اشتعلت عاصمة دولة الاحتلال الإسرائيلي، تل أبيب، اليوم السبت، في أعقاب مقتل إريتريين في الثلاثينيات من عمرهما، في اشتباك ضخم جنوب المدينة اندلع بين مؤيدين ومعارضين للحكومة في إريتريا، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام العبرية.
الشجار العنيف الذي اندلع في شارع ليفينسكي عند زاوية لافاندا في تل أبيب، بدأ بوصول رجل ملثم واحد على الأقل إلى الكنيسة ومعه فأس، وقام برش المصلين برذاذ الفلفل -ومن بينهم أطفال- وهاجمهم، الذين نددوا بغياب التواجد الشرطي، كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأظهر تحقيق أولي أن ضابط شرطة وصل إلى إحدى الساحتين اللتين وقع فيهما الحادث، وقد خشي على حياته فأطلق النار في الهواء، بينما ظهر المشاركون في الاشتباك وهم يركضون نحو كنيسة بأسلحة هجومية ورذاذ الغاز المسيل للدموع.
وبينما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن قائد منطقة تل أبيب أجرى تقييمًا للوضع في مكان الحادث، وأمر بإجراء عمليات تفتيش مكثفة وتعزيز القوات في المنطقة؛ أعلنت السلطات الصحية أنه، بخلاف القتيلين، تم إجلاء ثمانية جرحى آخرين لتلقي العلاج الطبي، ووصفت حالة اثنين منهم بـ"الخطيرة".
وأشار موقع "والا" إلى أنه في أعقاب الاشتباكات، تم إغلاق عدة شوارع أمام حركة المرور.
إهمال حكومي
قالت الكنيسة الإريترية في تل أبيب: "أصيب عدد من المصلين بالطعن ورش الغاز أثناء خروجهم من الكنيسة، وطلبنا من الشرطة الحضور والتعامل مع الموضوع، ونذكركم أن الكنيسة تعارض العنف"، مشيرة إلى أنها ليست طرفًا في الصراع بين مؤيدي ومعارضي النظام في إريتريا.
وأضاف البيان: "نحن طلبنا مساعدة الشرطة في الصراع مع العنف الفوري ولم تكن ذات جدوى".
وقال المتحدث باسم الكنيسة إن "رجال الشرطة الذين تعاملوا مع الحادث ألحقوا أضرارًا بممتلكات الكنيسة، وقاموا بتخريب الصور ومعدات الصلاة وأنظمة التسجيل".
وعلّق إيتامار أفنيري، عضو مجلس المدينة، نيابة عن حركة "المدينة الأرجوانية": "في الأشهر الأخيرة، نرى مدى تأثير سياسة الحكومة الطويلة الأمد المتمثلة في إهمال السكان الإريتريين"، كما نقل عنه "والا".
وأضاف "أفنيري": "إلى جانب إهمال جنوب تل أبيب من قِبل البلدية، يتم ترك سكان الأحياء الجنوبية واللاجئين، لمصيرهم.. نحن جميعًا نستحق أن نعيش في أمن وسلام، ولكن يتم تجاهل التحذيرات والتكرار من جانب المجتمع الإريتري حول الوضع المتفجر، وهذه هي النتيجة".
عجز الشرطة
نقلت "يديعوت أحرونوت" عن بيرتس عمار، قائد شرطة منطقة تل أبيب، انتقاده لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة، إذ قال: "نحن بحاجة إلى وزارتي العدل والداخلية وغيرهما، إلى جانب المشورة القانونية، لإرسال منتهكي القانون إلى البلاد التي أتوا منها"، مضيفًا: "فقط بتغيير جذري ستنتهي قصة الإريتريين".
ولفت "عمار" إلى أحداث العنف السابقة بين معارضي ومؤيدي النظام في إريتريا في سبتمبر الماضي، قائلًا "القصة معقدة ولا بد من إيجاد حلول لها.. هذا سلوك سياسي يأتي من إريتريا إلى هنا، وهو غير مقبول، وسنبذل قصارى جهدنا لمنع حدوث مثل هذا الشيء".
وتابع: "في سبتمبر الماضي قمنا بالكثير من الاعتقالات، أكثر من 70 شخصًا.. اعتقلنا بعضهم بمذكرة إدارية والبعض الآخر بمذكرة جنائية، لكن في النهاية لم نتلق المساعدة في هذه القصة فيما يتعلق بأوامر الإبعاد التي كنا نتوقعها".
وأضاف: "لن تتمكن الشرطة الإسرائيلية من التعامل بمفردها مع هذا الجيب المسمى جنوب تل أبيب.. لن نتمكن من ذلك دون الوزارات الحكومية المختلفة، التي لها دور في الجانب القانوني لمنع استمرار هذه القصة وتطورها إلى أبعاد كبيرة جدًا".
وتابع قائد شرطة تل أبيب أن "الشرطة موجودة هنا بقوات كبيرة جدًا على حساب مهام أخرى"؛ وألقى باللوم على ما وصفه بـ"الأيدي المتعمدة للدبلوماسيين" في الاشتباكات.