الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ألعاب الطاقة.. الحرب تدفع إسرائيل نحو الظلام

  • مشاركة :
post-title
يؤثر تصاعد التوترات على الحدود مع لبنان سلبًا على شبكة الكهرباء الإسرائيلية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

مع تزايد هجمات فصائل المقاومة على إسرائيل، نتيجة للتعنت الذي يظهره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاه جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ألقى الظلام الذي خيم على نواحي إسرائيل في وقت سابق الضوء على مدى ضعف نظام الطاقة في دولة الاحتلال.

ولمدة ساعات في كل مرة، تبقى أحياء في تل أبيب، ومدينة بتاح تكفا المجاورة، ومدينة بئر السبع الجنوبية بدون كهرباء. بينما توقفت القطارات، وأعدت الحكومة قوائم بالمعدات الأساسية اللازمة في حالة انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.

وبينما ألقت حكومة نتنياهو اللوم في التعطيل على سلسلة من الأخطاء، أكد ذلك على الهشاشة التي أبقت مسؤولي الاحتلال مستيقظين خوفًا.

والآن، يؤثر تصاعد التوترات على الحدود مع لبنان سلبًا على شبكة الكهرباء، وفق ما قال نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، تشاك فريليتش، لصحيفة "بوليتيكو".

وقال: "إذا قرر حزب الله مهاجمة محطات الطاقة وغيرها من المواقع، فإن ذلك سيشكل مشكلة كبيرة. فهم يمتلكون صواريخ دقيقة قادرة على استهداف البنية الأساسية المدنية، ومن الصعب إدارة دولة حديثة بدون كهرباء وبدون أجهزة كمبيوتر".

قلة الموارد

في ظل قلة الموارد الطبيعية التي يسيطر عليها الاحتلال، تشعر إسرائيل بالقلق منذ فترة طويلة بشأن الطاقة. في الوقت الذي تعمل فيه حصة الأسد من محطات الطاقة لديها بالغاز. كما تشير "بوليتيكو".

وبحسب إيلاي ريتيج، الأستاذ المساعد في الجغرافيا السياسية للطاقة في جامعة بار إيلان في تل أبيب، فإن الغاز "يشكل أيضًا أداة دبلوماسية في مكافحة الجهود الرامية إلى عزل إسرائيل".

والآن، يهدد تصاعد الصراع مع حزب الله في جنوب لبنان الوضع الراهن في المنطقة. فقد تم بالفعل إغلاق حقل "تامار" -أحد الاحتياطيات الثلاثة الرئيسية للغاز الطبيعي- مؤقتًا بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، نظرًا لقربه من قطاع غزة، كما يقع حقل "ليفياثان"، الأكبر حجمًا، بالقرب من الحدود الشمالية، وقد يصبح هدفًا لهجمات صاروخية.

يقول ريتيج: "إن أحد الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى تجنب حرب على جبهتين، ومواجهة حزب الله وحماس في نفس الوقت، هو أنها لا تستطيع أن تتحمل إغلاق حقلي تامار وليفيثان في نفس الوقت. إن إسرائيل لا تملك أي بديل للغاز".

وتشير الصحيفة إلى أن "الوصول إلى النفط الخام والبنزين والديزل كان يشكل صداعًا كبيرًا لصناع السياسات الإسرائيليين منذ فترة طويلة، كما أدت عمليات الحظر التي قادتها الدول العربية في أعقاب حربي 1967 و1973 إلى أزمات طاقة مدمرة".

وردًا على ذلك، بدأت أجهزة الأمن الإسرائيلية برنامجًا سريًا لتبادل الأسلحة مقابل النفط من عدد من الأنظمة الإفريقية.

يقول التقرير: "في حين أن الإحصائيات الدقيقة لواردات إسرائيل من النفط تشكل سراً، فقد برزت أذربيجان الآن باعتبارها الشريك الرئيسي لها، حيث باعت لإسرائيل ما قيمته 300 مليون دولار من النفط الخام في يناير الماضي وحده، بينما تلقت كميات هائلة من الأسلحة لاستخدامها في صراعها مع أرمينيا المجاورة".

وقال أياز رضاييف، الباحث في مركز توبشوباشوف في باكو: "بالنسبة لأذربيجان، وفرت العلاقة مع إسرائيل إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا العسكرية المتطورة، مما ساعد في الحفاظ على ميزة تكنولوجية كبيرة في المنطقة".

ذعر إسرائيلي

رغم العمل الوثيق، اهتزت العلاقات بين تل أبيب وباكو مع تصاعد الحرب في غزة، كما قال رضاييف، نظرًا لأن "أذربيجان تولي أيضًا أهمية كبيرة لتضامنها مع الدول الإسلامية. كما أصبحت تركيا -أقرب حليف لأذربيجان- من أبرز دعاة القضية الفلسطينية منذ تفجر الصراع، وفرضت حظرًا تجاريًا غير مسبوق على إسرائيل".

كما تواجه إسرائيل هجمات مباشرة على بنيتها التحتية، والضغوط المتزايدة على شركائها، كما تشهد أيضًا استهداف خطوط إمدادها بشكل متزايد، ولا سيما من قبل جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر، على الرغم من نشر تحالف بحري غربي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والوقود.

وفي حين كانت التأثيرات غير المباشرة محدودة حتى الآن، فإن "سوق الغاز الإقليمية أصبحت أكثر عرضة للخطر؛ وقد تجعل جلب الغاز عبر البحر أكثر تكلفة وتعقيدًا"، وفقًا لما نقله التقرير عن دان ماركس، خبير أمن الطاقة في المعهد الملكي للخدمات المتحدة.

وقال: "نظرًا لأن سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية كانت ضيقة منذ حرب روسيا على أوكرانيا ومن المرجح أن تظل كذلك حتى عام 2025، فقد يكون لهذا آثار على الأسعار".

وبالنسبة لإسرائيل، فإن احتمال انقطاع التيار الكهربائي مع اقتراب الذكرى السنوية للعدوان على غزة في أكتوبر المقبل، من الممكن أن يؤدي إلى إحباط معنويات الإسرائيليين "الإسرائيليون ليسوا معتادين على انقطاع التيار الكهربائي. فنحن نعاني من انقطاع التيار الكهربائي لمدة ثلاث ساعات في المتوسط ​​سنويًا، لذا فإن مجرد التفكير في انقطاع التيار الكهربائي لمدة يومين يتسبب في ذعر الإسرائيليين ويدفعهم إلى شراء المولدات"، حسب ريتيج.

وتشير "بوليتيكو" إلى أنه "رغم أن هذا الأمر -انقطاع الكهرباء- تسبب في حالة من الذعر في أماكن مثل تل أبيب وبتاح تكفا وبئر السبع في وقت سابق من هذا العام، إلا أنه يشكل معضلة اعتاد عليها أهل غزة بالفعل. فقد ألحق القصف الذي استمر عشرة أشهر أضرارًا بالغة بالبنية الأساسية المدنية، كما يتم تقنين توزيع الطاقة إلى حد كبير حيثما تتوفر. وقد دعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى التوقف عن حجب إمدادات الوقود للمولدات الكهربائية، التي تغذي كل شيء من المستشفيات إلى المخابز".