الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سلامة السباحين مهددة بالأولمبياد.. 1.4 مليار يورو لم تنقذ نهر السين

  • مشاركة :
post-title
مبارايات الترياثلون في نهر السين

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في الوقت الذي تستضيف فيه باريس دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024، يلقي شبح تلوث نهر السين بظلاله على هذا الحدث العالمي، إذ كشفت صحيفة "بوليتيكو" عن بيانات جديدة تثير القلق حول جودة مياه النهر خلال فترة الألعاب الأولمبية، ما يضع علامات استفهام حول سلامة الرياضيين المشاركين في مسابقات السباحة والترياثلون.

بكتيريا تتجاوز الحدود الآمنة

وفقًا لـ"بوليتيكو"، أظهرت بيانات شركة "إو دو باري" لمرافق المياه أن جودة المياه لم تكن آمنة للسباحة في معظم أيام الأولمبياد، وكانت الحالة مثيرة للقلق بشكل خاص يوم الاثنين، وهو اليوم الذي أقيم فيه سباق الترياثلون المختلط.

وأوضحت الصحيفة أن الاختبارات اليومية كانت تقيس وجود نوعين من البكتيريا، وهما البكتريا الإشريكية القولونية "الإكولاي" والمكورات المعوية "الإنتركولاي" وقد تم رصد مستويات عالية من بكتيريا الإشريكية القولونية في النهر مرة واحدة على الأقل خلال كل يوم من الأسبوع الأول للأولمبياد، باستثناء يومي 30 و31 يوليو، وهما اليومان اللذان أقيم فيهما سباقا الترياثلون للرجال والسيدات.

تجاوز لمعايير السلامة

كشفت "بوليتيكو" أن يوم سباق الترياثلون المختلط شهد تجاوزًا لمعايير السلامة، إذ تم رصد تركيز للمكورات المعوية بلغ 436 وحدة تكوين مستعمرات لكل 100 مللي لتر، وهو ما يتجاوز معيار السلامة المحدد بـ 400 وحدة، وتم اكتشاف هذا المستوى في نقطة اختبار واحدة في الساعة 5:45 صباحًا، أي قبل أقل من ثلاث ساعات من بدء السباق.

وعلى الرغم من ذلك، أكدت المُتحدثة باسم أولمبياد باريس 2024، آن ديشامب، في مؤتمر صحفي عقد في اليوم التالي للحدث، أن السباق تم السماح بإجرائه؛ لأن هذا الاختبار المحدد تم إجراؤه في مكان خارج مسار السباق.

خريطة نقاط الاختبار

أوضح تقرير "بوليتيكو" أن مدينة باريس تقوم بقياس جودة المياه يوميًا في أربع نقاط محددة على طول النهر، ويتم اتخاذ القرارات بشأن إجراء التجارب والمنافسات بناءً على هذه النتائج وعوامل أخرى مثل توقعات الطقس ورائحة ولون المياه.

وفقًا لمعايير الاتحاد الدولي للترياثلون، يجب ألا تتجاوز وحدات تكوين المستعمرات من الإشريكية القولونية 1000 وحدة لكل 100 مللي لتر من المياه، بينما يجب أن تكون مستويات المكورات المعوية أقل من 400 وحدة.

تقيؤ لاعب الترياثلون الكندي تايلر ميسلاوتشوك بعد عبوره خط النهاية
تأثير التلوث على الرياضيين

كشف التقرير أن المستويات العالية من البكتيريا، أدت إلى إلغاء العديد من التدريبات وتأجيل سباق الترياثلون للرجال مرة واحدة.

ومع ذلك، استمرت اللجنة المنظمة للأولمبياد في الإعلان عن سلامة المياه للسباحة خلال كل حدث أقيم في نهر السين.

وفي هذا السياق، نقلت "بوليتيكو" تصريحات للعداءة الإسبانية ميريام كاسياس، التي شاركت في كل من سباق التتابع المختلط وسباق الترياثلون للسيدات، حيث قالت للصحيفة الرياضية الإسبانية "ماركا": "لم يفكروا في الرياضيين على الإطلاق، فكروا أكثر في المشهد والصورة، لجعله يبدو جميلًا وقابلًا للتسويق مع نهر السين."

مشروع تنظيف النهر

أشارت "بوليتيكو" إلى أن مشروع تنظيف نهر السين، الذي تكلف 1.4 مليار يورو، كان جزءًا رئيسيًا من عرض باريس لاستضافة الألعاب، ومع ذلك، فقد أثار المشروع جدلًا كبيرًا نظرًا لارتفاع تكلفته والتساؤلات حول فعاليته.

وجدير بالذكر أن هذا المشروع كان يهدف إلى تحسين جودة مياه النهر لتصبح صالحة للسباحة، وهو ما كان يُنظر إليه كإرث دائم للألعاب الأولمبية في باريس في المستقبل.