في جنوب مدينة "تل أبيب" بدولة الاحتلال الإسرائيلي، أصبح الشجار بين المهاجرين الإريتريين أمرًا متكررًا لم تستطع معه قوات أمن الاحتلال إيقافه أو منعه، الذي كان آخره أحداث العنف الدامية التي أسفرت عن مقتل رجلين وإصابة خمسة آخرين، في مشاجرة عنيفة بين مجموعات من المهاجرين الإريتريين.
مشاجرة بالأسلحة البيضاء
وقُتل رجلان وأصيب 5 آخرون في شجار في أحد شوارع جنوب تل أبيب صباح السبت بين مهاجرين إريتريين، على ما يبدو كجزء من نزاع مستمر بين مجموعات مؤيدة للنظام وأخرى مناهضة له، بحسب بيان للشرطة، وفق "إسرائيل اليوم".
وقالت الشرطة إن أفراد العصابة تبادلوا إلقاء الحجارة والأسلحة البيضاء وهاجموا بعضهم البعض بالعصي والمسامير. ووصل رجال الشرطة إلى مكان الحادث لفض الشجار، وفي بعض الحالات أطلقوا أعيرة نارية تحذيرية في الهواء.
تصاعد العنف
هذه الأحداث ليست الأولى من نوعها في جنوب تل أبيب، فقد شهدت الأشهر الأخيرة عدة اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي النظام في إريتريا، التي غالبًا ما تحولت إلى معارك دموية في الشوارع باستخدام الهراوات والأسلحة البدائية، وفق "يديعوت أحرونوت".
كانت آخر مرة قُتل فيها شخص في هذه المعارك في أوائل يوليو الماضي، عندما تعرّض أحد معارضي النظام للضرب المبرح حتى الموت.
دعوات للحماية
في ظل هذه الظروف المتصاعدة، تطالب منظمات الإغاثة بتوفير حماية أفضل لطالبي اللجوء من معارضي النظام في إريتريا.
ورغم الجهود المبذولة من قِبل الشرطة والاعتقالات التي تمت، إلا أن العنف لا يزال يتجدد بين الحين والآخر، ما يثير القلق حول قدرة السلطات على السيطرة على الوضع وضمان أمان السكان المحليين والمهاجرين على حد سواء.
موقف الشرطة والمجتمع المحلي
قال قائد منطقة تل أبيب، بيريتس عمار، أثناء تقييمه للوضع في موقع الحادث، إن العنف الذي يحدث في جنوب تل أبيب يشكل تهديدًا كبيرًا للسكان الذين يعيشون في خوف دائم.
وأشار إلى أن الشرطة لا تستطيع بمفردها التعامل مع هذا الوضع المعقد، داعيًا إلى تعاون الجهات الحكومية المختلفة للتعامل مع هذه الأزمة.
وفي سبتمبر 2023، قررت السلطات الإسرائيلية اتخاذ خطوات صارمة بما في ذلك الترحيل الفوري لطالبي اللجوء الإريتريين المتورطين في أعمال الشغب الدامية التي وقعت في تل أبيب، على خلفية اعتراضهم على تنظيم مؤتمر حول بلادهم في إسرائيل، بحسب وسائل إعلام محلية.
وخلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، حينها، أصدر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمرًا بطرد طالبي اللجوء من إريتريا نظرًا لأنهم "تجاوزوا الخطوط الحمراء" بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
وأضاف: "نريد إجراءات صارمة ضد مثيري الشغب، بما في ذلك الترحيل الفوري لمن شاركوا".
وأصيب نحو 170 شخصًا بجروح في اشتباكات عنيفة مع الشرطة وفي قتال داخلي بين مجموعات من المؤيدين والمعارضين الإريتريين للتظاهرة.
قنابل صوتية وذخيرة حية
وخلال المشاجرة التي انطلقت في سبتمبر 2023، أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والذخيرة الحية بينما حاول "سلاح الفرسان" إبعاد المتظاهرين من فوق ظهر الخيول.
وبرز "سلاح الفرسان" الإسرائيلي في الاحتجاجات التي شهدتها تل أبيب، التي لم يسبق لها مثيل، إذ تداولت وسائل الإعلام مقاطع فيديو لضباط على ظهر الخيول أثناء اختراقهم صفوف المتظاهرين لتفريقهم، وظهر المتظاهرون تحت أقدام الخيول.
وتحدث معارك في الشوارع بين حشود كبيرة من الإريتريين المسلحين بقطع من الخشب والمعادن والصخور، إضافة إلى مهاجمة بعضهم البعض، قاموا بتحطيم واجهات المتاجر والسيارات.
منطقة حرب
وقال مستوطنون إن شوارع وسط تل أبيب بدت وكأنها منطقة حرب على مدار عدة ساعات، حيث حلّقت مروحيات شرطة الاحتلال في سماء المنطقة ودوت صفارات الإنذار.
وخلال تلك اشتباكات 2023 كان يخطط إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي المتطرف، لاقتراح مشروع قانون من شأنه أن يلغي جزءًا من القانون الأساسي شبه الدستوري الإسرائيلي بشأن كرامة الإنسان وحريته للمضي قدمًا في الترحيل الجماعي للمهاجرين الذين دخلوا الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني.
وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 18 ألف طالب لجوء من إريتريا في إسرائيل، معظمهم وصلوا بشكل غير قانوني قبل سنوات.