دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي، اليميني المتطرف، إيتمار بن جفير، أمس السبت، إلى ترحيل طالبي اللجوء الإريتريين، بعد مقتل رجلين وإصابة خمسة آخرين في شجار كبير في الشارع بين المهاجرين الإريتريين المؤيدين للنظام في بلادهم والمعارضين له، في جنوب تل أبيب.
وبحسب مكتب بن جفير، فإن وزارة الأمن الوطني والشرطة الإسرائيلية اتفقتا، في أعقاب محادثة مع كبار المسؤولين في الشرطة، على مطالبة المدعي العام والمستشار القضائي للحكومة ووزارتي العدل والداخلية بالتحرك "لترحيل الإريتريين، في أعقاب الطلب المقدم قبل عام والمناقشة التي جرت مع رئيس الوزراء"؛ كما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف بن جفير في بيانه: "بالإضافة إلى ذلك، تم الاتفاق على أن يثير وزير الأمن القومي الأمر أمام رئيس الوزراء نتنياهو ويطالبه بالتدخل في الأمر"، مضيفًا أن الشرطة عززت تواجدها في تل أبيب "للحفاظ على النظام وضمان سلامة المواطنين".
وبعد مضي ما يقرب من عام على أعمال الشغب العنيفة التي شهدتها جنوب تل أبيب بين الإريتريين المؤيدين للنظام في أسمرة ومعارضيه، ووعود حكومة نتنياهو بإنهاء أعمال العنف. لكن منذ ذلك الحين، قُتل تسعة أشخاص من بينهم إريتريان صباح أمس السبت، وأصيب ستة آخرون. وبعد ساعات، اعتقلت شرطة الاحتلال خمسة مشتبه فيهم، وبحوزتهم أسلحة هجومية.
صعوبة الترحيل
ولفت تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن معركة جنوب تل أبيب أثارت مرة أخرى مسألة ترحيل المهاجرين. ورغم بيان بن جفير، لكن مسؤولين في وزارة الداخلية يتهمونه بأنه لم يوافق بعد على اللقاء الذي طلب وزير الداخلية موشيه أربيل عقده مع قائد شرطة تل أبيب.
ونقل التقرير عن مسؤولي الشرطة الإسرائيليين أن "مسألة التعامل مع العنف الإريتري برمتها تقع تحت سلطة وكالات إنفاذ القانون فقط". لكن مسألة الترحيل -التي أثارها نتنياهو في وقت سابق- بقيت دون تحرك ملموس، لأنها "تمثل مشكلة من الناحية القانونية"، بحسب الصحيفة.
ووفقًا للاتفاقيات الدولية التي وقعتها دولة الاحتلال، فإنه من غير الممكن ترحيل معارضي النظام الذين يطلبون اللجوء. بينما أوضحت الأمم المتحدة في بيان سابق، أن ترحيل طالبي اللجوء من إسرائيل سيكون انتهاكًا للقانون الدولي.
مُغادرة طوعية
في الوقت نفسه، يغادر الكثير من طالبي اللجوء والمتسللين من إفريقيا إسرائيل تدريجيًا وبشكل طوعي، وفق تقرير الصحيفة، حيث تشجعهم إسرائيل على القيام بذلك.
وفي العام الماضي أفادت تقارير أن الذين يغادرون دولة الاحتلال طوعًا يحصلون على 3500 دولار. هؤلاء يغادر معظمهم إلى الدول الغربية، ويعود جزء صغير منهم إلى وطنهم.
وبحسب تقرير نشره مكتب السكان الإسرائيلي، الشهر الماضي، فإنه حتى بداية يوليو، كان هناك 16,364 متسللًا وطالب لجوء من إريتريا في إسرائيل، مقارنة بـ 17,580 قبل حوالي عام.
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الإريتريين هم إلى حد بعيد المجموعة الأكبر بين جميع المتسللين في إسرائيل؛ ووفقًا للتقرير الجديد فإن عددهم الإجمالي هو 21,137.
وفي النصف الأول من عام 2024، غادر 1449 متسللًا من إريتريا إسرائيل طوعًا، بينهم 442 شخصًا في يونيو وحده، بالإضافة إلى 55 متسللًا من جنوب السودان و157 متسللًا من دول إفريقية أخرى، وذلك في الأشهر الستة الأولى من السنة.