحدث على حساب سلامتهم.

وفي إطار التحضير لدورة الألعاب، أطلقت باريس مشروعًا طموحًا لتنظيف نهر السين بتكلفة بلغت 1.4 مليار يورو، وكان الهدف من هذا المشروع تحسين جودة مياه النهر ليصبح صالحًا للسباحة، ما اعتُبر إرثًا دائمًا للألعاب الأولمبية. ومع ذلك، أثار المشروع جدلًا واسعًا نظرًا لارتفاع تكلفته والتساؤلات حول فعاليته في تحقيق الأهداف المرجوة.

وتبقى جودة مياه نهر السين تحديًا بيئيًا كبيرًا يهدد بتأثيرات واسعة على الأحداث الرياضية التي تسضيفها باريس ومع استمرار الجهود لتحسين الوضع، تظل العين على نهر السين، منتظرة ما ستؤول إليه الأمور في الأسابيع والأشهر المقبلة.

وسوم :