الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"ستورم شادو" في يد كييف.. ضوء أخضر بريطاني ومخاوف أمريكية

  • مشاركة :
post-title
حث زيلينسكي رئيس الوزراء البريطاني على "إظهار قيادته" وإزالة قيود الصواريخ بعيدة المدى

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما تحتد العمليات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، تهّرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من تأكيد أو إنكار أن الاعتراضات الأمريكية تمنع أوكرانيا من استخدام صواريخ "ستورم شادو" الباليستية لضرب أهداف داخل روسيا.

وسُئل ستارمر، خلال مؤتمر صحفي في برلين إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتز، عما إذا كانت الولايات المتحدة تمنع استخدام الصواريخ من قبل قوات فولوديمير زيلينسكي. لكنه أجاب بأنه "غير مستعد للدخول في أسئلة تكتيكية حول استخدام الأسلحة".

وكانت صحيفة "التليجراف" البريطانية ذكرت أمس أن المملكة المتحدة تدعم استخدام صواريخ "ستورم شادو" من قبل أوكرانيا في روسيا، لكنها لن تطالب علنًا بهذه الخطوة، وسط مخاوف من أنها قد تثير خلافًا مع الولايات المتحدة.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طلب مرارًا وتكرارًا، استخدام الأسلحة التي يمكنها تجنب أنظمة الرادار الروسية وضرب أهداف دقيقة على مسافة تصل إلى 190 ميلًا، لضرب عمق روسيا.

وفي يوليو الماضي، حث زيلينسكي رئيس الوزراء البريطاني على "إظهار قيادته" من خلال إزالة القيود المفروضة على كيفية استخدام الصواريخ بعيدة المدى التي قدمتها المملكة المتحدة، بحسب "التليجراف".

وفي كلمته أمام اجتماع لمجلس الوزراء البريطاني، قال زيلينسكي: "ما زلنا نفتقد الإجابة الرئيسية على هذا السؤال. أطلب منكم إظهار قيادتكم في هذا الأمر وإقناع الشركاء الآخرين بإزالة القيود".

نهج الحلفاء

تشير "التليجراف" إلى أنه رغم أنه من المعتقد أن داونينج ستريت داعمة للطلب الأوكراني، لكن هذه الصواريخ تُستخدم إلى جانب أنظمة أمريكية سرية، الأمر الذي يتطلب الحصول على إذن من واشنطن. بينما يبدو أن البيت الأبيض يشعر بالقلق من أن استخدام هذه الأسلحة داخل روسيا -حتى من دون موافقة الولايات المتحدة- قد يؤدي إلى تصعيد الصراع.

وعندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تقف في طريق أوكرانيا باستخدام الصواريخ داخل روسيا، أجاب رئيس الوزراء البريطاني: "قدمنا ​​الدعم والأسلحة لأوكرانيا بما يتماشى مع نهج حلفاء رئيسيين آخرين بما في ذلك ألمانيا".

وأضاف: "لقد دعمنا النهج والإطار الذي طرحته الحكومة السابقة في المملكة المتحدة، عندما كنا في المعارضة، ونحن نتصرف بما يتسق مع ذلك في الحكومة. ولهذا السبب، أنا واضح جدًا بشأن عدم اتخاذ أي قرارات جديدة أو مختلفة. لن أتطرق إلى الأسئلة التكتيكية المتعلقة باستخدام الأسلحة لأسباب واضحة للغاية، ولكن لم يتم اتخاذ أي قرارات جديدة".

وتلفت الصحيفة إلى أنه "يبدو أن ستارمر لا يريد إثارة الخلاف حول استخدام ستورم شادو، ويقال إنه يتبنى نهجًا استشاريًا في المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن هذه القضية بعد الخلافات الدبلوماسية السابقة في عهد حزب المحافظين".

ونقلت عن مصدر في الحكومة البريطانية: "نريد أن نجري مناقشات مع الحلفاء حول هذا النوع من الأمور بدلاً من الرغبة في الضغط والقيام بذلك".

مخاوف أمريكية

أمس الثلاثاء، نقلت "التليجراف" عن مصدر في البيت الأبيض إن إدارة بايدن لديها مخاوف من أن استخدام أنظمة "ستورم شادو" الصاروخية، حتى بدون موافقة الولايات المتحدة، قد يؤدي إلى جر القوات الأمريكية إلى الصراع.

وأعربت الولايات المتحدة عن أسفها إزاء "النهج المتهور الذي اتبعته بريطانيا في تقديم المعدات العسكرية لأوكرانيا"، وفق تعبير الصحيفة.

تقول "التليجراف": في وقت سابق من هذا العام، دفع جرانت شابس، بصفته وزير الدفاع آنذاك، كييف إلى توجيه ضربة للسفن الحربية الروسية في شبه جزيرة القرم، في حين كانت أمريكا أكثر حذرًا.

في ذلك الوقت، بدا أن قرار بريطانيا بأن تصبح أول دولة غربية تتبرع بدبابات القتال الرئيسية، ومساعيها لتسليم طائرات إف-16 المقاتلة، قد أثار قلقا في واشنطن، حيث يعتقد المسؤولون أن المملكة المتحدة تحاول دفعهم إلى اتخاذ قرارات مماثلة.

وقال مصدر عسكري رفيع المستوى: "إن الولايات المتحدة تخشى التصعيد أكثر منا لأنها مضطرة للتعامل معه. أما نحن فلا نتعامل معه".

وبالإضافة إلى المخاوف من أن تؤدي ضربات صواريخ "ستورم شادو" في روسيا إلى تصعيد الصراع، هناك مخاوف في الولايات المتحدة من أن الصواريخ قد لا تنجح في تدمير الأهداف الروسية التي تم نقلها بعيدًا عن الحدود.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في الحكومة البريطانية: "من الصحيح أيضًا أن الأوكرانيين يركزون كثيرًا على مجموعة أسلحة معينة، وهذه تكتيكات زيلينسكي الكلاسيكية للدفع نحو شيء كهذا. كما أصبح الروس أذكياء في هذا الأمر وتم نقل الأصول الأكثر أهمية خارج نطاقها".

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه زيلينسكي، الثلاثاء، أن أوكرانيا أجرت أول تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي محلي الصنع.

ورغم أن الرئيس الأوكراني لم يكشف عن تفاصيل عملية الإطلاق التجريبية، فإن المهندسين الأوكرانيين يعملون على تطوير صاروخ باليستي قصير المدى ليحل محل نظام "توشكا-يو" الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية منذ عام 2014.

وتسارعت وتيرة البرنامج بعد أن شنت روسيا غزوها الأول لمنطقة دونباس شرقي أوكرانيا وضمت شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني في نفس العام.