مع استمرار فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المزعومة للعدوان الوحشي على قطاع غزة، جاء انتقاد آخر صريح وقاسٍ من أحد كبار ضباط الاحتياط، وهو رئيس نظام التدريب والتحقيق في الذراع البرية، العميد جي حازوت، مساء أمس الخميس؛ والذي وصف دولة الاحتلال بأنها أصبحت "أضحوكة الشرق الأوسط"، وأن وكالة المخابرات العسكرية "أفلست"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وقال "حازوت"، في مؤتمر "ملتقى القادة والمقاتلين الاحتياط" الذي يجمع ضباط الاحتياط ممن شارك أغلبهم بالتناوب في العدوان على غزة، وفي القيادة الشمالية خلال الأشهر العشرة الأخيرة: "كنا نيامًا في ظل الاحتلال.. وعندما تفاجأنا، كان من المفترض أن نستيقظ ونعود إلى الأصول والأساسيات، من وجهة نظري فإن إدارة الحرب هي الفشل الأخطر".
وأضاف: "في بداية الحرب، اتصل بي قائد القيادة المركزية (الجنرال يهودا فوكس آنذاك) وطلب مني تشكيل فريق لتحديد نقاط الضعف العملياتية الخطيرة في الضفة الغربية.. وبعد شهرين، توصلنا لأكبر نقطة عمياء في دولة إسرائيل، وليس فقط القيادة المركزية، وهي الحدود الشرقية".
وبحسب حازوت، الذي ترك الخدمة العسكرية في الوقت الحالي: "لقد أصبحنا دمية في الشرق الأوسط خلال العام الماضي، ويجب أن نعيد الردع من خلال احتلال جنوب لبنان، وتدمير البنية التحتية لحزب الله بالكامل".
وقال: "نصف نشطاء حماس -على الأقل- لا يزالون على قيد الحياة، ولا يزال عشرات الإسرائيليين في الأسر، ولا يزال مئات القادة على كل المستويات يعملون ويعيدون تأهيل حماس".
كما انتقد التحقيقات الجارية حول الحرب داخل جيش الاحتلال: "لقد أفلست أداة التحقيق في جيش الدفاع الإسرائيلي وأنا أقول لكم هذا بمسؤولية.. أحد أعظم الأخطار هو أن تحقيقاتنا لا تصدق.. في اليوم الذي سيقيمون فيه معسكر تدريب للجيش الإسرائيلي، لن يكون جيشًا بعد الآن، لأن كل ما يريد القادة فعله هو عدم التعلم".
وأضاف القائد الكبير السابق في الاحتياط الإسرائيلي، والذي نشر هذا الشهر كتابًا يتناول إخفاقات جيش الاحتلال في السنوات الأخيرة: "نحن ندمر غزة بسبب ما فعلوه بنا في أكتوبر، ولا بأس بذلك".
محاكمات زائفة
قبل أشهر، كشف صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن تجنيد العشرات من كبار محامي الدفاع العسكري في الاحتياط -وهم من أفضل وأشهر المحامين في إسرائيل- لصالح الضباط الذين سيتم التحقيق معهم في الفشل الذريع في 7 أكتوبر.
وأثار القرار دهشة في الجيش الإسرائيلي، وفي الوحدات القتالية، وحتى في مكتب المدعي العام العسكري نفسه، وخرجت انتقادات من داخل الجيش للطريقة التي تم بها اتخاذ قرار التحقيقات، حيث "لن يكرر الجيش الإسرائيلي أخطائه القاتلة، ولن يتحمل أي قائد المسؤولية عن أخطائه أو غفلته"، وفق الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الاحتياط إن "التحقيقات كان ينبغي أن تبدأ من الأعلى، من هيئة الأركان العامة والجنرالات، وليس إلقاء اللوم على المقاتلين".
وتساءل: "لماذا يتعاون قائد كتيبة بشكل كامل مع التحقيق ويعترف بأخطائه أو أخطاء زملائه، إذا كان قادته لا يزالون في الخدمة، وإذا حذره محاميه من أن الأمر سيخرج إلى النور ويستخدم ضده في لجنة تحقيق سيتم تشكيلها أو من قبل مراقب الدولة؟".