الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هجمات استعراضية.. واشنطن تمنع كييف من إطلاق "ستورم شادو" في القلب الروسي

  • مشاركة :
post-title
قال الرئيس الأوكراني إن كييف ليس لديها خيار سوى الرد على العدوان الروسي الشامل

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

تسعى أوكرانيا للحصول على إذن من الغرب لاستخدام صواريخ "ستورم شادو" طويلة المدى؛ لتدمير أهداف في عمق روسيا، معتقدة أن هذا قد يجبر موسكو على التفاوض لإنهاء القتال. فيما أشار عدد من كبار الشخصيات في كييف إلى أن استخدام الأسلحة الأنجلو-فرنسية في "هجوم استعراضي"، من شأنه أن يظهر للكرملين أن المواقع العسكرية القريبة من العاصمة نفسها قد تكون عرضة لضربات مباشرة.

ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن مسؤول أوكراني كبير، أن التفكير هو أن روسيا لن تفكر في التفاوض، إلا إذا اعتقدت أن أوكرانيا لديها القدرة على "تهديد موسكو وسانت بطرسبرج".

ومع ذلك، تلفت الصحيفة إلى أن هذه "استراتيجية عالية المخاطر، ولا تحظى حتى الآن بدعم الولايات المتحدة"، رغم ممارسة كييف ضغوطًا على مدى أشهر للسماح لها باستخدام "ستورم شادو" ضد أهداف داخل روسيا، ولكن دون نجاح يُذكَر.

وتشير التقارير إلى أن المملكة المتحدة لم تتقدم بطلب رسمي إلى الولايات المتحدة للسماح لأوكرانيا باستخدام صاروخ "ستورم شادو" داخل روسيا.

ومع ذلك، وبينما يكافح جيشها على الجبهة الشرقية، هناك اعتقاد مُتزايد بأن أفضل أمل لها يكمن في شن هجوم مضاد.

خيارات الرد

في كلمة ألقاها بمناسبة يوم استقلال البلاد، أمس السبت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن كييف ليس لديها خيار سوى الرد على "العدوان الروسي الشامل، الذي بدأ قبل 913 يومًا"، حسب تعبيره، وخاصة ضد استخدام موسكو للقنابل الجوية والصواريخ الباليستية ضد المدنيين.

وأضاف "زيلينسكي": "إن عدونا سوف يعرف أيضًا ماذا يعني الرد الأوكراني. إنه رد مستحق ومتكافئ وبعيد المدى، وسوف يدركون أن الرد الأوكراني سوف يصل -عاجلًا أم آجلًا- إلى أي نقطة في الاتحاد الروسي تشكل مصدر خطر على حياة دولتنا وشعبنا".

وفيما هاجمت موسكو أوكرانيا بـ 9590 صاروخًا و13997 طائرة مُسيّرة، وأصابت 6203 أهداف مدنية و5676 هدفًا عسكريًا، منذ بداية العام الجاري، شنت أوكرانيا، في وقت سابق من هذا الشهر، توغلًا مفاجئًا في إقليم "كورسك".

وتزعم كييف الآن السيطرة على 1250 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الروسية، على الرغم من تباطؤ وتيرة تقدمها الأسبوع الماضي.

وفي الوقت نفسه، كانت قوات كييف تفقد الأرض بالقرب من "بوكروفسك" في "دونباس"، حيث أصبح الروس الآن على بُعد سبعة أميال من المدينة، التي تُعد مركزًا رئيسيًا للطرق والسكك الحديدية.

ستورم شادو

تم تطوير صواريخ "ستورم شادو" في المقام الأول من خلال تعاون أنجلو فرنسي، ويتم تصنيعها بواسطة مشروع مشترك أوروبي وهو شركة "إم بي دي إيه"، التي لديها أيضًا شريك إيطالي.

ولكن نظرًا لأن بعض مكونات هذه الصواريخ يتم توريدها من قبل الولايات المتحدة، فإن البيت الأبيض مضطر أيضًا إلى الموافقة على استخدامها داخل روسيا "وقد رفض البيت الأبيض حتى الآن القيام بذلك، خوفًا من تصعيد الصراع"، كما أشارت "الجارديان".

تقول الصحيفة: "زعم زيلينسكي أن عواقب توغل أوكرانيا في روسيا تظهر أن تحذيرات الكرملين بشأن الخطوط الحمراء مبالغ فيها. لقد قللت موسكو إلى حد كبير من أهمية الهجوم، نادرًا ما يشير القادة إليه علنًا ويصفون ردهم بأنه عملية لمكافحة الإرهاب".

وقال مسؤولون أمريكيون لصحيفة "بوليتيكو" إنهم يعتقدون أن صواريخ "ستورم شادو"، وغيرها من الصواريخ بعيدة المدى، ربما لا تكون دقيقة بما يكفي على مسافات كبيرة، وأن الطائرات المقاتلة الروسية التي أطلقت قنابل انزلاقية على مناطق الخطوط الأمامية الأوكرانية كانت إلى حد كبير خارج نطاق الصواريخ، كإجراء احترازي.

ورغم أنه يمكن القول إن الهجمات بطائرات مسيّرة تشكل بديلًا، فإن أحد الاتجاهات الفكرية في كييف يرى أن إظهار قدرة روسيا على ضرب عمق البلاد بالصواريخ قد يدفع الكرملين إلى إعادة تقييم الموقف.

ونقلت "الجارديان" عن جون فورمان، الملحق العسكري البريطاني السابق لدى روسيا وأوكرانيا، إن كييف "لا ينبغي أن تنجرف إلى عرض جانبي" من خلال التركيز على الاستخدام المحتمل لصواريخ "ستورم شادو"، وينبغي لها بدلًا من ذلك التركيز على الدفاع عن "دونباس".

ويعتقد فورمان أن روسيا تعتقد أنها قادرة على سحق أوكرانيا من خلال الاستنزاف، بينما تقدر كييف أن لديها نحو 600 ألف جندي داخل البلاد.

ويلفت إلى أنه من شأن الاستيلاء على "بوكروفسك" في "دونباس" قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر، أن يكون مصممًا لإظهار للرئيس الجديد في البيت الأبيض أن أوكرانيا تخوض معركة خاسرة.

ويعتقد أن لندن وباريس أعطتا أوكرانيا النسخة المخصصة للتصدير من صاروخ "ستورم شادو" -المعروف باسم "سكالب" في فرنسا- حيث يبلغ مدى هذه الصواريخ نحو 190 ميلًا، رغم أن كلًا من المملكة المتحدة وفرنسا تمتلكان نسخًا محلية الصنع بمدى ضعف هذا.