في تصعيد إسرائيلي جديد، لكن هذه المرة على جبهة الضفة الغربية المحتلة؛ أطلق جيش الاحتلال سلسلة من العمليات المنسقة في جنين ونابلس وطوباس وطولكرم، حيث قال إنه استهدف 9 فلسطينيين، في حين أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للاقتحامات وتنفيذ عمليات نوعية.
وأكدت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، أن العملية التي بدأها الجيش شمالي الضفة هي الأوسع منذ عملية "السور الواقي" في عام 2002، وأنها تتم بمشاركة سلاح الجو وقوات كبيرة.
وحذّرت الأمم المتحدة من أن العملية العسكرية الواسعة النطاق التي بدأتها إسرائيل الأربعاء في الضفة الغربية المحتلة "تهدد بشكل خطير بمفاقمة الوضع الكارثي أصلًا" في الأراضي الفلسطينية.
ونقلت القناة الرابعة عشرة الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين بجيش الاحتلال، قولهم إن الوقت قد حان لـ"ضرب شمال الضفة الغربية المحتلة واقتلاع جذور الإرهاب"، حسب قولهم.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، بأن الحرب الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب حرب الإبادة في قطاع غزة، ستؤدي إلى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع.
وقالت حركة حماس إن العملية العسكرية الموسّعة لجيش الاحتلال بالضفة الغربية المحتلة هي محاولة عملية لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين، وتوسيع الحرب القائمة في قطاع غزة.
نار تحت الرماد
يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور "أيمن الرقب" أن الضفة الغربية المحتلة نار تحت الرماد، وحذر من انفجارها في أي لحظة للمواجهة الشاملة مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الأمر مسألة وقت، إلا أن الظروف الحالية مواتية لهذا الانفجار.
وقال "الرقب" في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن الاحتلال الإسرائيلي يتجه إلى إشغال الساحة بشكل كبير جدًا في الضفة الغربية المحتلة من خلال عمليته العسكرية الموسعة، مضيفًا أنها كانت محور التصعيد من قبل الاحتلال إلا أن أحداث السابع من أكتوبر أثرت بشكل أو بآخر على هذه الهجمات.
حرب مماثلة لغزة
وذكر "الرقب": لا نتوقع نشوب حرب في الضفة الغربية المحتلة لعدة أسباب من أهمها، أن الجانب الفلسطيني غير مجهز، حيث تمنع وجود السلطة وترتيبات أمنية أخرى، اندلاعها، لكن الاحتلال يصعد هجماته كما شهدنا اليوم إرسال فرقه وتنفيذ عمليته العسكرية، وبالتالي الاحتلال هو من يذهب للتصعيد.
وأضاف: "هناك تحريض كبير جدًا بادعاء تسليح مجموعات هناك، وهذه معلومة غير صحيحة، حيث إن السلاح الموجود لدى المقاومة في الضفة الغربية المحتلة هو سلاح إسرائيلي في الأصل يتم شراؤه عبر المافيا وما يتم سرقته من الجنود الإسرائيليين.
وذكر "الرقب": "تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية المحتلة، سيقابله رد فعل الشعب الفلسطيني، ولكن لا نتحدث عن حرب واسعة في الوقت الحالي على أقل تقدير، مشيرًا إلى أن الاحتلال سيضغط باتجاه عدة مناطق بهدف إضعاف أي رد فعل للمقاومة.
اعتقل الاحتلال الإسرائيلي قرابة الـ 9 آلاف فلسطيني خلال 10 أشهر في الضفة الغربية المحتلة ويزيد في عمليات الاعتقال بشكل واسع جدًا. وحذر "الرقب" من انفجار حرب في أي لحظة للمواجهة الشاملة مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن الأمر مسألة وقت، إلا أن الظروف الحالية مواتية لهذا الانفجار.
سير المفاوضات
وعن مدى تأثير التصعيد العسكري في الضفة الغربية المحتلة على محادثات وقف إطلاق النار في غزة، صرح "الرقب": عمليًا يؤثر، لكنني لا أعتقد أن هناك توقف في عملية المفاوضات المستمرة من خلال اللجان التي تتم بشكل غير مباشر بين المقاومة وحركة حماس، وأرى أن ملف غزة بشأن الهدنة منفصل عما يحدث في الضفة الغربية المحتلة والتي كان يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي بشكل أساسي قبل أحداث 7 أكتوبر ".
تشهد الضفة الغربية المحتلة التي تحتلّها إسرائيل منذ عام 1967 تصاعدًا في عمليات الاقتحام، لكن الوضع تصاعد أكثر منذ أن شنت إسرائيل حربها المدمرة والمتواصلة قبل 10 أشهر على قطاع غزة. ووفق مصادر رسمية فلسطينية، فقد خلفت الاعتداءات الإسرائيلية على سكان الضفة أكثر من 640 شهيدًا ونحو 5400 جريح منذ 7 أكتوبر.